: آخر تحديث

الإمارات.. الرؤية الخمسينية

55
60
59
مواضيع ذات صلة

الإمارات باشرت في وضع مشاريعها للخمسين سنة المقبلة بين يدي العالم، وبدأت في الترويج لها عمليا منذ اللحظة. وذلك باستخدام الأدوات المناسبة لاستكمال مئويتها من الآن عبر الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة واقتصاد المعرفة والطاقة المتجددة، وغيرها من المستجدات التقنية والتكنولوجية المتطورة.

هذه الرؤية الإستراتيجية طويلة الأمد في استشراف مستقبل الإمارات، بُنيت على أسس ترسخت منذ الخمسين سنة الماضية، فهي لبنات متكاملة صلبة توارثتها أجيال القادة أباً عن جد وبكل جدية واقتدار.
فالمؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، كان يرى مستقبل الدولة بين عينيه كأنه مرآة يرى من خلالها أدق التفاصيل.
لقد استطاع الشيخ زايد عندما كان حاكماً لمدينة العين في الفترة من 1948 - 1968، التغلب على أكبر تحدي آنذاك، وهي البحث عن مصادر المياه، منبع الحياة ومنبت الحضارة.
فقد نزل إلى الميدان بنفسه يشارك أفراد الشعب في حفر الآبار وشق الطرق للشرائع التي تسهل عملية تدفق المياه إلى المزارع والحقول والواحات، التي تحوّلت إلى جنان وحدائق تسر الناظرين، وذلك في الوقت الذي كان خبراء المياه في العالم الزائرين من المثبطين، فوعدهم زايد بالعودة مرة أخرى ليروا بأنفسهم معجزة الإنسان في زايد الذي لم تعجزه تحديات الزمان في قهر المستحيل.
و كان الشيخ راشد، رحمه الله، عضد زايد على نفس المسافة في رؤية الآفاق البعيدة عندما وقف على مرتفع شاطئ جبل على، وفكر في بناء ميناء يربط قارات العالم بهذه النقطة.
أما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فقد حمل جينة هذه الرؤية مذ كان طالباً في كلية «سانت هيرست» العسكرية، وها نحن نجني ثمراتها الجنية.
وامتدت هذه الرؤية الثاقبة لاستشراف المستقبل في أهم عناصره، عندما وقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في القمة العالمية للحكومات أمام العالم معلناً عن آخر قطرة للنفط سوف يصدر في العام 2050، فاستفسر من الحضور مباشرة، فما العمل ساعتئذ؟
الحل في الطاقة التي لا تنفد أبداً شباب المستقبل، ثروة الإنسان التي تفوق كل الثروات.
لقد أدرك سموه بأن رأس المال الاجتماعي مقدم على رأس المال الاقتصادي، هكذا كان والده الشيخ زايد، رحمه الله عندما كان يصنع الرجال ويشتريهم بالمال إذا كانوا يشترون لأنه كان يبني دولة لأزمنة عدة.
والمدقق بين سطور المشاريع الخمسين لاستكمال مئوية الإمارات يلاحظ، بأن الإنسان المواطن هو الثروة البشرية الحقيقية للدولة في مفاصلها.
ولكي يتم ترسيخ قدم المواطن في مفاصل القطاع الخاص، كان مشروع «نافس» في صدارة المشاريع الحيوية التي تخلق فرص عمل لـ 75 ألف مواطن، تتكفل الدولة بتهيئتهم وفق ميزانية تقدر بـ 24 مليار درهم، وذلك لمعرفة القيادة بضرورة وجود أبناء الوطن، وهو قطاع يمثل 90% من حجم الاقتصاد بالدولة.
ولم يتم تجاهل المكونات الأخرى من أوساطها، لأنها ثروة التنوع التي تشارك في بناء الوطن بقيمه العظيمة. في الخمسين سنة الأولى، أمضى الشيخ زايد، رحمه الله، 35 عاماً في ترسيخ أسس الدولة، وواصل من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مرحلة التمكين. وجاءت اليوم فترة الاستعداد لمرحلة تقوية جذور الدولة العميقة لبلوغ المئوية من خلال العبور من نفق المشاريع المستقبلية من هذه اللحظة الحاسمة التي تعمّق جذور الدولة في عين المستقبل.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد