: آخر تحديث

لكولن باول صُور

49
47
46
مواضيع ذات صلة

تفاوتت ردود الفعل على وفاة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، كولن باول، بسبب إصابته بفيروس «كورونا»، عن عمر ناهز 84 عاماً، فبين ردود الفعل هذه ما يمكن وصفه بالشخصي، وبينها الطبي، وأهمها السياسي بالطبع.
المدهش أن وفاة الوزير الثمانيني العجوز باول والمصاب بالسرطان، أوجدت حجة لدى رافضي اللقاحات ضد فيروس «كورونا» في الولايات المتحدة، وظفوها كدليل على ما انفكوا يرددونه من شكوك وريبة منذ اكتشاف هذه اللقاحات بعدم جدواها وفعاليتها في التغلب على الفيروس، وإلا كيف يموت باول متاثراً بإصابته ب«كورونا» رغم أنه أخذ جرعتي اللقاح؟ 
طبعاً كان على الأوساط الطبية أن تعيد الشرح بأن اللقاحات لا تمنح ضمانة بنسبة مئة في المئة بألا يصاب من أخذها بالفيروس، لكنها تخفض هذا الاحتمال إلى أدنى حد ممكن، وأن فعالية اللقاح تختلف من شخص لآخر، كما هو حال باول، الذي أضعف السرطان مناعة جسمه.
وإذا كان مفهوماً أن يشيد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن بذكرى باول الذي خدم في إدارته، زاعماً أنه كان «يحظى بالاحترام الشديد في البلاد والخارج»، لأنه هندس له غزو العراق ونفذه، فإن «محبوب» رافضي اللقاح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب له رأي جدير بالوقوف عنده، حيث أبدى امتعاضه مما وصفه ب«الشكل الجميل جداً» الذي تعاملت به «وسائل الإعلام الإخبارية المزيفة»، حسب تعبيره، مع كولن باول بعد وفاته، وهو «الذي ارتكب أخطاء كبيرة بشأن العراق و(مزاعم) أسلحة الدمار الشاملة الشهيرة».
ليس ترامب وحده من أبدى هذا الامتعاض. لم يكن لوفاة كولن باول أن تمر دون استعادة المشهد الذي ظهر فيه الرجل أمام مجلس الأمن الدولي وهو يستعرض صوراً مزيفة، قال إن الأقمار الصناعية التقطتها، لترسانات أسلحة الدمار الشامل التي يملكها العراق، في سعيه للحصول على تفويض أممي بشن الحرب عليه واحتلاله، لتعترف الولايات المتحدة بعد الغزو أنه لا أثر لمثل تلك الأسلحة، بل إن باول نفسه أقرّ لاحقاً بأن هذا الخطاب كان «وصمة» على سمعته، «ستبقى على الدوام جزءاً من حصيلة أدائي».
مواطن عراقي من مدينة الموصل اسمه خالد جمال كان أحد من استفتت «بي. بي. سي» آراءهم حول دور باول في بلده لخّص صورة الرجل في أعين العراقيين وغير العراقيين، حين قال: «لقد أدخل الفوضى إلى العراق لأنه كان الكاذب الرئيسي الذي قدم أسباباً غير صادقة للغزو الأمريكي»، مضيفاً أن «أمريكا جعلت العراق أسوأ لأنهم دمروا البلد بأكمله، وكانوا السبب في سيطرة الخارج عليه».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد