: آخر تحديث

نجمات الظل في السينما المصرية

56
54
57
مواضيع ذات صلة

صالحة قاصين ممثلة مصرية كانت ذات جمال أخاذ حينما بدأت مشوارها الفني بالتمثيل على المسارح مع مطلع القرن العشرين، مبتدئة العمل مع فرقتي إسكندر فرح وسليمان القرداحي قبل أن تنضم إلى فرقة سلامة حجازي. 

مع نجاحها المسرحي، لا سيما بعد أن شاركت في مسرحيات «ضحية الغواية» و«ملك يهرب» و«مطامع النساء»، تولاها بالرعاية الفنان الكبير جورج أبيض بعد عودته من دراسته في أوروبا على نفقة الخديوي عباس حلمي وتأسيسه لفرقته المسرحية، حيث شاركت وتألقت في المسرحيات التي قدمها أبيض آنذاك على خشبة دار الأوبرا الخديوية مثل «لويس الحادي عشر» و«أوديب الملك» و«صلاح الدين الأيوبي».

في هذه الأثناء إلتقت قاصين بنجيب الريحاني وجمعت بينهما علاقة غرامية فسحبها إلى فرقته. بعد ذلك تنقلت للعمل بين فرق مسرحية أخرى مثل «فرقة عزيز عيد» و«فرقة أولاد عكاشة»، وصولا للعمل مع «فرقة رمسيس» التي أسسها يوسف وهبي عام 1923.

مع تقدمها في العمر وتراجع جمالها انحسرت عنها الاضواء وقلت أعمالها المسرحية، فقبلت من باب تدبير قوتها اليومي بأدوار هامشية ذات مساحات قليلة في السينما التي لها فيها نحو 38 عملا أدت في معظمها دور العجوزة الشمطاء ثقيلة السمع أو ضيفة ضمن ضيوف الأفراح والحفلات اللواتي يحضرن من أجل النميمة.

اللافت في سيرة قاصين أنها ولدت في مصر لأسرة يهودية، لكنها اعتنقت الإسلام في عام 1929 مع أن البعض يقول إن إسلامها كان في عام 1944 بدافع الخوف من اجتياح النازيين الألمان لمصر في أثناء الحرب العالمية الثانية. وحول هذا قالت الفنانة ماري منيب للصحفي علي الورداني في حوار منشور بصحيفة الأخبار في ديسمبر 1955 إنها كانت تقرأ القرأن مع صالحة قاصين في بداية الثلاثينات بعد إسلامهما.

تزوجت قاصين ثلاث مرات كانت الأولى من شخص يهودي، أما الزيجتان الأخريان فكانتا من رجلين مسلمين، علما بأن زيجتها الثالثة استمرت 11 عاما. 

من الأمور اللافتة الأخرى عنها أنها ظلت مخلصة لمصر إلى درجة تبرؤها من شقيقتها «غارسيا قاصين» التي امتهنت الفن مثلها لكنها قررت الهجرة الى إسرائيل وانقطعت أخبارها. وقتها سجل عنها قولها: «إن تراب مصر أفضل عندي من كل بقاع العالم».

اختلف الرواة حول تاريخ ميلادها بسبب عدم وجود سجلات للميلاد في القرن 19، فقيل مثلا إنها من مواليد مايو 1878، لكنها من جانبها أفصحت لمجلة الكواكب بتاريخ 27 ديسمبر 1955 في حوار مشترك مع الفنانة إيمان أنها من مواليد 1888، دون تحديد اليوم والشهر.

وكفنانات كثر، عانت قاصين من ظروف معيشية صعبة في أواخر عمرها، إذ عاشت على بضعة جنيهات كانت تتلقاها من نقابة الممثلين، ما جعل زميلها القديم جورج أبيض يأويها في غرفة ملحقة بحديقة منزله، وزادت أحوالها سوءا مع إصابتها في سنواتها الأربع الأخيرة بجفاف في شرايين المخ، ما تسبب لها بمرض الزهايمر، فأودعت بمستشفى الأمراض العقلية بالعباسية إلى أن رحلت في ابريل 1964.

في السينما يتذكرها الجمهور جيدا في اثنين من آخر أفلامها وكلاهما من إخراج عيسى كرامة. الأول فيلم لوكاندة المفاجآت/‏1959، إذ أدت دور العجوزة الشمطاء ثقيلة السمع، والثاني فيلم شهر عسل بصل/‏1960 الذي ظهرت فيه في دور العجوزة التي توغر صدر شربات هانم (ماري منيب) ضد إسماعيل (إسماعيل يس) زوج ابنتها سامية (كاريمان) في ليلة الزفاف. 

من أدوارها الاخرى: دور أم معمع (لطفي عبدالحميد) في فيلم بياعة الورد/‏59 إخراج محمود إسماعيل، ودور رئيس الممرضات في فيلم سيجارة وكأس/‏55 إخراج نيازي مصطفى، ودور أم عفت ابراهيم (علوية جميل) في فيلم نساء بلا رجال/‏53 إخراج يوسف شاهين، ودور المنجمة في فيلم حياة حائرة/‏48 إخراج أحمد سالم، ودور الجارية في فيلم دنانير/‏39 إخراج أحمد بدرخان، ودور حسنية هانم النمامة في فيلم أول نظرة/‏46 إخراج نيازي مصطفى، ودور جارة الشيخ حسن (يحيى شاهين) في فيلم جعلوني مجرما/‏54 إخراج عاطف سالم، ودور خاطفة الأطفال لصالح المجرم إبراهيم (محمود إسماعيل) في فيلم البني آدم/‏45 إخراج نيازي مصطفى، ودور غزالة هانم طاووس عضو جمعية مناهضة الرجل في فيلم بنات حواء/‏54 إخراج نيازي مصطفى، ودور المـُدرسـّة في فيلم على مسرح الحياة/‏42 إخراج أحمد بدر خان.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد