: آخر تحديث

الشيخ أحمد الفهد.. الزلزال القادم!

41
52
50
مواضيع ذات صلة

هبت رياح عاصفة جديدة لبلاغ الكويت، المعروف منذ سنوات بهذا العنوان، فور صدور حكم ابتدائي في سويسرا مؤخراً بحق الأخ الفاضل الشيخ أحمد الفهد الصباح، مما أدى إلى تورم حناجر وقلوب فرحاً بالحكم، وهو مازال في بداياته القانونية!

بثت القبس تسجيل «بلاغ الكويت.. ما بعد العاصفة» عن خلفيات البلاغ وتطوراته، ولقاءات لم تكن بمجملها محايدة ومهنية إعلامياً، لسبب واحد بسيط وهو غياب رأي الطرف الآخر من النزاع في جنيف، وهو الشيخ أحمد فهد الاحمد وفريقه القانوني على الأقل.

وفي حال تعثّر مبادرة الحوار مع الشيخ أحمد الفهد وفريقه القانوني أو من المقربين المحايدين، فلا تحفظ مهنياً يمكن إثارته عند رفض الأطراف الأخرى بعد منحهم الفرصة المهنية لإبداء الرأي ورواية تفاصيل بلاغ الكويت والتهم محل النزاع.

وعن البُعد الدولي لتطورات القضية في سويسرا، وما صاحب ذلك من صخب إعلامي كويتي ولقاءات انتقائية في بعضها، وأخرى مختلفة في القضية نفسها المعروفة ببلاغ الكويت، فهو يكمن في طبيعة الوضع السياسي في الكويت وتركيز دول شتى عليه.

مازلت على قناعة بأن بلاغ الشيخ أحمد الفهد لابد أن يكون له بُعد دولي، على خلاف ردود فعل الأطراف المباشرة بالقضية، التي تصورنا لوهلة من الزمن أنها انتهت نتيجة عدة أسباب لعل أبرزها «الاعتذار» بناء على توجيهات عليا.

أصاب كبد الحقيقة مجدداً بصراحته المعهودة وتحليله الدقيق الأخ العزيز صالح الملا، النائب السابق، في حديث مع القبس، خصوصاً فيما قاله من تحليل ورأي عن «بيت الحكم»، وعلاقة ذلك ببلاغ الكويت منذ بداياته حتى اليوم.

فمن الواضح أن انعكاسات «صراعات بعض الأفراد في الأسرة الحاكمة»، كما ذكرها أيضاً الأخ العزيز النائب في مجلس الأمة د. حسن جوهر، كانت وما زالت تلقي بظلالها على الشأن المحلي العام في الكويت منذ عقود وحتى اليوم.

دول عظمى مؤثرة في السياسات الكويتية، بلا شك تتابع ما يجري على الساحة المحلية وتحلل حجم الأثر السياسي لتلاطم أمواج بعض الاقطاب السياسية، وانعكاس ذلك على النظام السياسي ككل والديموقراطي منه تحديداً.

استفهامات عديدة تطرح نفسها في هذا الظرف الدقيق، بل تبحث عن أجوبة لما حدث ويحدث في الكويت، فعاصفة بلاغ 2014 وما يليها اليوم يمكن أن تتحول إلى زلزال.. زلزال الشيخ أحمد الفهد الصباح!

إن الشيخ أحمد الفهد ليس بتلك الشخصية التي يمكن الاستهانة بها، فقد كان لاعباً أساسياً في داخل الكويت وخارجها، ويملك ما لا يملكه غيره من أدوار ومعلومات ودهاء، قد لا ترجح كفة ترتيب الأوراق السياسية حاليًا.

قد يتخيل البعض أو يذهب إلى التأويل والتفسير المنحرف لمقالي وهدفه إلى درجة توجيه الشبهات بعلاقة شخصية أو استفادة من الشيخ أحمد الفهد، وهنا أقول إنني لم ألتق به ولم أتحدث معه يوماً منذ 2003 حتى اليوم.

بينما تضررت شخصياً من الشيخ ناصر المحمد، رئيس الوزراء الأسبق، وهو أحد الأطراف في النزاع القائم ضد الشيخ أحمد الفهد، ولم أفكر إطلاقاً باستغلال ذلك الخلاف بالتحالف مع الشيخ أحمد الفهد كما تصوّر الشيخ ناصر يوماً.

جاء الرد الحاسم مني وبشكل مباشر على خيال ما روّج له البعض لمصلحة الشيخ ناصر المحمد ضد الشيخ أحمد الفهد، وبحضور شهود على ذلك، وآخر رد كان في منزله بمنطقة الشويخ وجهاً لوجه.

إن الزلازل السياسية لن تنجو منها الكويت، إذا ما استمر الحال عليه كما هو بالأمس والمستقبل أيضاً، فتماسك أسرة الحكم هو جزء من الحفاظ على الكويت سياسياً ودستورياً، وأي صراع بين بعض الأقطاب أو أقل درجة سيقتلع غير المحتمل كويتياً!

ينبغي أن يدرك الكل بأن الكويت ملتهبة منذ زمن بالصراعات السياسية والاحتقان الداخلي، وهو ما يستوجب الإنقاذ وليس التشفي بالآخرين والشماتة، فمصلحة الكويت وشعبها يجب أن تظل فوق الجميع.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد