: آخر تحديث

«الخمسين».. المطمئنة

46
44
40
مواضيع ذات صلة

القرارات الإماراتية الأخيرة، التي جاءت في صف المواطن ضمن حزمة مشاريع الخمسين، أثلجت قلوب الكثيرين وخلقت حالة تفاؤلية تجاه بعض الملفات الشائكة والمهمة مثل ملف «التوطين»، وهدّأت من روع بعض المتوجسين تجاه ما يرون أنه نوع من الاحتكار الأجنبي لبعض الوظائف تحت حجة «الكفاءة التي لا يملكها المواطن» أو تحت مسمى «خبير أجنبي».

ما طُرح يستحق النظر، فمن جهة القطاع الخاص أمامه اليوم مسؤوليات جادة لاحتواء أبناء الوطن وتقليدهم مناصب ووظائف حيوية في الشركات بدلاً من اقتصار تشغيلهم في وظائف دنيا بمرتبات متدنية، ويتم ذلك بقرارات صارمة وواضحة وبنسب محددة، ومن جهة أخرى النظر إلى ردود الفعل المجتمعية بجدية للبناء عليها في احتياجات المواطنين مع الحياة المتغيرة بتأثر أعمالهم، ما جعل البعض يتعامل بمظلومية ويقارن نفسه بالآخر الذي يحظى بتسهيلات وشواغر وفرص!

جاءت مشاريع الخمسين لتطمئن الجميع على أن المواطن «أولاً، وثانياً، وثالثاً»، واضعة النقاط على الحروف في كل ما يمس مسائل العيش الكريم لأكثر الفئات إلحاحاً من شباب باحثين عن عمل أو طلبة أو متقاعدين أو مؤسسي أعمال حرة و بأرقام ومدة زمنية واضحة.. لا بشعارات رنانة لا صلاحية تاريخية لها.

وهنا حينما يعقد المواطن مقارنة فهو يضع نفسه في الكفة الأخف من الميزان، الذي يميل نحو الآخر بناء على معايير العددية و النوعية.

وقد تبدو المقارنات، وإن كانت مشحونة بالعواطف أمراً اعتيادياً نسبة إلى الأحقية كحال المواطنين في أي بلد، فحتى الدول المتقدمة، ومثلاً هنا.. أمريكا وبريطانيا تجبر فيها الشركات الأجنبية على تعيين مواطنيها بنسب محددة، ولا ضير ولا ضرار إن نادى المواطن بحقه، فليس في ذلك نوع من الجحود أو العنصرية أو عدم شكر النعمة والتخلي عن الوطنية، فكما يقول المثل العرب: «السيئة علي وعليك.. والحسنة إلي وإلك».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد