: آخر تحديث

كن كما أنت..

43
44
44
مواضيع ذات صلة

 

يتصرف الإنسان بطبيعته التي خلق عليها وهذا هو الوضع الطبيعي، ويسعى "بعض" الأفراد في هذا الكون لصنع كاريزما خاصة بأنفسهم، لأنهم لا يحبون أن يكونوا نسخا مكررة من الآخرين أو لربما يمتلكون موهبة الإبداع.
كثيرا ما نصادف فئات من البشر يمارسون حياتهم الطبيعية دون تكلف أو حتى ممارسة الرسمية، وما إن يدخلوا سلك بعض الوظائف من الطبيب والمدرس مرورا بالأستاذ الجامعي وإلى أصحاب المناصب، حتى تظهر عند البعض شخصية مختلفة تماما! شخصية ترتدي الأقنعة كون المجتمع قد فرض طوقا على هذه الفئات بمجموعة من التصرفات والأفعال، وأن أي خروج هو بمنزلة انسلاخ عن الذوق العام، وربما قد يشكك أحيانا في عقليات وشهادات تلك الشخصيات! أذكر أن أحد الزملاء تعين في منصب وأصبح يتواصل حديثا وكتابة باللغة العربية الفصحى ظنا أن هذه من متطلبات المنصب، وعندما أعفي عاد لطبيعته! وفي وسائل التواصل الاجتماعي ظهرت حالات الانفصام لكثير من المشاهير بطريقة مقززة. ومن بركات "تويتر" أنه كشف لنا عديدا من هذه الفئات المزدوجة، في حين أظهر لنا فئات تمارس حياتها الطبيعية وهنا يظهر المعدن الحقيقي للإنسان الطبيعي.
ليس هناك أجمل من أن يكون الإنسان كما هو فكل شيء راحل.. فصاحب المنصب مهما اعتلى من المراتب، سيأتي اليوم الذي يخبرونه فيه بالتقاعد، والذي يلهث خلف المنصب سيصعق بخبر إعفائه، وبالتالي فإن القناع المؤقت سيسقط ولن يتبقى إلا الوجه الطبيعي، الذي في حينها لن يلتفت إليه الآخرون وسيبقى وحيدا يصارع أزمات تعدد الوجوه! جمال الإنسان يكمن في طبيعته البشرية العذبة الخالية من شوائب الحياة.. كونوا كما أنتم، تسعدوا!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد