ليس الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، هو الرئيس الوحيد في فرنسا أو العالم الذي تعرّض لاعتداء بالضرب من مواطنين أو محتجين، حين قام أحد الأشخاص، قبل أسابيع، بصفعه على وجهه أثناء زيارة تفقدية في بلدة بجنوب شرق فرنسا.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتعرّض فيها ماكرون للاعتداء عليه، ففي 2016، وعندما كان وزيراً للاقتصاد، تعرّض للرشق بالبيض، أثناء زيارة له إلى منطقة في شرقي باريس، من قبل مجموعة من المحتجين على سياسته، خاصة إصلاح قانون العمل، وتعرّض ماكرون للرشق بالبيض أيضاً، في حملته الانتخابية للرئاسة عام 2017.
وقبل ماكرون تعرّض الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، لرشقة ببيضة خلال زيارته لدبلن بإيرلندا في عام 2008، وفي 2011 أيضاً تعرّض لاعتداء أثناء زيارة لمدينة براكس جنوب غربي فرنسا، ومثل ماكرون تعرّض ساركوزي لرشق بالبيض في حملته الرئاسية عام 2012.
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تعرّض، هو الآخر، للضرب بهاتف محمول بعدما صعد إلى المنصة في ولاية إنديانا في عام 2019. وقبل ذلك، في عام 2015، لكمَ أحدهم، وبقوّة، رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، على وجهه أثناء جولة شمال غربي البلاد، وفي عام 2009 تعرّض رئيس الحكومة الإيطالي السابق سيلفيو برلوسكوني، لهجوم من شخص بقطعة حديدية، أسفرت عن كسر وجروح في الوجه والفم.
وبين كل هذه الحوادث تبقى الأشهر الواقعة التي تعرّض لها الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، في العراق عام 2008 أثناء مؤتمر صحفي عقده مع رئيس وزراء العراق، يومها، نوري المالكي، حين اخترق حذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي الجموع ليصل إلى المنصة التي يقف عليها بوش والمالكي. وهتف الزيدي وهو يقذف الحذاء صارخاً: «هذه قبلة وداع الشعب العراقي لك»، ومع الفردة الثانية قال «وهذه من الأرامل والأيتام والأشخاص الذين قتلتهم في العراق»، ولكن بحركة وصفتها الصحافة ب«الإكروباتية»، تمكّن بوش من تفادي فردتي الحذاء.
حذاء منتظر الزيدي أصبح اسمه «حذاء بوش». وازداد إقبال الناس على شراء هذا النوع من الحذاء بالذات. والرأسمالية لا تنقصها الفطنة، فهي تسري في شرايينها. فالشركة المنتجة ضاعفت الكميات المنتجة من موديل هذا الحذاء، وحسب مسؤول فيها فإنها كانت تروّج ما لا يزيد على خمسة عشر ألف زوج من الحذاء سنوياً، قبل أن يرمى بوجه بوش، فيما باتت تروّج لما يقترب من خمسمئة ألف زوج سنوياً اليوم، وكانت الشركة في غنى عن رفع سعر الحذاء، حيث بقي كما هو، فما تجنيه من أرباح سنوياً لقاء بيعه يغنيها عن أي زيادة.