: آخر تحديث

قديم قدم البشرية

28
29
28
مواضيع ذات صلة

لا يوجد مرض فتك بالإنسان منذ أقدم العصور حتى يومنا مثل السرطان، والذي يرجع تاريخه إلى عام 1600 قبل الميلاد، عندما تم اكتشاف بردية مصرية مكتوب فيها عن السرطان؛ بل في عصر أبقراط الذي يقدر العلم، قدم قبل عام 470 قبل الميلاد، وصفة لعدة أنواع من الأورام السرطانية، حتى جاء جالينوس، في القرن الثاني الميلادي ورفض الجراحة لمعالجة المصابين بالسرطان، بحجة أن العلاجات المعتادة أفضل. وهذا الرأي الطبي الرافض للتدخل الجراحي، استمر لنحو ألف عام. 

وهكذا نجد أنه على الرغم من الفترة الزمنية الطويلة التي عاش فيها الإنسان مع السرطان، فإن الكشوف والعلاجات في هذا المجال كانت متواضعة؛ بل لا تتواكب مع تطور الحياة الاجتماعية. قبل فترة من الزمن قرأت خبراً جاء فيه: «حذرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في تقرير من أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن العالم سيشهد زيادة عالمية بنسبة 60% في حالات السرطان على مدى العقدين المقبلين. وفي عام 2018، سجلت منظمة الصحة العالمية 18.1 مليون حالة سرطان جديدة في جميع أنحاء العالم. وتتوقع المنظمة أن يصل الرقم إلى ما بين 29 و37 مليون حالة بحلول عام 2040»؛ لذا ستجد كثير من الأسر التي فقدت عزيزاً منها. فقد كان لهذه الأورام حضور طاغٍ وغير مرحب به. 

وفي نفس اللحظة ستجد صفحات من الخلود حفظها التاريخ الذي يروي عن الأبطال الذين عاشوا جزءاً من أعمارهم في كفاح وجهاد للتخلص من هذا المرض الفتاك.

وأتذكر كلمات للكاتب والمخرج والممثل الراحل مايكل لاندون، قال فيها: «سأقوم بهزيمة السرطان أو الموت محاولاً».

فعلاً يعتبر حقل علاجات الأورام من أهم المجالات الطبية التي تحتاج للدعم ومساعدة الأطباء والباحثين في مسيرتهم للبحث والعلاج، ومع أنني مؤمنة تماماً بأن البشرية قاب قوسين أو أدني من اكتشاف المصل والعلاج الذي يخلص البشرية من هذا المرض، تبقى الوقاية من مسببات الأورام، فضلاً عن الفحوص الطبية المبكرة التي تسهم في العلاجات وأسباب تجاوزها؛ لذا من الأهمية الكشف الدوري للنساء وإجراء فحص سرطان الثدي، وللرجال فحص البروستات، مع الدعوات بالشفاء لكل من يعاني السرطان، وأن يعين العلماء والدارسين على إيجاد العلاج الشافي الذي يضع حداً لهذا المرض القديم قدم البشرية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد