- لا أحد يُحارب ما لا يعرف!.
- حتى ذلك الذي يُحارب الأشباح، فإنّه لا يحاربها إلا بعد أن يعرفها!.
- هاتِ لي إنسانًا واحدًا، لم يسمع بالأشباح، ولم يتصوّرها في ذهنه، ثمّ حاربها!. واحدًا، لم يسمع بالعفاريت والجنّ ولم يتصوّرها ثم، بعد ذلك، ظهر له عفريت، أو سَكَنه جِنّي!.
- المشكلة، كل المشكلة، في المعرفة حين تكون خطأً ووهمًا وتخرّصًا!.
- عدم المعرفة بريء من الإثم ولا وِزر على صاحبه!. الجهل مَلُوم والجاهل مذنب، وهو مذنب في حقّ نفسه أولًا!.
- الفرق، عندي، بين عدم الجهل والمعرفة، هو أن الجاهل يظنّ نفسه يدري ويعرف، وكل درايته ومعرفته التِكاك وزلل، والتباس ووهم، وفزع ورهبة من التّقصّي!.
- أبواب من لا يعرف ليست مُغلَقة أمام العلم والمعرفة، لكن الجهل له من المُوصِدات ما يمنع صاحبه من الحركة والنظر والتفكير والاستنتاج، اللهم إلّا بشروط قيده، وفي مساحة زنزانته الضّيّقة!.
- مشكلة الجهل عويصة!. نحن حتى لو لم نُصدِّق الجاهل فيما يقول، فإنّ عدم تصديقنا لا يعني أننا بقينا بلا معرفة خاطئة!. فبمجرّد سماعنا لما يقول، وأؤكد: حتى لو لم نصدِّق، فقد دخلت في عقولنا معلومة ما، نظنّ أننا استبعدناها بعدم تصديقنا لها!، لكنها تظل مختبئة في مكان ما في الذّاكرة، خاصةً إن صدرت تلك المعلومة من شخص نكنّ له تقديرًا، وتوقيرًا، واحترامًا، ومهابةً!.
- وقبل أن يعترض أحدكم يا أحبّة على الكلمات السابقة، قائلًا: كيف لا نُصدّق إنسانًا ومع ذلك نُكنّ له التقدير والتوقير؟! كيف يجتمعان؟!. أقول: حدث، ويحدث ذلك كثيرًا، وياما أعاق تجاربنا في المعرفة ومحاولاتنا في الفهم والإدراك عن النّموّ!. يحدث ذلك حين يكون القائل صاحب وجاهة بمسمّى أكاديمي كبير، أو نجوميّة إعلامية راسخة، أو شكل تبدو عليه هيئة الصلاح والرشد والوقار!. ويحدث ذلك بشكل أكبر وأوضح، حين يكون الاسم كبيرًا وقديمًا، فللموت هيبة، وللموروث سلطة ليس من السهل مقاومتها!.
- من الأدلّة المضحكة المبكية على ذلك، مسألة جرّبها عدد كبير منّا، مثل أن تناقش أحدهم في موضوع ما، تحاول فيه أن يكون المشي على أرضيّة الحجّة والعقل والدّليل، فلا تجد عنده غير: “العلّامة فلان ذكر ذلك”!، أو: “ذُكر ذلك في الكتاب الفلاني”!، ويا ويلك ويا سواد ليلك، إنْ قلت: يؤخذ منه ويُرَدّ!. سيقال لك على الفور: ومن أنت حتى تأخذ وتردّ؟!.
- ظنّي، أنّ أول وأهم دروب المعرفة يكمن في قدرة كل واحد منّا على عدم التحيّز لمعارفه السابقة!. أدري أنّ هذا أمر صعب، ويكاد يكون من المستحيلات، لكنه الدّرب الأصح والأسلم، وعلينا المحاولة كلٌّ قدر استطاعته، والاستطاعة تمرين ودِرْبة وممارسة وتجريب وتكرار محاولات!.
- وأرى أنّه من أطيب الحلول للمُضي قُدُمًا هو التفريق الدائم بين الجهل وعدم المعرفة!. لأن عدم المعرفة معرفة!. لو لم تكن كذلك لما كان قد “أفتى” مَن قال: لا أدري!.
- الإنسان عدوّ ما يجهل، وليس عدوّ ما لا يعرف!. لأنّ الجهل يعني معرفة خاطئة، أو مجموعة معارف غير صحيحة، تعترض طريق معرفة صحيحة وتحجب فهمًا عن التّجدّد، وتمنع إدراكًا أصفى وأحقّ بالحضور من أخذ مكانه في زمانه!.