: آخر تحديث

هل تغيرنا بعد 2020؟

65
64
62
مواضيع ذات صلة

 

لا ينكر أحد أن هذا العام المنصرف سيبقى في ذاكرة كل فرد، وستردد الأجيال القادمة ما حدث خلال هذا العام من رعب وتغيير شامل في الممارسات والسلوكيات الاجتماعية والصحية والاقتصادية. فهل استطاع عام 2020 إعادة ضبط إعداداتنا للأعوام المقبلة؟
إن ظهور فيروس كورونا كوفيد - 19 يعد اختبارا غير مسبوق للبشرية، فلم يحدث من قبل أن تأثرت حياة كل الناس، وحول العالم، بهذا الحجم والسرعة. فالإصابات الكثيرة مع الوفيات سببت شللا اقتصاديا وتحديا صحيا فشلت فيه كثير من الدول. وهنا، يحسب لبلادنا الغالية ما قدمته في هذه المرحلة الحرجة من دعم للعجلة الاقتصادية، دون أن تتوقف مسيرة التنمية، وهذا نجاح باهر، أصبح مع الوقت نموذجا يقتدى به في فنون إدارة الكوارث.
ما يهمني اليوم هو ما صنعه كورونا من عزلة إجبارية بلا اجتماعات ولا مدارس ولا حتى الخروج من البيوت إلا في أضيق الحدود. هذه الممارسات تمكنت من إعادة ترتيب بعض الطقوس الاجتماعية الحالية، التي بالتأكيد ستستمر لأعوام. أولها العلاقات الأسرية، التي اقتربت كثيرا خلال هذه الفترة، وعرف الأب والأم تفاصيل عن أبنائهم لأول مرة! أيضا ما يخص الاستهلاك المنزلي والشراء، فالمعادلة اختلفت! وبالتأكيد، فإن تصميم البيوت سيؤخذ في الحسبان، بعد أن اكتشف الجميع أن مجالس الضيوف الكبيرة، وما يتبعها من مقلط، وغيره، أصبحت مهجورة لعام كامل، وأن أغلب الأسرة تجتمع في المجلس الخارجي! علاوة على ذلك، الزواجات أصبحت مختصرة، فرضا لا خيارا.
بوصلة التغيير الاجتماعي في السعودية تأثرت كثيرا بعاصفة كورونا، وهذا سيعيد تشكيل المنظومة الاجتماعية. باختصار، ربما هناك جانب إيجابي اجتماعي في كورونا لم ننتبه له فعلا!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد