: آخر تحديث

الثقافة في «الرؤْية السعودية»

49
44
51
مواضيع ذات صلة

"الثقافة هي الإجابة عن سؤال الإنسان: ما الذي جاء يفعله على هذه الأَرض" (أَندريه مالرو، في افتتاح "بيت الثقافة" في مدينة آميان - 19/3/1966م.).

صاحب هذه المقولة/ الرؤية هو أول وزير ثقافة في فرنسا (سنة 1958م.). وهي ذي المملكة العربية السعودية أسست قبل عامين لــ"رؤية ثقافية" حين عينت أول وزير ثقافة في المملكة، الأمير الشاب بدر بن عبدالله بن فرحان، أَوكلت إليه شؤونها، ومع الوكالة توصية أن تحقق الوزارة الجديدة أهداف الرؤية السعودية 2030م.، وفي هذه "الرؤية" استراتيجية مثلثة تخطط لـ"الثقافة كنمط حياة، والثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة الدولية".

من هذه الاستراتيجية، على الصعيد الشعبي: رفْع إنفاق الأُسَر على الثقافة داخل المملكة من 3% إلى 6%، وعلى الصعيد الدولي: رفع عدد المواقع الأثرية المسجّلة في اليونسكو إلى الضعف على الأقل.

إذًا: منذ تأسست هذه الوزارة الفتيّة، قامت على "الرؤية" التي بدونها لا إمكان تقدُّم ولا تخطيط. من هنا أن المملكة، حين استضافت "مجموعة العشرين" الدولية قبل أَسابيع، بمبادرة منها في عام رئاستها "المجموعة"، بادرت كذلك إلى دعوة وزراء ثقافة "المجموعة" وقادة المنظمات الثقافية الدولية، في اجتماع خاص ترأّسه الوزير السعودي تحت شعار "نهوض الاقتصاد الثقافي: نموذج جديد"، لمناقشة الأفكار والخبرات إسهامًا في نمو الاقتصاد الثقافي العالمي"، وذلك عبر "تعزيز حضور الثقافة، وسبل دعم الاقتصاد الثقافي العالمي، ومدّ جسور التواصل الثقافي، والانفتاح على تجارب وممارسات مختلفة، وتعزيز الحوار الملهم، والاهتمام بالارتقاء المعرفي، وتحسين جودة الحياة للمواطنين وللمقيمين". وكل ذلك لإيمان المملكة بـ"أهمية الثقافة ودورها المؤثر في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، عبر تعزيز التنمية المستدامة، وحماية الثقافة واعتبارها محركًا للنمو الاقتصادي والتبادل الدولي".

وإنها كذلك الثقافة: ناقلة معالم الحضارة، ورافعة الذاكرة القيَمية الثقافية في كل بلد يغنى بكنوزه الثقافية، ويحفظ تراثه المادي وغير المادي، ويحافظ على الإرث الذي وهبه السابقون كي يهبه الحاضرون للآتين من الأجيال. وهنا أهمية المحفوظات (الأرشيف) لإبقاء الإرث نابضًا يعاد إليه لاكتناه ما فيه من وثائق تخلِّد تاريخ البلاد بآثارها ومعالمها وأعلامها وعلاماتها التي تغايرها عن سائر البلدان.

بذلك يسطع في "المملكة" مفهوم الثقافة على أنها "عدا الآداب والفنون، هي في أنماط العيش، والحقوق الأساسية لكل فرد، وأنظمة القيَم المجتمعية، وملامح تقاليد وعادات ومعتقدات تعكس ما يتميز به كل مجتمع أو بوتقة اجتماعية"، كما حدّدتْها منظّمة اليونسكو في 26 /7 /1982م. في ختام دورة مكسيكو حول "السياسات الثقافية العامة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد