: آخر تحديث

الفيروسات.. وخطر التغيرات الوراثية

47
36
45
مواضيع ذات صلة

في منتصف شهر يناير الماضي، تطرقت في مقال بعنوان (فيروسات عابرة للقارات)، لفيروس لم تسمع الغالبية منا حينها عنه من قبل، بدأ ينتشر في بعض المدن الكبرى في شرق آسيا، ودفع العديد من المطارات مثل مطارات سنغافورة وهونج كونج وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس ونيويورك لإخضاع المسافرين القادمين من مدينة «ووهان» الصينية لفحص سريع. باقي أحداث القصة أصبحت معروفة للجميع حالياً، والتي كان آخر فصولها خروج عدة شركات الأسبوع الماضي بنتائج تظهر فعالية مدهشة للتطعيمات التي تقوم بتطويرها.
لدى الفيروسات قدرة، على التبدل والتحور، من خلال تغيرات طفيفة في مادتها الوراثية، تعرف بالطفرات. هذه التغيرات تحدث أثناء تكاثر الفيروس، وإنتاجه لملايين من النسخ المماثلة له، وهي العملية التي قد يقع فيها خطأ أثناء نسخ المادة الوراثية، ليظهر جيل جديد مغاير في الصفات والسمات والقدرات.
وتحد هذه العملية بشكل متكرر ومؤثر في بعض الفيروسات، مثل فيروس مرض نقص المناعة المكتسب؛ أي الإيدز أو فيروس الإنفلونزا. ولكن لحسن الحظ، وحتى وقتنا هذا، لم تحدث تغيرات جوهرية في المادة الوراثية لفيروس كوفيد-19، بسبب طبيعة هذا الفيروس التي تحتوي على ما يمكن أن نطلق عليه (تدقيق إملائي) يراجع مطابقة النسخ المنتجة مع النسخة الأصلية. وإن كان هذا لا يمنع بشكل مؤكد وقطعي، احتمال تعرض فيروس كوفيد-19 لطفرات وراثية في المستقبل البعيد، أو القريب. وتأتي أهمية هذه الطفرات في أنها يمكن أن تحدث تغيرات جذرية في صفات الفيروس، مثل قدرته على العدوى والانتشار، أو شدة وحدة المضاعفات التي يتسبب فيها. والأهم من ذلك، أنها قد تترك أثراً على الفحوصات المستخدمة للتشخيص، وعلى الأدوية والعقاقير المستخدمة للعلاج.
المخاوف من تداعيات هذا السيناريو، دفعت العديد من المعامل المتخصصة لإنشاء شبكة، تضطلع بمتابعة تطورات وتغيرات المادة الوراثية لكوفيد-19، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية والتي أنشأت مجموعة عمل، تختص فقط بمتابعة التغيرات الوراثية لكوفيد-19. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد