: آخر تحديث

خدعوها بقولهم حسناء..!

64
65
56
مواضيع ذات صلة

نعيش هذه الأيام انتخابات هادئة وباردة، وهي تختلف عن غيرها من الانتخابات السابقة، التي كانت شرسة وطاحنة في جميع الدوائر، وهناك «ماكنتوش» من المرشحين هم عبارة عن خليط من التوجهات والأيديولوجيات الفكرية والسياسية، إلا أن ما لفت نظري وأنا أتابع عن كثب تلك المنافسة مواقف التيار السلفي من بعض المرشحين دعماً وتأييداً، فبعض السلف للأسف يدعمون الكثير من الذين تدور حولهم شبهات،  وهذا بعيد جداً عما عهدناه بالتيار السلفي، فهو أكثر التصاقاً بالمبادئ وأكثر التزاماً وتمسكاً بتعاليم الشرع والدين بخلاف الإخوان المسلمين، الذين يرفعون شعار الغاية تبرر الوسيلة، ويجيدون المناورة والمداورة والخداع والمكر على حساب العقيدة، لذا يجب على التيار السلفي ومن يؤيده تحديداً أن يتقوا الله أولاً، وأن يكون لهم موقف فيمن يدعمون من المرشحين ثانياً، فبعضهم متهم بقضايا أموال عامة، وبعضهم الآخر تدور حوله شبهات الفساد، ودعم أي من هؤلاء يفقد هذا التيار مصداقيته الشرعية والدينية!

‏وحديثي هنا موجه إلى السادة مشائخ وقيادات التيار السلفي، فمواقفكم الانتخابية من بعض المرشحين جعلت الناس يتشككون ويتساءلون عن حقيقة دعوتكم ومصداقية عملكم، وهذا خطر على الدين ككل الذي تزعمون أنكم حريصون على تطبيق أوامره، ويجب عليكم أن تتصدوا لبعض من أعلن من قياداتكم دعم بعض المرشحين، بالرغم من أن هناك مرشحين آخرين يتبعون المنهج السلفي، فلماذا تخليتم عن دعمهم؟ فالإسلام يحث على اختيار القوي الأمين، بينما نراكم تدعمون الضعيف غير الأمين، وقد كنتم دائماً وأبداً تعيبون على الإخوان المسلمين عدم تمسكهم بقيم ومبادئ الدعوة الصافية والمنهج الصادق، فإذا بكم تسقطون في المستنقع نفسه الذي غرق به أحفاد المرحوم حسن البنا!

إن ‏ما يفعله بعض رجال الدين من السلف الصالح في دعمهم لبعض المرشحين، ممن تدور حولهم شبهات الفساد، يضرب بالعمق مصداقية التيار السلفي وكل من يقدم نفسه على أنه حامي حمى الدين والشريعة، والأهم منها صورة من يدافع عن الإسلام، ويجب على شباب السلف الوقوف ضد هذا الانفلات الذي يمارسه مشايخهم حالياً، فمثلاً في إحدى المناطق الداخلية «يناصر» أحد دعاتهم أحد الفاسدين من المرشحين، وجمهور السلف في الدائرة صامتون لا يريدون كشف «شمس» الحقيقة ومن يتدثر برداء «الدين» والوقوف ضد أفعاله وممارساته، فمن المعيب في حقهم أن تكون هذه تصرفات وسلوك بعض من يمثلهم ويتحدث باسم جماعتهم، فالمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، فما بالكم كيف تحكمون ولماذا أنتم ساكتون؟!

***

جاء في مقال الجنرال الأخير بأنه كسب بعض القضايا، وهنا نتمنى عليه إن كان يملك الجرأة والشجاعة أن يكشف للناس ولجمهور الرأي العام ماهي هذه القضايا، بل وما هي التهمة، ومن هو المتهم وماهي الأفعال المادية التي قام بها، وماذا جاء في تحريات المباحث؟ فالتزامنا المهني والأخلاقي يمنعنا من الحديث، فالله حليم ستار، ولا أظن أن الجنرال يعرف هذه المعاني.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد