: آخر تحديث

السعودية من تأسيس الدولة إلى مستقبل الرؤية

45
55
61
مواضيع ذات صلة

نحمد الله جت على ما تمنَّى
من ولي العرش جزل الوهايب

خبّر اللي طامعٍ في وطنا ..
دونها نثنى إليا جت طلايب!

هذه الأبيات أعلاه نظمها شاعر الدرعية الأول عبدالرحمن بن صفيان الذي عاصر -رحمه الله- ملوكاً وأحداثاً كبيرة منها العدوان الثلاثي على مصر وحرب 1967م وحرب الوديعة وحرب أكتوبر. ولا زالت هذه الابيات تتردد حتى يومنا هذا خالدة يتغنى عليها أبطال الوطن وقادته في عرضاتهم الوطنية وانتصاراتهم السياسية المتلاحقة وسط كل مناسبة وطنية في المملكة، فهي تختزل أجمل الأبيات وأشهرها لكونها تحمل رمزية التأسيس، الذي جاءت كل الأحداث بعده بانتصارات عظيمة كما تمناها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه.
احتفلت المملكة يوم أمس الأربعاء 23 سبتمبر 2020 بمرور 90 عاماً على تأسيسها على يد القائد الذي اختزل كل معاني البطولة والإقدام المغفور له الملك عبدالعزيز. ويحتفل الشعب السعودي وقيادته بهذا اليوم الاستثنائي كيوم نصر مؤزر للم شمل شتات الجزيرة من شرقها إلى غربها وضم الحجاز والأحساء في كيان موحد تحت راية لا إله الا الله ونداء (الحكم لله ثم لآل سعود) لتتهافت الحشود في الجزيرة العربية لمبايعة ملك جاء بالحق والقوة بعد شتات وانهيارات، فالتحمت تحت راية وطن واحد وهوية واحدة وكيان واحد لتبدأ في عام 1902م إرهاصات الدولة السعودية الثالثة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وتستمر بفضل الله وبشجاعة وحكمة ووفاء أبنائه الذين توارثوا الحكم حتى يومنا هذا الذي ننعم فيه بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.
بدأت مسيرة البناء على يد الأب المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود، ثم سار ملوك هذا الوطن على خطاه ونهجه، فكان النهوض بهذا الوطن وخدمة الشعب والاستثمار فيه هاجسهم الأول، والاستثمار في الإنسان لضمان الاستقرار ورغد العيش وامتداد هذه الدولة حتى يرث الله الأرض. 
وامتداداً لتلك المسيرة التي بدأها المؤسس وحمل أمانتها الأبناء، فإن ما نشاهده اليوم من نهضة وإنجازات في عهد الملك سلمان وولي عهده قد فاق التطلعات، فها هي المملكة العربية السعودية تتبوأ اليوم مكانة إقليمية وعالمية عظيمة بين دول العالم في تصدير النفط تملك ثاني أكبر احتياطي للبترول وسادس احتياطي للغاز عالمياً لتحل شركة أرامكو الصدارة عالمياً وتتقدم على أكبر 5 شركات عالمياً لتتبوأ المرتبة الأولى، في حين تتصدر المملكة قائمة أقوى خمس دول في العالم لعام 2020، بعد الولايات المتحدة الأميركية والصين والهند وروسيا، وتنافس الدول العظمى في القوة العسكرية والأسلحة والعتاد العسكري، كما تتصدر المملكة عضوية مجموعة العشرين (G20)، والتي تضم أكبر الاقتصادات في العالم، وتستضيفها المملكة هذا العام وتديرها بعقول قيادة حكيمة وشعب، يتلقى أعلى درجات التعليم في جامعات تجاوزت الثلاثين جامعة، إضافة إلى مراكز البحث العلمي وبراءات الاختراع، وتراجع نسبة الأمية إلى دون 5%، كما تحقق المملكة المرتبة الأولى ضمن مجموعة العشرين في مؤشر الاعتماد على الشرطة والمرتبة الثانية في الاستجابة لمكافحة الجرائم المنظمة، والثالثة في المؤشر الأمني وأمان السكان، كما تتقدم إلى المرتبة الـ 27 عالمياً في مؤشر البنية الرقمية، والثامنة ضمن مجموعة العشرين، وفي مؤشر الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية احتلت المملكة مرتبة متقدمة عربياً وعالمياً، ونجحت في التقدم في مجال التعاملات الإلكترونية الحكومية وتحسين كفاءة الأداء الحكومي وزيادة الخدمات الرقمية المقدمة للمواطن لتشمل التوظيف والخدمات العامة بكل القطاعات الخدمية، كما تتفوق اليوم في مجال التعليم الرقمي (التعليم عن بعد)، والذي فرضته جائحة كورونا، وأثبتت المملكة خلالها نجاحاً فائقاً.
تعيش المملكة مرحلة واعدة من العطاء والبناء ومواكبة المستقبل، بل والسباق إليه بروح طموحة واثقة تحت قيادة تتطلع إلى مستقبل ينقلها إلى أبعد من عنان السماء.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد