: آخر تحديث

خنجي.. ثاني خرّيج بحريني من الأزهر الشريف

57
61
51
مواضيع ذات صلة

 

الشيخ محمد صالح بن يوسف خنجي رحمه الله اسم محفور في تاريخ البحرين لعدة أسباب. فهو ليس فقط البحريني الثاني الذي يلتحق بالأزهر الشريف للدراسة ويتخرج منه عالما وفقيها من بعد الشيخ أحمد بن مهزع المالكي (توفي عام 1926م) الذي درس هناك في الفترة ما بين عامي 1883 و1887م، وإنما هو أيضا من أوائل رواد الفكر الإصلاحي في البلاد، ومن ضمن النخبة التي حملت على عاتقها مهمة نشر التعليم، والإهتمام بالثقافة والأدب والشعر والفلسفة، ودعم جهود إرساء اللبنات المبكرة للعمل الصحفي.

ومن هنا فليس من المستغرب أن نجد اسمه ضمن من كان يتردد على منتدى عميد أدباء البحرين المغفور له الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة بالمحرق، وينهل من مكتبته منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ونجده أيضا ضمن اللجنة المكلفة بالإشراف على مدرسة الهداية الخليفية وإدارتها منذ عام تأسيسها في 1919م، وضمن العاملين بسلك التعليم منذ أربعينات القرن العشرين وحتى تاريخ وفاته في عقد الستينات، وضمن البحرينيين التسعة الذين أسسوا أول نادٍ أدبي في البحرين وعموم منطقة الخليج العربي، ألا وهو «نادي إقبال أوال» الذي أبصر النور في عام 1913م انطلاقًا من مكتبة عامة كانت قد تأسست بديلاً لمكتبة الإرسالية التبشيرية الأمريكية بالمنامة، وهو أيضا من ضمن كتاب أول صحيفة تصدر في البحرين ومنطقة الخليج العربي، ألا وهي «صحيفة البحرين» التي أصدرها في عام 1939 رائدالصحافة البحرينية وأبوها الروحي المصلح والأديب وتاجر اللؤلؤ المرحوم عبدالله الزايد (توفي عام 1945م).

الأستاذ عبدالله الزايد، الشيخ مقبل عبدالرحمن الذكير، الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة

ولهذا كله توقف عنده الكثيرون ممن كتبوا عن جزر البحرين في أوائل القرن العشرين، ومنهم، على سبيل المثال، الرحالة الأمريكي من أصول لبنانية أمين فارس أنطون الريحاني (توفي عام 1940م) الذي كتب في كتابه الأثير ملوك العرب (دار الريحاني للطباعة والنشر/‏ بيروت /‏ الطبعة الخامسة /‏ الجزء الثاني /‏ صفحة 219 و220) بعد زيارته للمحرق للالتقاء بحاكم البحرين آنذاك المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة (توفي عام 1932م) قائلاً: «في البحرين، كما رأيت، نهضة سياسية هي قرينة النهضة الأدبية. أجل، إنّ في البحرين من ينشدون الوحدة العربية، وفي نادي البحرين من يرفعون النهضتين إلى مستوى الفلسفة العالي، ومستوى الإنسانية الأعلى. فقد سمعت أيضا تلك الليلة أديب يذكر الشاعرين الصنوين عمر الخيام وأبي العلاء المعري. قال محمد صالح خنجي (كتبها خطأ خانجي): إني أحب المعري والخيام وإني شغف بأشعارهما. وقد سرني بنوع خاص ما بلغني من ميلك إليهما وغرامك بأفكارهما... إن البشر لم يزالوا، كما كانوا، ما سلف من الزمان وكما وصفهم المعري والخيام... إن الأديان الحنيفة روحها واحد وإنما تختلف الشرائع التي تتضمن أحكام المرافعات وفصل الخصومات... فالأديان بروحها ومغزاها تدعو للاجتماع والاتحاد... الشرقيون كلهم عائلة واحدة... خلاصهم وسعادتهم في أن يسود النظام بينهم والوفاق والتضامن».

ومن النص السابق نستشف الكثير من ملامح فكر هذا الإنسان البحريني المصلح الذي سبق زمنه -على المستوى الخليجي على الأقل- في الدعوة إلى التسامح بين الأديان وتقبل الآخر المختلف والشغف بأشعار الخيام والمعري الفلسفية حول الكون والوجود والإنسان والحب، ناهيك عن إهتمامه بقضية وحدة العرب والمسلمين.

ففي خطاب له بنادي إقبال أوال سنة 1913م -طبقا لما نشرته صحيفة أخبار الخليج البحرينية (2/‏12/‏2019)- أفصح الرجل بشجاعة نادرة عن وعيه المبكر بالأخطار الناجمة عن التعصب الديني والانغلاق، واعتقاد كل جماعة بأنها تملك وحدها الحقيقة المطلقة وأن غيرها من الجماعات ليسوا سوى كفرة ومهرطقين مصيرهم النار، بل قدم ما يشبه القراءات الحديثة للدين والشريعة، أي الركون إلى العقل والمنطق في قراءة النصوص. ومن ذلك أنه ميز بين الدين والشريعة، فوصف الأديان بالمسألة الروحية والقلبية والأخلاقية التي لا تتغير والثابتة لجهة الغاية والمقصد والغرض في كل الأديان، بينما قال عن الشريعة أنها الأساليب المحققة لتلك المقاصد والغايات (مثل صور العبادات وأنواع الرياضات والنظامات والقوانين والقواعد) واصفا إياها بالعامل المتغير بتغير الزمان والمكان والظروف وأحوال الاجتماع والعمران وطبيعة الإنسان، ومضيفا أن «الشريعة تتغير أدوارها في أدوار النبي الواحد وفي أدوار أمته» وأنها يجب أن «تؤسس على القاعدة الكلية الشرعية وهي درء المفاسد وجلب المصالح». وفي مكان آخر من خطابه يتوسع خنجي في مفهوم «طاعة ولي الأمر» على نحو ما فعله الشيخ رشيد رضا فيؤكد على أن المعنيين بتقرير تلك المصالح يجب ألا ينحصروا برجال الدين، وإنما ينبغي أيضا الأخذ برأي أهل الاختصاص والخبرة والمعرفة من «علماء ورؤساء الجيش وقادة المصالح العامة كالتجارة والصناعة والزراعة».

ولد محمد صالح خنجي في البحرين عام 1298 للهجرة المصادف لعام 1880م لأسرة تنحدر من منطقة «خنج»، كما هو واضح من لقبه. وهذه المنطقة، التي يسكنها اليوم نحو 60 ألف نسمة غالبتهم العظمى من المسلمين السنة على المذهب الشافعي، هي إحدى مقاطعات محافظة فارس في إيران، ولا تبعد إلا مسافة قصيرة عن الضفة الشرقية للخليج العربي. وفي سياق التعريف بعائلة الخنجي ورد في كتاب «تاريخ عرب الهولة» للباحث الكويتي محمد غريب حاتم (دار الأمين للطباعة والنشر والتوزيع/‏القاهرة/‏1997/‏ ص 52) أن الإسم «نسبة إلى قرية خنج التي كانت في زمن بعيد مدينة عامرة وبها مدارس وشيوخ للدين والفقه وكل أهلها الذين أسسوها من العرب السنة، ومنهم آل ملا حسين الذين هاجروا إليها من المدينة المنورة». كما جاء ذكر «خنج» في كتاب «تحفة النظار في غرائب الأمصار» للرحالة إبن بطوطة (توفي 1369م)، حيث كتب أنه حل بها وهو عائد من الهند ووجد فيها زوايا دينية وأناسا من الصالحين، ذاكرًا الشيخ عبدالسلام خنجي الشهير بـ «قطب الأولياء». 

أما من حيث النسب فقد قيل أن عائلة خنجي أو الخنجي، التي ينتشر أفرادها وفروعها في البحرين وقطر والإمارات وسلطنة عمان، وبرز في صفوفهم العديد من الأعلام في ميادين المال والأعمال والشرع والأدب والفن والتربية والوظائف العمومية، هي من نسل العباس بن عبدالمطلب القرشي رضي الله عنه (انظر: حسين بن علي الوحيدي، تاريخ لنجة حاضرة العرب على الساحل الشرقي للخليج، دار الأمة للنشر والتوزيع، دبي، الطبعة الثانية، 1988، ص75). ومن الأمثلة اللاحصرية على رجالات آل خنجي في البحرين: التاجر المحسن محمد طيب خنجي وهو من بين من عينتهم حكومة البحرين في أول مجلس بلدي منتخب للمنامة سنة 1920، والتاجر محمد طاهر خنجي عضو مجلس بلدية المنامة في الثلاثينات، ومحمد عقيل خنجي عضو مجلس إدارة «المنتدى الإسلامي» الذي تأسس في سنة 1928 في عهد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة كثالث صرح أدبي في تاريخ البحرين، والمرحوم يوسف بن لطف علي خنجي والد السيدة عائشة يتيم (أول فتاة بحرينية تسافر للدراسة في الخارج سنة 1920م) وأحد أوائل التجار البحرينيين الذين خاضوا غمار النشاط الصناعي (إليه مثلا يرجع فضل تأسيس أول مطحنة للدقيق وأول مصنع للثلج، علاوة على أول معمل للمشروبات الغازية في البحرين وعموم الخليج سنة 1921م، كما أنه أول خليجي يسافر إلى مانشستر للاستثمار في صناعة المنسوجات القطنية سنة 1930)، والمعلم والفنان التشكيلي البحريني إسحاق قاسم خنجي.

سافر الشيخ محمد صالح خنجي بحرًا إلى مصر للدراسة في جامعة الأزهر في عام 1899 /‏ 1900، عن طريق بومباي كما جرت العادة في تلك الأيام، وعاد من القاهرة إلى البحرين في عام 1902. وهذا يعني أنه درس في الأزهر الشريف في الفترة التي كان فيها الشيخ محمد عبده (توفي عام 1905م) مفتيا للديار المصرية، حيث أن الأخير عـُين في هذا المنصب الرفيع في سنة 1899، وكان قبله عضوًا في مجلس إدارة الأزهر تحت رئاسة الشيخ حسونة بن عبدالله النواوي الحنفي (توفي عام 1925م). 

الشيخ محمد صالح خنجي في شبابه بملابسه التقليدية

وهكذا عاصر الشيخ محمد صالح واستفاد كثيرًا من الأجواء الإصلاحية المنفتحة التي سادت الحياة المصرية في تلك السنوات التي كانت فيها مصر مركزًا لنخبة المثقفين والمصلحين النهضوين العرب من أمثال فرح أنطون وشبلي شميل ورشيد رضا وعبدالرحمن الكواكبي وغيرهم. فلا غرو لو عاد الرجل إلى بلاده من رحلته التعليمية في مصر بعقل منفتح ورؤى إصلاحية وفكر متوثب للتغيير وشغف بالإنخراط في الأنشطة الثقافية والفكرية والتربوية والصحافية. 

ونجد تجلياته هذا الشغف في الأعمال والمهام التي تولاها الرجل على مدى نصف قرن. ففي عام 1912م، حينما أسس شيخ الطواويش المحسن المعروف المرحوم علي بن إبراهيم الزياني (توفي عام 1929م) أول مدرسة أهلية في البحرين داخل بيته الكبير بفريج الزياينة بالمحرق، لم يجد الزياني شخصا مؤهلا أفضل من الشيخ محمد صالح ليوليه إدارة هذه المدرسة التي كان من ضمن طلبتها آنذاك مدير المعارف الأسبق الأستاذ أحمد علي العمران والأديب عبدالله علي الزايد، علاوة على محمد بن يوسف فخرو، وأحمد شاهين الجلاهمة، وحمد محمد المحميد، ومحمد علي عبدالله العبيدلي، وعبدالله يوسف الزياني، وراشد أحمد الزياني، وعبداللطيف سعد الشملان، وعبدالرحمن عبدالله الشملان، ومحمد أحمد مراد وغيرهم

وفي عام 1913م شهدت المحرق قيام الشيخ محمد صالح مع تسعة من الشباب البحريني المثقف المتحمس (ناصر الخيري، ومحمد العريض، وخليل المؤيد، محمد التاجر، سلمان التاجر، علي الفاضل، محمد الباكر، علي كانو، سعد الشملان) بتأسيس «نادي إقبال أوال» بهدف التثقيف ومدّ جسور من التواصل الفكري والثقافي بين البحرين والبلاد العربية، بل انتخبه المؤسسون رئيسا للنادي. والمعروف أن هذا النادي تمّ إغلاقه في سنة تأسيسه بسبب تصدي شيوخ الدين المحافظين لفكرته وأنشطته ووشايتهم عنه لدى قاضي البحرين آنذاك الشيخ قاسم المهزع بحجة أن أعضاء النادي يأتون المنكر من قراءة صحف النصارى، بل وصف مؤسسيه بـ«التسعة المفسدين في الأرض»، الأمر الذي اضطر معه الشيخ محمد صالح للسفر إلى بمبي مستاء. 

وحينما عاد إلى البحرين كانت المدرسة النظامية الأولى في تاريخ البلاد، وهي مدرسة الهداية الخليفية على وشك الإفتتاح، فتولى منصب كاتب الإدارة الخيرية للتعليم ضمن اللجنة المكلفة بالإشراف على المدرسة وإدارتها، والتي تكونت من: الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة رئيسًا، والشاعر الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة نائبا أول للرئيس، والشيخ عبدالوهاب بن حجي بن أحمد الزياني نائبًا ثانيًا، ومحمد صالح يوسف خنجي كاتبا للادارة، ويوسف عبدالرحمن فخرو أمينًا للصندوق، علاوة على الاعضاء عبدالعزيز القصيبي، محمد صباح البنعلي، عبدالرحمن عبدالوهاب الزياني، عبدالرحمن محمد الزياني، عبدالرحمن أحمد الوزان، سلمان حسين مطر، محمد راشد بن هندي، علي عبدالله العبيدلي، وأحمد حسن ابراهيم. 

كما أنّ عودته إلى البحرين تزامنت تقريبا مع تأسيس النادي الثاني في تاريخ البلاد وهو «النادي الأدبي» الذي تأسس سنة 1920 على يد مجموعة من أدباء وشيوخ ورجالات ومفكري المحرق، وترأسه الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، فكانت تلك فرصة كي يعاود الشيخ محمد صالح نشاطه الأدبي والفكري من خلال هذا الصرح الثقافي الجديد.

وفي سيرة الرجل الوظيفية نجد أيضا ما مفاده أنه عمل في عقد الثلاثينات من القرن العشرين معاونا لرئيس بلدية المحرق، قبل أن يلتحق في أوائل العقد التالي بسلك التعليم للعمل مدرسًا، وهي الوظيفة التي بقي فيها حتى تاريخ وفاته رحمه الله في سنة 1967.

ويخبرنا الصحافي والمؤرخ البحريني الراحل خالد البسام (توفي عام 2015م) في كتابه «تلك الأيام» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر/‏ بيروت وعمان/‏2005) أن الشيخ محمد صالح، كان يراسل الشيخ رشيد رضا صاحب صحيفة «المنار» المصرية، وأنه في إحدى رسائله العديدة للأخير سنة 1911م تساءل «هل من الممكن إنشاء مؤتمر إسلامي يعود على الإسلام بفائدة في القريب العاجل؟ وأين ينبغي أن يكون؟»، وأردف تساؤله باقتراح إنشاء ناد للتعارف الإسلامي في مكة المكرمة. وقد أجاب المصلح الشيخ رشيد رضا قائلا: «نستحسن اقتراح الفاضل (محمد صالح خنجي) أشد استحسان». وبطبيعة الحال فإن هذا يقدم برهانا إضافيا على أن الشيخ محمد صالح كان صاحب إهتمامات واقتراحات نوعية متقدمة، ويعكس في الوقت نفسه مدى الوعي الثقافي العالي والحس السياسي الرفيع اللذين تميز بهما مصلحو البحرين منذ بواكير القرن العشرين بحسب ما كتبه الباحث البحريني راشد عيسى الجاسم في مدونته الالكترونية بتاريخ 26 نوفمبر 2016م.

اهتم الشيخ محمد صالح مبكرا بالمطبوعات العربية القادمة من مصر، بل كان وراء جلب أول مجموعة كاملة من مجلة «المنار» إلى البحرين وقت عودته من دراسته في الأزهر الشريف. وبسبب شغفه بتلك المطبوعات كان دائم التردد على مكتبة ومجلس الأديب الشاعر الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة (توفي عام 1933م)، وكذا على «نادي المحرق الأدبي الثقافي» الذي أسسه الشيخ إبراهيم عام 1920م، وهو ما جعل صاحبنا يرتبط بعلاقات أدبية وثقافية بالشيخ إبراهيم، تعززت بوجود قواسم فكرية بين الرجلين. إذ عـُرف كلاهما بأنهما من المهتمين بالأدب والشعر والتواصل مع العالم الخارجي، ومن أصحاب التطلعات التنويرية المنفتحة. ويمكن الاستشهاد هنا بنص كتبه المؤرخ البحريني بشار يوسف الحادي في مدونته نقلا عن الشيخ محمد صالح الذي قال: «بعد أن ألح رواد مجلس الشيخ إبراهيم بالمحرق على الشيخ أن يستورد لهم بعض الصحف العربية التي كان يستوردها المبشرون لمكتبتهم (المقصود مكتبة الإرسالية الأمريكية) في المنامة، أناط الشيخ إبراهيم بالشيخ مقبل عبدالرحمن الذكير (توفي في عنيزة عام 1923) مهمة استيراد (مجلة المقتطف) التي كانت قبلاً تأتي طرف الشيخ إبراهيم فقط، وأن يستورد معها (مجلة الهلال)، وكان ذلك خلال عام 1890م، فالشيخ مقبل كان تاجرًا ومتعلمًا وله مراسلات بواسطة وكلائه في الهند وشرق أفريقيا والبلاد العربية وأوروبا أيضا، لذلك قام رحمه الله بهذه المهمة خير قيام وطلب مع الصحيفتين فيما بعد (صحيفة المؤيد) و (مجلة المنار). وأتذكر أن (مجلة المنار) وصلت إلى البحرين طرف الشيخ مقبل ابتداء من عام 1890 قبل أن أذهب أنا للدراسة في الأزهر الشريف، ولكن حينما عدتُ بعد دراستي من هناك جئت بأول مجموعة من (المنار) إلى البحرين. غير أني ما زلت أتذكر أني رأيتُ (مجلة المقتطف) و(العروة الوثقى) في مجلس الشيخ إبراهيم بن محمد بالمحرق قبل ذلك بعدة أعوام، وقبل أن يأتي المبشرون إلى البحرين».

صورة نادرة للشيخ محمد صالح خنجي بالملابس الإفرنجية

على الصعيد الشخصي، سكن شيخنا في المحرق حتى أربعينات القرن العشرين، ثم نزح منها إلى المنامة. وتزوج مرتين الأولى من سيدة من عائلة القصير، والثانية من حفيدة المرحوم التاجر يوسف بن لطف علي خنجي، ورزق بالعديد من البنين والبنات. 

ومن آيات انفتاح الشيخ الخنجي أنه حرص على أن يتلقى بناته قبل أولاده التعليم العصري العالي، فلم يرفض ذهابهن في بعثات تعليمية إلى خارج البحرين لنيل الشهادات الجامعية العليا. لذا نجد أن ابنتيه فريدة وحميدة درستا في الكلية الأمريكية ببيروت، فيما درست ابنته فوزية طب الأسنان بجامعة دمشق، ودرست ابنته عائشة بجامعة بيروت العربية، وأن اثنين من أولاده (يوسف وسعد الدين) التحقوا للدراسة بالجامعة الأمريكية في بيروت. كما نجد أن اثنتين من بناته وهما سامية وعريفة التحقتا بالعمل لدى شركة نفط البحرين (بابكو). ومن بناته الأخريات نورجهان وزينب وبلقيس، علمًا بأن بلقيس (توفيت 2017) تزوجت من التاجر المعروف محمد أحمد الساعي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد