: آخر تحديث

نجمات الظل في السينما المصرية

61
61
59
مواضيع ذات صلة

تبلغ الفنانة ليلى شعير اليوم الثمانين عامًا، لكنها حينما دخلت مجال التمثيل لأول مرة عام 1963 كانت صاحبة عيون ساحرة وجمال أخاذ وقوام رشيق، وتبلغ 18 عامًا، مما جعل الجميع يجري وراءها لاستثمار جمالها في السينما وأيضًا لجذبها للعمل كعارضة أزياء. وقتها عارض والدها عملها في الفن وفي الأزياء معًا قائلاً «بنات العائلات ما يشتغلوش في التمثيل والأزياء»، لكنها استطاعت أن تقنعه بمساعدة والدتها وصديقات والدتها، فرضخ للأمر لتصبح ليلى واحدة من الممثلات اللواتي حفرن صورتهن في وجدان عشاق السينما.

ولدت في 18 يونيو 1940 لأب مصري (أخو الكابتن أمين شعير مدرب النادي الأهلي في الأربعينات)، كان يعمل في فن النحت وصنع التماثيل وهو ما قاده إلى السفر إلى باريس للدراسة والإقامة. وفي باريس تعرف والدها على أمها الفرنسية التي كانت تعشق مصر وتاريخها وفنونها، فعاد بها إلى مصر ترافقهما إبنتهما الصغيرة ليلى التي التحقت بمدرسة الليسيه فرنسيه بالقاهرة.

يعتبر فيلم «عائلة زيزي» الذي أخرجه فطين عبدالوهاب سنة 1963 من تمثيل عقيلة راتب وفؤاد المهندس وسعاد حسني وأحمد رمزي ومحمد سلطان والطفلة المعجزة إكرام عزو هو بوابتها نحو النجومية، حيث ظهرت فيه كوجه جديد تؤدي دور فتاة تسكن بجوار عائلة الشاب سامي شلبي (أحمد رمزي) وتعشق ممارسة رياضة اليوغا، فيطارها سامي ويتعلق بها وينضم إليها في ممارسة اليوغا، لذا سميت بـ «فتاة اليوغا».

بعد هذا الفيلم قدمت في العام نفسه فيلمين هما: العريس يصل غدًا /‏ 1963 لنيازي مصطفى (في دور كوثر إحدى بنات عنايات هانم /‏ مديحة يسري الثلاث التي تمارس مختلف أنواع الرياضات العنيفة)، وفيلم القاهرة في الليل للمخرج محمد سالم (في دور عارضة أزياء). واتبعت هذين الفيلمين في عام 1965 بفيلم الخائنة لكمال الشيخ (في دور عارضة أزياء) وفي عام 1966 بفيلم شياطين الليل لنيازي مصطفى (في دورة الأميرة نازك التي تعجب بقوة وشجاعة الفتوة عطوة /‏ فريد شوقي فتختاره عشيقًا لها).

في أعقاب هذه التجربة القصيرة تركت كل شيء خلفها وسافرت مع زوجها عمرو الترجمان إلى باريس، حيث عملت عارضة للأزياء بين العاصمتين الفرنسية والبريطانية لمدد متقطعة وصل عدد سنواتها الى 15 عامًا. وحول زواجها من عمرو الترجمان كانت تلك تجربتها الأولى في الزواج، حيث أن الأخير كان يعمل في مجال السياحة لكنه دخل مجال التمثيل السينمائي دون أن يمتلك أي موهبة، مستغلاً وسامته وملامحه الأوروبية فقدم 4 أفلام وقف في أحدها (فيلم المعجزة /‏ 1962 لحسن الإمام) أمام شادية وفاتن حمامة التي قيل أنها هي التي اكتشفته وقدمته تعويضًا عن عمر الشريف الذي كان وقتذاك قد تركها للتمثيل في هوليوود. لم ينجح الترجمان كثيرًا فترك التمثيل وسافر إلى فرنسا لمتابعة أعماله التجارية هناك وأخذ معه زوجته ليلى التي تطلقت منه لاحقًا وتزوجت من رؤوف أبو إصبع، الذي قالت عنه في برنامج «الستات ما بيعرفوش يكدبوا»: «كان كل حاجة بالنسبة لي، عمره ما كان بيقولي على حاجة ما تعمليهاش، إلى أن توفي وراح مني».

في باريس وصلها تليغراف من المخرج حسام الدين مصطفى يدعوها فيها للعودة إلى مصر للظهور في فيلم السمان والخريف /‏ 1967، فقبلت لأنها كانت في حاجة إلى المال من أجل علاج والدتها. وهكذا عادت ليلى إلى التمثيل وقدمت «السمان والخريف» وأتبعته بالظهور في فيلم الخروج من الجنه /‏ 1967 إخراج محمود ذوالفقار وبطولة هندرستم وفريد الأطرش قبل أن تنقطع مرة أخرى عن الشاشة لعدة سنوات إلى أن عادت في عام 1982 بطلب من المخرج يوسف شاهين للمشاركة في فيلمه «حدوتة مصرية» أمام النجمين نور الشريف ويسرا.

في عام 1989 قدمت فيلمًا من إنتاج سمير صبري وإخراج نادر جلال هو فيلم «جحيم تحت الماء في دور»سمسة«صديقة بطلة الفيلم هالة (ليلى علوي) التي تدمر علاقة الأخيرة بحبيبها حسن (سمير صبري). بعد ذلك بقيت في مصر فشاركت في فيلم جورجادا /‏ 1990 من إخراج محمد صلاح أبوسيف في دور السائحة»فلورا«التي تعمل لحساب إحدى المنظمات الباحثة عن اليورانيوم، وفيلم نساء صعاليك /‏ 1991 من إخراج نادية حمزة في دور فتاة شاذة جنسيا، وفيلم صائد الجبابرة /‏ 1991 إخراج ناصر حسين في دور إبنة محفوظ الدمنهوري (محسن سرحان)، وفيلم اليوم المشهود /‏ 1991 إخراج محمود سامي خليل في دور السيدة الانتهازية ألطاف هانم الزهاوي الساعية لخوض الانتخابات، وفيلم السجينة 67 /‏ 1992 إخراج أحمد يحيى، وفيلم جنون الحياة /‏ 2000 إخراج سعيد مرزوق، وفيلم أيام السادات /‏ 2001 إخراج محمد خان في دور والدة ميرفت أمين التي جسدت دور جيهان السادات، وفيلم جرانيتا /‏ 2001 من إخراج عمر عبدالعزيز، ناهيك عن فيلم الهروب /‏ 1991 لعاطف الطيب والذي وقفت فيه أمام النجم أحمد زكي وتعرضت خلاله للضرب على يده عشرين مرة بسبب إعادة مشهد الضرب 20 مرة، وما بين هذه الأفلام ظهرت في هذه الفترة في خمسة مسلسلات هي: وجه القمر /‏ 2000 أمام فاتن حمامة كضيفة حلقات، طيور الشمس /‏ 2002 أمام هشام سليم، رجل في زمن العولمة /‏ 2002 أمام صلاح السعدني كضيفة شرف، العمة نور/‏2003 أمام نبيلة عبيد، مواطن بدرجة وزير /‏ 2006 أمام حسين فهمي. وكان من المفترض أن تمثل مع عادل إمام في فيلم عمارة يعقوبيان لكنها اعتذرت بسبب مرض زوجها ووالدتها فغضب منها إمام وأسند الدور للفنانة يسرا. أما آخر أعمالها حتى الآن فهو فيلم»ما تيجي نرقص» للمخرجة إيناس الدغيدي سنة 2006.

وأخيرًا أشيع أنها كانت ملكة جمال مصر لكنها نفت ذلك قائلة أنها لم تشترك قط في تلك المسابقات.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد