فاتح عبدالسلام
حين وقعت الحرب الكبرى وأسقط الجيش الأمريكي النظام السياسي السابق، قامت في العراق حكومات توافرت على أشخاص لم يزاولوا عَملاً إداريّاً ذا قيمة في حياتهم باستثناء المناصب التي كانوا يشغلونها داخل احزابهم .
وتلوع العراق بوزراء معظمهم فاشلون ومرتشون ومعقّدون نفسياً بامتياز ،وبعضهم حاقد على التاريخ والجغرافيا معاً ولا أحد يستطع اكتشاف من أية حقبة تاريخية جاء ، أو أية بقعة جغرافية ينتمي اليها، وقس على ذلك . وزيادة في النكاية بالشعب العراقي و تحقيراً له واستهانة به، أصرّت الأحزاب على استوزار أو تنصيب عدد كبير من أولئك الفاشلين والفاسدين مرتين وثلاث مرات وهناك من يتطلع للمرة الرابعة .
اليوم، بعد أن مضى سبعة عشر عاماً من النظام الجديد، اكتسب العراقيون العاديون من خارج المناصب خبرات واسعة في خلال معاينة الكارثة التي حلت بالبلاد المنكوبة ، وبات اي عراقي في التخصصات العملية والانسانية والخدمية كافة، مطّلعاً عن كثب عمّا يحتاجه العراق بوصفه بلداً متعدّدَ النكبات بين حصار سابق وحروب خارجية وأخرى داخلية وتهديم مدن ونزوح وهجرات .
في ضوء هذه الحقائق ، يكون من التعسف أن تناط أية حقيبة وزارية لشخص مر بمراحل في المناصب الحكومية سابقاً ، ذلك انه من سليل فشل عريق ولن يكون حالة استثنائية اليوم . ولا أقصد هنا الحكومة الانتقالية المؤقتة فحسب وانّما الحكومة التي ستلي بعدها .
التسريبات التي ظهرت ، حول أسماء الحكومة الجديدة توحي في أغلبيتها بالاحباط اذا كانت صحيحة حقّاً .
القصة جدية اليوم ، وفيها حساب وكتاب ، فلا مجال لاستغفال العراقيين ، حتى لو جرت توقيعات (نوابهم).