: آخر تحديث

الاستعداد لمئوية الإمارات

74
64
56
مواضيع ذات صلة

 محمد خليفة

قامت المسيرة المظفّرة لدولة الإمارات العربية المتحدة على أسس عصرية وضعها المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات، وقد أثمرت غراس الخير وأتت أكلها، وأصبحت الإمارات دولة راسخة الأركان قوية البنيان، تملك كل مقومات الدولة الحديثة المتطورة، من بنية تحتية وإمكانيات ذاتية عملاقة. ولأن الإنجازات لا تتوقف ولأن المستقبل يحتاج إلى رؤية ثاقبة تستجلي مجاهله وتقف على تحدياته وأخطاره، لكي تبقى مسيرة الإمارات المضيئة مستمرة، ولكي تتعاظم الإنجازات في شتى القطاعات الحيوية وبما يؤدي إلى تعزيز ازدهار الدولة بشكل مستدام، وضمان بناء مستقبل راسخ للأجيال القادمة، فقد أعلن كلّ من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في 14 ديسمبر 2019، أن شعار عام 2020 الإماراتي سيكون عام الاستعداد للخمسين، تحضيراً لاستقبال عام 2021، الذي تحل فيه ذكرى مرور خمسين سنة على ولادة دولة الإمارات، حيث ستعمل كافة مؤسّسات الدولة في العام المقبل استعداداً للخمسين سنة المقبلة والاحتفال بمئوية الإمارات عام 2071.

وفي 2 فبراير(شباط)، اعتمد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إنشاء لجنة خطة الخمسين التنموية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، ولجنة احتفالات فعاليات اليوبيل الذهبي برئاسة وزير الخارجية والتعاون الدولي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان نائباً له. وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان لدى ترؤسه الاجتماع الأول للجنة خطة الخمسين التنموية في 22 فبراير، أن الإعداد للمستقبل برؤية طموحة هو نهج راسخ لدولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وأن إعلان العام 2020 «عام الاستعداد للخمسين» يجسد الفكر القيادي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وشدد على دور اللجنة المحوري والمهم في تنفيذ توجهات الدولة ورؤى القيادة الحكيمة بالإعداد للمرحلة المقبلة، عبر تعزيز الجاهزية للمستقبل وتبني نهج استباقي يستشرف التحديات والمتغيرات العالمية المقبلة، لتحقيق أهداف عام الاستعداد للخمسين والوصول بدولة الإمارات إلى المراكز الأولى عالمياً بحلول الذكرى المئوية لتأسيسها. ولا شك أن السبب الأول والأساسي للنجاح الذي حققته دولة الإمارات هو أنها تعتمد التخطيط في كل خطوة تخطوها نحو المستقبل، من خلال الانطلاق من معطيات الواقع، كما أنها تترك أبوابها مشرعة لكل فكرة جديدة، الأمر الذي يساهم في إثراء التنوع الاقتصادي والثقافي والحضاري الذي يمثل الركيزة لكل دولة مزدهرة.

وتعدّ الإمارات اليوم من أكثر دول العالم تقدماً، وفق أرقى مستويات التنمية، بما ينسجم وطموحات القيادة الحكيمة لمستقبل الإمارات ومسيرتها وتحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071، والتي تمثل رؤية شاملة لتعزيز سمعة الدولة وقوتها الناعمة. وبالإضافة إلى ذلك، فالإمارات لا تهمل عمل الخير الذي يمثل جزءاً من ثقافتها العربية الإسلامية، فهي تسعى للتوسط في حلّ الخلافات التي تنشأ بين الدول، كما تقدم المساعدات العينية والنقدية للدول الفقيرة والمحتاجة في مختلف بقاع العالم إيماناً منها بمبدأ الأخوّة الإنسانية، وقد حافظت على مكانتها ضمن أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات التنموية الرسمية، قياساً بدخلها القومي الإجمالي، حيث بلغت المساعدات الإماراتية المقدمة خلال السنوات العشر السابقة 2009 - 2018 قرابة 170 مليار درهم، 46 مليار دولار أمريكي. وتسعى الإمارات إلى إحداث تأثير إيجابي ملموس لأجل تحقيق الهدف الأسمى للإنسانية، وهو القضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة بحلول عام 2030. إن نهج الإمارات القائم على تعظيم حب الخير هو الذي يمدّها بالعطاء اللامحدود، ويسدد خطاها نحو الارتقاء والتميز، ويجعلها مهوى القلوب والأفئدة في هذا العالم.  


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد