: آخر تحديث

الذكرى العاشرة لرحيل مبارك آل نهيان

60
66
56
مواضيع ذات صلة

أحمد الحوسني 

 في مثل هذا اليوم، 24 فبراير 2010، كان رحيل أحد فرسان آل نهيان النُبلاء، الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان، الذي استحق عن جدارة تدوين اسمه في سجل الخالدين من رموز الوطن، الذين اجتهدوا وعملوا بمحبة وإخلاص لوطنهم وشعبهم. ويكفي شهادة الفقيد، أنه، كان ملازماً للوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه، حيث تعلم الشيخ مبارك من مدرسة زايد، ونهل منها الحزم والعزم والحكمة..فقد واصل مسيرته الوطنية، وربى جيلاً من النخبة في مجال الأمن والشرطة، الذين تحملوا المسؤولية من بعده.

واكب الشيخ مبارك مراحل تأسيس الدولة وتوحيدها، ولم يتوان، رحمه الله، طوال أربعة عقود ونيف عن خدمة الوطن ورفعته.بهذه المناسبة يحدثنا بعض من عملوا معه، عن سيرته الطيبة:«أنه ذو أخلاق راقية ويحب البساطة دون تكلف، وذو أريحية، كريم النفس مبتسماً، متواضعاً».

يتشاور مع أصحاب الاختصاص في اتخاذ قراراته، لا يرد من يطلبه من موظفيه خاصة الطلبات الإنسانية. وكان يشجع المواطنين على التطوير والتدريب ويحثهم على التعليم. ويحب تبسيط الإجراءات في معالجات القضايا الأمنية التي تمس المجتمع والمواطن.
الشيخ مبارك، رحمه الله، يُّعد المؤسس الأول لشرطة أبوظبي منذ عام 1961 ومن الذين أسهموا في بنائها وتطويرها، وشغل منصب رئيس دائرة الشرطة والأمن العام، عند تسلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان زمام الحكم في إمارة أبوظبي عام1966 وفِي عام 1968، عُين وزيرا للداخلية في الإمارة عام 1971.وبعد قيام الاتحاد أصبح وزيراً للداخلية، مع توليه مسؤولية الشرطة في إمارة أبوظبي. وظل يشغل منصب وزير، الداخلية حتى عام 1990.
جهوده الكبيرة تمثلت في تخريج العديد من الدفعات والدورات لرجال الشرطة والأمن العام في الدولة، كما أسهم في ابتعاث العديد من رجال الشرطة في دورات خارجية لتطوير مهاراتهم ولإكمال الدراسة الجامعية والدراسات العليا.
وقبيل قيام الاتحاد، كان للفقيد دور بارز خلال المحادثات التي جرت على الصعيد السياسي بين أصحاب السمو حكام الإمارات أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد تمهيداً لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية، ودعا إلى توحيد ودمج الشرطة، لتكون لوزارة الداخلية سلطة الإشراف الكامل على الأمن والهجرة والإقامة.

وكان الفقيد الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان يؤكد على دور المرأة في النهضة واستعدادها للمشاركة في مجال الأمن، فقد استحدث وحدة جديدة للشرطة النسائية عام 1978. كما تولى الشيخ مبارك، رحمه الله، رئاسة أول اتحاد لكرة القدم في الدولة، وشكل الاتحاد أول منتخب لكرة القدم بالإمارات، للمشاركة في دورة كأس الخليج الثانية في السعودية عام 1972، وصعد المنتخب الإماراتي إلى نهائيات كأس العالم 90 في إيطاليا.
الأوسمة:

تقلّد الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان العديد من الأوسمة، منها وسام زايد الثاني، وسام عيد الجلوس للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسام الملك عبدالعزيز آل سعود، وسام النهضة من الدرجة الأولى للمملكة الأردنية الهاشمية، وسام عُمان للسلطان قابوس، وسام الملك الحسن الثاني، وسام الجمهورية التونسية، وسام قوة دفاع أبوظبي 1966، ووسام الهلال الأحمر الخيري.
وجسدت الروح الخيّرة للشيخ مبارك، رحمه الله، في مؤسسة سميت باسم «مؤسسة المباركة»، فقد أنشئت في سبتمبر 2016 بمدينة أبوظبي تحت رئاسة «الشيخة موزة بنت مبارك آل نهيان». استمدت اسمها ورسالتها وقيمها من سيرة الفقيد العطرة، مؤسسة نفع عام غير ربحية، تقدم أنشطتها في إطار المسؤولية الاجتماعية وتركيزها على الشباب الإماراتي لتنمية قدراتهم.

كما تهدف «المباركة» إلى تعزيز روح الانتماء والولاء والإبداع والابتكار ضمن برامج وأنشطة تهدف إلى نشر ثقافة المعرفة وتعزيز الشراكات المجتمعية في المجالات الاجتماعية والثقافية، سيراً على نهج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه-
حديثنا قد لا يفي بحق الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان. وأخلاقه ومآثره نلحظها في خَلَفه الابن البار: معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان-أطال الله عمره.

 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد