: آخر تحديث

عدم الشعور بخطورة الوضع  

64
63
57
مواضيع ذات صلة

 فاتح عبدالسلام

‭ ‬عدم‭ ‬الإحساس‭ ‬بخطورة‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بالعراق‭ ‬يجعل‭ ‬الاحزاب‭ ‬تذهب‭ ‬الى‭ ‬المزايدات‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الصفقاتية‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة،‭ ‬وكأن‭ ‬الحال‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬ثماني‭ ‬سنوات‭ ‬مثلاً‭ . ‬كل‭ ‬المؤشرات‭ ‬تؤكد‭ ‬ان‭ ‬الحزبية‭ ‬هي‭ ‬العنوان‭ ‬الأساس‭ ‬لجوهر‭ ‬البناء‭ ‬الوزاري‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مؤقتاً‭ ‬لعبور‭ ‬مرحلة‭ ‬النزيف‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انتخابات‭ ‬ذات‭ ‬أفق‭ ‬ديمقراطي‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬العراق‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬الخيار‭ ‬الوحيد‭ ‬لحل‭ ‬الأزمة‭ ‬،‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحكومة‭ ‬الانتقالية‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬الاستقلالية‭ ‬والمسؤولية‭ .‬

‭ ‬لاتزال‭ ‬هناك‭ ‬قوى‭ ‬وشخصيات‭ ‬وأحزاب‭ ‬تتصرف‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬تغيير‭ ‬مواضع‭ ‬الامتيازات‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬بما‭ ‬يعطي‭ ‬الانطباع‭ ‬الأكيد‭ ‬في‭ ‬انّ‭ ‬الحكومة‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬سوئها‭ ‬أفضل‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬المقبلة‭ ‬،إذا‭ ‬استمر‭ ‬المنظار‭ ‬السياسي‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬البلد‭.‬

هذه‭ ‬ليست‭ ‬مرحلة‭ ‬للتباهي‭ ‬والتكسب‭ ‬من‭ ‬الكرسي‭ ‬الوزاري،‭ ‬هناك‭ ‬دماء‭ ‬لم‭ ‬تجف‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬مئات‭ ‬الأسباب‭ ‬القائمة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تمنع‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬المجازر‭ ‬والعبث‭ ‬بأمن‭ ‬الناس‭ .‬

المعطيات‭ ‬المتاحة‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬انّ‭ ‬أية‭ ‬حكومة‭ ‬مؤقتة‭ ‬ستنبثق‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬البرلمان‭ ‬المستنفر‭ ‬بكتله‭ ‬الحزبية‭ ‬،‭ ‬ستكون‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬الشارع،‭ ‬لاسيما‭ ‬انّ‭ ‬هناك‭ ‬نوعين‭ ‬من‭ ‬التظاهرات‭ ‬في‭ ‬البلد،‭ ‬نوع‭ ‬يعادي‭ ‬الذي‭ ‬يعادي‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬ونوع‭ ‬يعادي‭ ‬مَن‭ ‬يؤيدها‭ .‬

يتكرس‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬الانحدار‭ ‬نحو‭ ‬مجاهيل‭ ‬سياسية‭ ‬،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬سلبية‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬وأولها‭ ‬صيغة‭ ‬العلاقة‭ ‬الجديدة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬استعدادات‭ ‬حقيقية‭ ‬لتقبّل‭ ‬وضع‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬رفع‭ ‬واشنطن‭ ‬يدها‭ ‬عن‭ ‬العراق‭ ‬كلياً‭ .‬

‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬نسيان‭ ‬الجوار‭ ‬العراقي‭ ‬المشتعل‭ ‬وما‭ ‬ينجم‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬أزمات‭  ‬مرجحة‭ ‬قد‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬الوضع‭ ‬في‭ ‬البلد‭.‬

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد