: آخر تحديث

«الملك لير» في الرياض

68
74
68
مواضيع ذات صلة

 رجاء عالم

 جملة قصيرة لا يمكن لقارئها تخيل عمق النقلة التجديدية التي تحملها.

حدث بمستويات عدة لا يمكن حصرها، فمثلاً أن تعرض مسرحية بهذا العمق الثقافي في مسرح عام مفتوح للجمهور على اختلاف الجنس والنوع، في مدينة كانت تتحفظ على أي نوع من أنواع المسرحة والتجمهر، بل والأهم في ظهور الملك لير بالرياض وقبلها بمدينة جدة هو مستوى حرية الكلمة الممنوحة في المضمون والحوار اللذين تطرحهما المسرحية، حيث يجهر بهما صوت الممثل القدير «يحيى الفخراني» في عرض يرجع لنا الثقة في المسرح والممثل المصري بل والعربي.

ترجعنا القفزة التي تلخصها المسرحية لحقيقة أن الملك عبدالعزيز هو المؤسس، وأن ولي العهد محمد بن سلمان هو المُجَدِّد للدولة السعودية، وذلك تحت رعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز. إن ما يحدث لهو أكثر من تجديد، هناك ما هو أشبه بقشعٍ لغطاء حديدي تم، ويتمعن الهوية السعودية والشعب السعودي، لكأنما الفرد السعودي أخذ يختمر ويتشكل في شرنقة، وجاء هذا العهد الجديد العهد الشجاع ليشق تلك الشرنقة الحديدية، ويطلق هؤلاء الأفراد الجميلين الفاعلين مثل مرجل من الإبداع والجدارة في تخطي التحديات، المملكة تغلي بإبداعها وروعة شبابها، هذه الروعة التي منحها محمد بن سلمان النَفَس، نفخ فيها فتوهجت، تشعر بذلك في لغة أجساد الأفراد وفي نظراتهم الطافحة بالأمل، وإنني أبعد ما أكون عن الإلمام بالسياسة والاقتصاد، لكنني أتجول كفرد بسيط في الأحداث وبين الجمهور ولا أملك إلا التقاط فورة المشاعر الجياشة، وهذا التألق الذي تبثه هذه الأرواح الشابة، لسنا هنا بصدد تقييم الاقتصاد ولا السياسة لكنني بصدد تقييم نسبة الأوكسجين في صدر الفرد السعودي، السعودي يتنفس وبعمق وينتج إبداعاً حضارياً مذهلاً، هذه الأضواء وهذه البوليفاردات التي تشق قحل الصحراء وتستقطب لنوادرها المتعطشين للبديع. عصا الساحر هذه التي تبني الفعاليات الثقافية وتنقض بلمحة، هذا التجدد بل التحور العجيب في الجسد السعودي الذي خرج من المحو المُسْقَط عليه من العالم. هذا الوجود الجديد للفرد السعودي الذي يملؤنا فخراً.

تحية للأوكسجين وتحية للمتنفسين ولمملكتنا التي أنجبت قلب الأسد هذا الذي لا يهاب التجديد وتحدياته ويتحمل مسؤولياته.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد