: آخر تحديث

مسألة التوطين

78
80
63
مواضيع ذات صلة

عبد العزيز المسلم

التوطين قضية مهمة يجب الحديث عنها باستفاضة، وعدم إهمالها، أو اعتبارها مسألة وقتية أو عابرة، حتى تُحل وتنتهي نهائياً، فالتوطين أو (الأمرتة) أي جعل سوق العمل الحكومي والخاص (إماراتياً) أمر في غاية الأهمية، مع مراعاة الخصوصية والحساسية لقطاعي الصحة والتعليم الجامعي، أما المجالات الأخرى فيجب أن تكون متاحة للإماراتيين فقط.نحن في بلد كبير بعطاءاته وإنجازاته ومبادراته، لكننا بلد صغير في القوة البشرية، فعدد السكان محدود، لكن ذلك العدد المحدود يحوي كفاءات عالية ومؤهلة تأهيلاً عالياً، وبالرغم مما ذُكر، فذلك العدد المحدود والمؤهل يعاني من بطالة كبيرة في جزء كبير منه، بسبب المنافسة غير العادلة من غير الإماراتيين والتي يسمح بها سوق العمل!

هناك كثير من الخريجين الجدد، ومن أصحاب الخبرة حَمَلَة الشهادات التخصصية ومن المتقاعدين القادرين على العمل بدون عمل، لأنه لم يتم السعي فعلياً للاستفادة من طاقاتهم ومعرفة خبراتهم، فغالباً تطرح قضية التوطين بشكل وقتي ثم تتلاشى.

مثال حيّ يمكن طرحه هنا؟، وظيفة خبير أو مستشار نادراً ما ترى فيها إماراتياً، وكنت أظن أن المسألة هنا مسألة عمر (كبير في السن ذو خبرة طويلة)، أو مؤهل (فوق الجامعي أو بروفسور)، لكننا فوجئنا بمن يستقدم خبراء صغاراً في السن خبرتهم محدودة ولا يحملون شهادات عليا.. كثير من علامات الاستفهام توضع هنا لغرابة الأمر، والأدهى والأمر أن ذلك الخبير قد يتم توظيفه هو وزوجته وعدد من أقربائه لجعل البيئة مناسبة له!.. وظيفة الخبير أو المستشار وظيفة حساسة جداً، لذا يجب أن تكون متاحة للإماراتيين، إلا في حدود ضيقة جداً جداً!

 يمكن تبرير العقدين الأولين (السبعينات والثمانينات) في سوق العمل، فنقول: إن الدولة كانت في مرحلة التأسيس والبناء.. نعم ذلك أمر مبرر حقاً، لكن أن يظل الوضع على ما هو عليه، فهو غير مبرر تماماً.

إن الشفافية والوضوح أمر واجب في هذه المرحلة.. فلماذا لا يكلّف خبراء إماراتيون (فقط) لوضع دراسات واقعية وتحليلية لبيان الخلل في هذا القطاع البشري المهم، والذي يمثل أحد مكامن القوة للدولة، ويتم حل المسألة نهائياً، بفكر وإدارة إماراتية؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد