: آخر تحديث

لبنان .. الشعار: نستنكر تأجيج البعض للغرائز وزيادة الاحتقان    

52
44
54
مواضيع ذات صلة

ركزت خطب المرجعيات الروحية لمناسبة عيد الأضحى المبارك صبيحة الأحد على معاني التضحية، لكنها تناولت الشأن السياسي، لا سيما ضرورة التمسك باتفاق الطائف من جهة وأهمية المصالحة التي جرت قبل يومين في القصر الرئاسي ورعاها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضور رئيسي الربرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري بين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس "الحزب الديموقراطي" طلال أرسلان على خلفية حادثة قبرشمون قبل 41 يوما، من جهة ثانية.


وأم مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار المصلين صبيحة العيد في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس، في حضور وزير الدولة لشؤون الاستثمار والتكنولوجيا الدكتور عادل أفيوني، النائب سمير الجسر، وممثلي عدد من نواب المدينة.

وقال الشيخ الشعار في خطبته: "اتفاق الطائف الذي اتفق اللبنانيون عليه هو الحكم بين اللبنانيين جميعا، ونحن نعلم أن كل فريق وربما كل طائفة لها ملاحظاتها تود تحقيقها ولكن ينبغي أن ندرك ان الخلاف شر وان الاعتداء على الطائف شر مستطير لأنه الاعتداء على وحدة الوطن، وعلى وحدة المجتمع وعلى الوحدة الوطنية والسلم الأهلي".

أضاف: "نحن محكومون بالتوافق والتعاون والحرص على الوحدة الوطنية وعلى العيش المشترك وعلى السلم الأهلي، هو خيارنا وليس قدرنا فحسب، إنما هو الخيار الذي يتناسب مع ديننا وقيمنا وأخلاقنا وثقافتنا، ومن هنا أعلن استنكارنا لكل الأساليب التي يستخدمها البعض من اجل تأجيج الغرائز وزيادة التوتر والاحتقان سواء كانت بين المسيحيين والمسيحيين أو بين المسلمين والمسلمين او بين الدروز والدروز او بين المسلمين والمسيحيين او بين مطلق فريق وفريق، كل ذلك مستهجن ومستنكر ومدان ويخالف قيمنا وثقافتنا وتربيتنا ويهدد وحدتنا الوطنية وكل ذلك يؤدي إلى تصدع المجتمع وهو نذير شر بحرب اهلية لا قدر الله. الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها، وإذا وقعت لا قدر الله ستأكل الأخضر واليابس ولن توفر أحدا ولن ينجو منها احد. أيها اللبنانيون عودوا إلى قيمكم الدينية والوطنية والإنسانية وعودوا إلى وحدتكم الوطنية، وإلى هدوئكم وإلى ثقافتكم وفكروا مليا بعواقب الأمور، انتم مؤتمنون على سلمنا الأهلي وعلى عيشنا المشترك وعلى وحدة الوطن".

كما أم شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن صلاة الاضحى في مقام الأمير عبد الله التنوخي في عبيه، بمشاركة جمع من الفاعليات الروحية ورؤساء لجان وأعضاء في المجلس المذهبي، ووفد من مشايخ مؤسسة العرفان التوحيدية، ومن كلية الأمير السيد التنوخي.

وبعدالصلاة ألقى الشيخ حسن خطبة العيد، ومما قاله: ""عبرت المرجعيات الروحية في لبنان في القمة التي جمعتهم اخيرا عن الثوابت الوطنية التي طالما نادوا بها واتفقوا عليها. وبقوة دلالات المثل الإيمانية التي يحملونها في قلوبهم نادوا بالحفاظ على الروح الميثاقية التي تجمع اللبنانيين في وطن واحد، ودعوا إلى نبذ التنافر سبيلا إلى إعادة لبنان إلى معنى الرسالة التي وصف بها. وعبروا مجددا عن القوة الحقيقية التي يحملها لبناننا العزيز وهي الوحدة الوطنية والتآلف في سياسات تحمي بلدنا وحصانته في وجه أي عدوان".

وقال: "نؤكد بعد لقاء بعبدا على مدى الأثر الإيجابي العميق لوحدة الموقف، وعلى أهمية وحدة الصف ووقف الاحتقان والتمسك بالقضاء المستقل النزيه، وبحل كل الإشكالات بالحوار والتواصل والتفاهم. وإذ نشد على يد القيادة السياسية الحريصة التي أكدت أنها الضنينة على الحق بما لها من سعة الصدر ورجاحة العقل، فإننا نشكر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كما نخص بالشكر رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، ورئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم على الجهود التي بذلت لتذليل كل العقبات توصلا للحل الذي حصل لحادثة البساتين المؤسفة، وليكن الأمر منطلقا لاستعادة الحياة الطبيعية الديمقراطية بعيدا من خطابات الشحن والتوتير التي فجرت الأمور في السابق، وليكن الخطاب الوحدوي المحب الجامع هو المعيار في المقبل من الأيام لكي نحمي اللبنانيين وننهض بلبنان إلى ما نريده من طمأنينة ورخاء وتقدم".

واردف: "إننا نطلب من جميع المسؤولين والقيادات السياسية والهيئات الاقتصادية الاستلهام من معاني عيد الأضحى المبارك في تقديم كل التضحية المطلوبة وإطلاق المبادرات في المسائل الإقتصادية والمعيشية والمالية التي من شأن معالجتها أن تعزز الثقة وتجدد الأمل وتمكن الحكومة بكل حقول عملها من الانطلاق بثقة وثبات إلى التصدي للمشاكل القائمة والتوجه إلى المؤسسات الدولية المعنية، مستندة إلى قوة الموقف المنسجم القائم على خطط وتشريعات ومواكبة واعية وعلمية للخروج من حلقة المراوحة في الأزمات".

أمين الفتوى

وألقى أمين الفتوى الشيخ أمين الكردي خطبة العيد في جامع محمد الأمين في وسط بيروت حيث أم المصلين، في حضور رئيس الحكومة سعد الحريري ممثلا بالدكتور عمار حوري، سفير دولة الكويت في لبنان عبد العال القناعي والنائب فؤاد مخزومي وحشد من المؤمنين.

ومما قاله: "ترى المؤمن المسلم المتوكل على الله عز وجل المتيقن بالله تبارك وتعالى المعظم لله عز وجل بالتكبير والمستسلم لله تبارك وتعالى بالتلبية تراه يعلو فوق الجراح لأننا أمة ينبغي أن نستمر".

أضاف: "أمة الرحمة، أمة الوسطية، رسالة الإسلام رسالة الرحمة مع كل هذه الآلام ترى الحمد لله المؤمن الصادق يستمر ليبرز الصورة الطيبة عن إسلامنا الحنيف وديننا المستقيم ليبرز الصورة الكاملة عن شخصية رسولنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يظهر المعاملات الحسنة التي علمنا إياها نبينا محمد عليه الصلاة والسلام كيف نتعامل مع الناس بالأمانة وبالحق وبالرحمة وبالعفو وبالمسامحة هذا أكثر ما نحتاجه في هذه الأيام. تحتاجه البلاد، تحتاجه الأوطان، تحتاجه الطبقة السياسية في بلادنا، أن نعود إلى إنسانيتنا وإلى موازين الحق والعدل، يحتاجه كل واحد منا في الموقع الذي أقامه الله عز وجل عليه في حياته، في أي موقع كنت فليكن شعارك الرحمة والعدل والمسامحة وحسن الظن والمعاملة الطيبة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد