: آخر تحديث

ما بين عراق 1990 وإيران 2019 !  

49
40
48
مواضيع ذات صلة

خالد السليمان

فتح العراق عام ١٩٩٠ باحتلاله للكويت أبواب المنطقة لوجود القوات والأساطيل الأجنبية، لكن عرب الشعارات هاجموا الدول التي فتحت أبوابها لهذا الوجود الأجنبي دون أن يتوقفوا عند السبب الذي أدى إليه، بل على العكس انسجموا معه ودخلوا تحت مظلته!

غادرت القوات والأساطيل الأجنبية بمجرد زوال السبب وتحرير الكويت، لأن الدول التي استضافتها دول تملك سيادتها وتتصرف بإرادتها، بينما سقط النظام العراقي وسقط معه كل عرب الشعارات الذين ساندوه في دوامات لم يخرجوا منها حتى اليوم!

إيران اليوم ترتكب نفس الغلطة، تمارس سياسة متهورة تمهد كل الأسباب لعودة الأساطيل والقوات الأجنبية للمنطقة، دون أن تستفيد من التجربة العراقية المدمرة أو تعتبر منها، فالأنظمة الراديكالية التي تعيش على الشعارات والمتاجرة بمشاعر الجماهير تعتبر دائما أن اللعب على حافة الخطر جزء من صفاتها وأحد أسباب بقائها، لكن إيران خامنئي اليوم أضعف من عراق صدام أمس، ولن تكون النتيجة بالنسبة لإيران في أي صراع عسكري شامل مع أمريكا بأفضل من نتيجة العراق!

وفي كلتا الحالتين تصرفت وتتصرف دول الخليج بمسؤولية للحفاظ على مكتسبات تنميتها والمحافظة على أرواح مواطنيها في التعامل مع الأخطار، فإيران دولة غير عاقلة تقودها رؤية قائمة على الغيبيات والأساطير، وسياستها قائمة على الإرهاب والإضرار، أي كل ما يتعارض مع صورة الدولة الحديثة في العالم الجديد!

أما عرب الشعارات فسيعودون لعاداتهم القديمة في الحديث عن عودة القوات الأمريكية وأساطيلها للمنطقة لمواجهة التهديدات الإيرانية، حتى وهم قد احتفلوا بوجود القوات الروسية في سورية والميليشيات الإيرانية في العراق، وخرسوا عن وجود قاعدة العديد في قطر!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد