: آخر تحديث

المرشحون.. للمناصب أم لفساد جديد ؟  

36
44
36
مواضيع ذات صلة

 فاتح عبد السلام

الدورات‭ ‬البرلمانية‭ ‬المتعاقبة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬ضمّت‭ ‬مراراً‭ ‬مستويات‭ ‬هابطة‭ ‬من‭ ‬النواب‭ ‬،‭ ‬وانتقل‭ ‬الهبوط‭ ‬الى‭ ‬وزراء‭ ‬ووكلائهم‭ ‬كانوا‭ ‬عبئاً‭ ‬على‭ ‬هيكلية‭ ‬الدولة‭ ‬العراقية‭ ‬،‭ ‬وربّما‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬بعضهم‭.‬

هذا‭ ‬الحال‭ ‬شجّع‭ ‬أيّ‭ ‬شخص‭ ‬على‭ ‬استسهال‭ ‬الترشيح‭ ‬لنيل‭ ‬أي‭ ‬منصب‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬بمؤهلاته‭ ‬العلمية‭ ‬والثقافية‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬إنّ‭ ‬بعضهم‭ ‬لم‭ ‬يعر‭ ‬الاهتمام‭ ‬لمؤهلاته‭ ‬العقلية‭ ‬المشهود‭ ‬باختلالها‭. ‬

والمسألة‭ ‬لا‭ ‬تخص‭ ‬الشهادات‭ ‬فحسب‭ ‬،‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬حملة‭ ‬الدكتوراه‭ ‬لا‭ ‬يصلحون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬اعطاء‭ ‬محاضرات‭ ‬جامعية،‭ ‬وربّما‭ ‬لا‭ ‬يصلحون‭ ‬حتى‭ ‬للبحث‭ ‬العلمي‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬كبند‭ ‬من‭ ‬بنود‭ ‬قياس‭ ‬الامكانات‭ ‬تدخل‭ ‬الشهادة‭ ‬العلمية‭ ‬أيضاً‭ .‬

ما‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الجميع‭ ‬يتسابقون‭ ‬الى‭ ‬نيل‭ ‬المناصب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يفكروا‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يشغله‭ ‬بما‭ ‬تليه‭ ‬عليه‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬ذلك‭ .‬؟

الامتيازات‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الدوافع‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬المصالح‭ ‬الحزبية‭ ‬الممتدة‭ ‬بواسطة‭ ‬نفوذ‭ ‬داخلي‭ ‬وآخر‭ ‬خارجي‭ ‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬شعور‭ ‬المرشح‭ ‬انه‭ ‬سيكون‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬من‭ ‬المحاسبة‭ ‬،‭ ‬لاسيما‭ ‬اذا‭ ‬ارضى‭ ‬مراكز‭ ‬النفوذ‭ ‬الاعلى‭ ‬منه‭ .‬

يتحدثون‭ ‬عن‭ ‬الفساد‭ ‬،‭ ‬وجميع‭ ‬الوزارات‭ ‬غارقة‭ ‬في‭ ‬الفساد‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة‭ ‬،‭ ‬علنية‭ ‬ومبطنة‭ ‬،‭ ‬ولاتزال‭ ‬حصيلة‭ ‬محاربة‭ ‬الفاسدين‭ ‬ضئيلة‭ ‬للغاية‭ ‬ولا‭ ‬تمتّ‭ ‬بصلة‭ ‬للرؤوس‭ ‬الكبيرة‭ ‬وتدور‭ ‬في‭ ‬أطر‭ ‬موظفين‭ ‬وليس‭ ‬لمعاقبة‭ ‬احزاب‭ ‬رعت‭ ‬الفاسدين‭ ‬ودعمتهم‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ . ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬لمعضلة‭ ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬مطلقاً‭ ‬في‭ ‬الافق‭ ‬السياسي‭ ‬المتاح‭ ‬،‭ ‬أمّا‭ ‬الكلام‭ ‬المستقبلي‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭ ‬أو‭ ‬جيلين‭ ‬فإنّه‭ ‬ذلك‭ ‬له‭ ‬كلام‭ ‬آخر‭  ‬ليس‭ ‬مكانه‭ ‬هنا‭ . ‬دائماً‭ ‬صارت‭ ‬النظرة‭ ‬الشعبية‭ ‬لأي‭ ‬مرشح‭ ‬لمنصب‭ ‬معين‭ ‬،‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬سؤال‭ ‬لا‭ ‬تستعصي‭ ‬اجابته‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬انّ‭ ‬المرشح‭ ‬سيكون‭ ‬للمنصب‭ ‬الوظيفي‭ ‬أم‭ ‬لفساد‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬ضبطه‭ ‬وكشفه‭ ‬؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد