: آخر تحديث

كتاب عن مسيرة الصحافة المغربية   

57
58
49
مواضيع ذات صلة

ضمن فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر بمدينة الدار البيضاء، جرى حفل تقديم وتوقيع كتاب «الصحافيون المغاربة والأداء النقابي في الإعلام» للدكتور جمال المحافظ.
الكتاب، كما أوضح المؤلف، هو في الأصل موضوع بحث جامعي نال عنه شهادة الدكتوراه في كلية الحقوق بمدينة الرباط.
وتطرق المحافظ إلى مضامين الكتاب، معرفاً بفصوله ومحاوره الأساسية، معتبراً أنه جاء في توقيته تماماً بالنظر إلى التحولات المتسارعة التي يعرفها الحقل الإعلامي في العصر الراهن.
وقال إن هذا الكتاب يشكل مساهمة متواضعة تجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي، ومن خلاله يتطرق إلى السياقات السياسية والاجتماعية لمغرب ما بعد الاستقلال، مستعرضاً المسارات التي رافقت تأسيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية سنة 1963. مشيراً إلى أنه لا يمكن الحديث عن تلك الفترة بمعزل عن السياقات السياسية والقانونية المؤطرة للأداء الصحافي والنقابي.


وفي رأي الكاتب، فإن سياقات تأسيس نقابة الصحافة المغربية «ترتبط خاصة بتحولات سياسية واجتماعية وقانونية في مغرب بدايات الاستقلال، والتي تعتبر مداخل تاريخية، مهدت لميلاد ونشأة هذا التنظيم النقابي».
وفي هذا الإطار، استحضر المحافظ، وهو كاتب صحافي، ومدير الإعلام ورئيس تحرير مركزي سابق بوكالة الأنباء المغربية، وعضو سابق بالمكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، فصولاً من الصراع السياسي بين حزبي «الاستقلال» و«الاتحاد الوطني للقوات الشعبية» بشأن التصويت على أول دستور مغربي لسنة 1963.
ولدى تطرقه إلى تلك المرحلة من تاريخ المغرب السياسي، أوضح المتحدث ذاته، أن حزب الاستقلال دعا إلى التصويت على الدستور بـ«بنعم»، في الوقت الذي عارضه الحزب المنفصل عنه، الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، معتبراً أنه «دستور ممنوح».
الغريب في الأمر، يقول المحافظ، أن الحزبين اختلفا سياسياً، ولكنهما اتفقا على ضرورة تأسيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، التي أعلن عن ميلادها عام 1963 في أحد فنادق العاصمة السياسية، وكان من بين مؤسسيها عبد الرحمن اليوسفي، رئيس تحرير صحيفة «التحرير»، وعبد الكريم غلاب، مدير تحرير صحيفة «العلم».


وفي البداية، كان مكتب النقابة متكوناً من مديري الصحف فقط، قبل أن تهب رياح التغيير عليه بعد سنوات، وينخرط فيه الصحافيون المهنيون، عقب تأسيس فيدرالية ناشري الصحف الخاصة بالمديرين.
ومن الخلاصات التي سجلها الباحث أن النقابة حافظت على استمراريتها، وظلت بمعزل عن الانشقاقات التي كانت الأحزاب السياسية المغربية مسرحاً لها، علماً بأن هناك بعض الملاحظات عليها، وخاصة فيما يتعلق بهيمنة حزبين، ظلا يتناوبان على تسييرها، وهما حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وأبرز المؤلف أن الكتاب يتضمن مجموعة من التقارير والوثائق والمقابلات مع عدد من المؤسسين الأوائل للنقابة، مثل عبد الكريم غلاب، وعبد الرحمن اليوسفي، ومحمد آليازغي، ومصطفى العلوي، مدير «الأسبوع الصحافي»، إضافة إلى عدد من القياديين بهذا الإطار المهني النقابي.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.