: آخر تحديث

أخيراً.. أم كلثوم في المملكة!  

76
57
65
مواضيع ذات صلة

حمود أبو طالب

«في ليلة من الأحلام تجسدت واقعا، حضرت أم كلثوم على مسرح مرايا، لتصحبنا في رحلة عبر الزمن إلى ماضٍ طالما حلمنا بمعاصرة أصالته».

«بعد غياب استمر لأكثر من 40 عاماً، تظهر أم كلثوم في العلا، في ليلة من ليالي (ألف ليلة وليلة). لتعيد للذاكرة أداءً بلا مثيل».

هاتان تغريدتان لموقع «شتاء طنطورة» في تويتر، سبقتهما تغريدات كثيرة ولحقتهما تغريدات أكثر، وحُقّ للمنظمين أن يبتهجوا جداً بهذا الإنجاز، ولهم علينا الشكر الجزيل، فقد أحضروا أم كلثوم إلى المسرح بعد سنوات طويلة من رحيلها، لنسجل بذلك إنجازاً فريداً باستحضارها جسداً وصوتاً بواسطة تقنية الهولوجرام، ولنكون أول بلد ـ ربما ـ يحتفي بسيدة الغناء العربي بهذا الشكل بعد موتها، وهذا شيء جميل ربما يحمل في طياته شكلاً من الاعتذار لهذه العظيمة التي قدمت الغناء الراقي في كل البلدان العربية تقريباً ما عدا لدينا.

كثيرون كانوا يتمنون حضور حفلة لأم كلثوم، لكن في زمنها لم يكن قادراً على ذلك سوى طبقة معينة من المجتمع، أما أغلب الناس فلم يكن لهم سوى الانتظار بجانب أجهزة الراديو لسماع جديدها أو حفلاتها المعادة، لكن مقابل ذلك فقد شهدت العواصم العربية حضورها في حفلات تأريخية أصبحت جزءاً مهماً من ذاكرة تلك العواصم، ما عدا المملكة التي لم تصدح فيها أم كلثوم، وأنّى لها أو لذلك الجيل أن يشاهدها هنا والغناء بمجمله يقع في خانة المحظور، ما عدا الغناء المحلي بشكل خجول ومتحفظ، ليختفي هو أيضا في مرحلة لاحقة، وطالت غيبته حتى عاد مؤخراً وعاد معه الفن العالمي بكل أشكاله الراقية.

حضور أم كلثوم كان مبهجا حتى لو كان تجسيداً تقنياً، وحتى لو كان بعد زمن طويل، فقط حتى لا نكون نحن البلد الذي لم تصدح فيه أم كلثوم حية وميتة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد