: آخر تحديث

  ما بعد جمال خاشقجي!

74
70
56
مواضيع ذات صلة

 خالد أحمد الطراح

من الصعب التنبؤ بالنتائج، وما ستؤول اليه التطورات السياسية في الساحة الدولية، بعد التطورات التي صاحبت وفاة الصحافي السعودي جمال خاشقجي رحمه الله، مع أن المؤشرات تدلل على ان رحيله في تركيا سيظل جاذباً للضوء الإعلامي والسياسي الدوليين بالدرجة الأولى.


حين تجولت في العاصمة البريطانية، وفي ساحاتها، وجلست مع شخصيات مختلفة، عربية وبريطانية، أيقنت أن المرحوم جمال خاشقجي كان شخصية إعلامية بارزة جداً دولياً، فقد استثمر تواجده منذ الأيام الأولى التي عمل فيها مستشارا لصاحب السمو الملكي الامير تركي الفيصل، حين كان الاخير سفيرا للشقيقة المملكة العربية السعودية في العاصمة البريطانية، ومن ثم في العاصمة الاميركية.


تعرفت عن قرب نتيجة سنوات طويلة من العمل في لندن من الأخ الفاضل السفير الامير تركي الفيصل، وكذلك من المرحوم جمال خاشقجي، وتلمست التناغم والتفاهم في كل الاتجاهات بينهما، فقد كانت التحليلات والآراء الى حد كبير متلاقية، لكن ثمة عاملاً مشتركاً بين الشخصيتين، وهو انهما استطاعا في وقت قياسي تكوين شبكة علاقات سياسية وإعلامية، واستيعاب حوارات تلفزيونية وأخرى مغلقة في مراكز البحث البريطانية، حتى التي حملت نقاشاً ساخناً عن الشقيقة السعودية والحريات.
ربما نتيجة طبيعة عمل المرحوم جمال خاشقجي ومساحة حرية الحركة والعمل التي تمتع فيها، بدعم من الامير تركي الفيصل، دفعت كل الظروف الى بروزه في المنتديات وحلقات النقاش ووسائل الإعلام ككل.
انتقال الزميل والصديق المرحوم خاشقجي للعمل مع الأخ الكريم الامير تركي الفيصل في واشنطن، لم تتجمد نتيجته، او تبرد العلاقات التي قامت بين المرحوم جمال خاشقجي والاعلام البريطاني تحديدا، حيث أجاد المرحوم خاشقجي بكل حرفية ان يكون له حضور مميز في الوسط السياسي والإعلامي بوجه خاص.


ولعل مشاركة المرحوم خاشقجي، الذي تلقف بكل ود الدعوة للمشاركة في ندوة نظمها المركز الاعلامي الكويتي في لندن عن «التطرف والإرهاب»، بعد احداث سبتمبر 11، تحت رعاية وزير الاعلام الكويتي الاسبق انس الرشيد، وبالتعاون مع جريدة الشرق الاوسط الدولية، وبحضور جمع عربي وخليجي وأميركي وبريطاني، تؤكد عمق الثروة المعلوماتية التي تمتعت فيها ذاكرة المرحوم الصحافي خاشقجي، وكذلك مداخلاته التي لم تأت من فراغ، بل بنيت على معطيات لم ينكر او يتنكر المرحوم خاشقجي انها نتيجة مزيج من العمل الاستخباراتي والاعلامي.
بتقديري ان شخصية إعلامية كالمرحوم جمال خاشقجي، الذي كان بمنزلة بنك من المعلومات عن التجمعات الارهابية والسياسية، لابد ان يكون قد أودع في مكان ما حمله في ذاكرته وما توافر بين يديه من وثائق ومعلومات، لتنشر هذه الرؤية لذاكرة صحافي سعودي حفر له في وجدان الإعلام الدولي مكانة بارزة ستظل محل تحليل ورصد ومتابعة.
رحم الله جمال خاشقجي وخالص العزاء لأسرة الفقيد.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد