: آخر تحديث

الخدمة العسكرية وانضباط المواطن المغربي

74
89
70
مواضيع ذات صلة

 عبد اللطيف مجدوب

 

حساسية الظرفية الاجتماعية

أصبح المواطن المغربي يعيش على وقع قلق يومي جراء حساسية الشارع المغربي وما يعج به من ظواهر شبابية مرَضية؛ تهدد أمنه العام، رغم تكثيف دوريات المراقبة في محاولة للتحكم في إيقاع حركية الشارع، وإعادة الهدوء والسكينة إلى الأسر، بفعل استفحال الفعل الإجرامي بمختلف صوره في الأوساط الاجتماعية وتحويلها إلى أوكار لاحتراف الجريمة والاتجار بالمخدرات والسطو على الملك العمومي .

فبعد أن أفلست عديد من المؤسسات في الاضطلاع بأدوارها التربوية ـ وفي مقدمتها الأسرة والمدرسة والمجتمع ـ أصبح الجميع يحن إلى دور المؤسسة العسكرية بمثابة حصان طروادة لتخليص المجتمع من براثن البؤس الإجرامي المسلح، لاسيما في أوساط الشباب، بفعل تكالب كثير من العوامل السوسيو اقتصادية الفاعلة، كتصاعد نسب الفقر المصحوبة بأرقام مهولة في الأمية الأبجدية واليأس وفقدان الأمل، وما يقابلها من ظاهرة انسداد الآفاق بحثا عن الشغل ..

التربية العسكرية والأمل المعلق

مازال أفراد العديد من الأسر المغربية يتذكرون بحماس زمن انخراطهم في الخدمة العسكرية وتلبية نداء "الواجب الوطني"، ومراحل الانضباط العسكري التي احتكوا بها على مدى 18 شهرا؛ صيرت منهم في ما بعد مواطنين يعون جيدا معاني الواجب والتضحية والصبر على المكروه... بخلاف ما هم عليه الشباب الحالي، داخل أسرهم؛ من خنوع لحياة الرتابة وإشباع حاجياتهم ونزواتهم مهما كانت الطرق والوسائل، فعاشوا ومازالوا عالة على أسرهم، وربما أصبحوا ـ تحت مخدر ما ـ يشكلون تهديدا مباشرا لها، لا يدركون للحياة معنى سوى إشباع غرائزهم أشبه بالبهائم، كما لا يطيقون الصبر على الشدائد، أو التدرج في نيل المكاسب وجني الثمار؛ شباب لم تعد تحكمه سوى شريعة الغاب!.

دول تقيم للخدمة العسكرية كل اعتبار

عديد من الدول الديمقراطية لا يمكن لمواطنها مهما كان القطاع والسلم تقلد أي منصب ما لم يسبق له اجتياز فترة الخدمة العسكرية كاملة كما هو جار به العمل حاليا في أمريكا وإسرائيل وغيرهما؛ حتى إن الرئيس المنتخب لا يمكن القبول به دستوريا إذا لم يؤد الخدمة العسكرية .


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد