: آخر تحديث
احتجاجا على اعتقال المعارض الرئيسي للسلطة

توتر شديد في العاصمة السنغالية بعد يومين من الصدامات

66
72
63
مواضيع ذات صلة

دكار :  فرضت إجراءات أمنية مشددة على الرئاسة السنغالية والمباني الرسمية في وسط العاصمة دكار الجمعة بعد يومين من الاضطرابات وفي يوم تظاهرات ينطوي على خطورة احتجاجا على اعتقال المعارض الرئيسي للسلطة عثمان سونكو الذي يمثل أمام القضاء.

وشهدت أحياء عدة في العاصمة ومدن أخرى في هذا البلد المعروف بأنه منطقة استقرار في غرب إفريقيا منذ الأربعاء، مواجهات بين شبان وقوات الشرطة وأعمال تخريب ونهب محلات تجارية وخصوصا العلامات الفرنسية.

واستمرت الصدامات ليلا في ضواحي دكار وأطلقت دعوة إلى التظاهر الجمعة ليوم مثول المعارض سونكو أمام قاض.

وفقد محاموه لساعات أثر موكلهم المحتجز لدى الدرك وكادوا يتحدثون عن "خطفه" من قبل السلطات. لكنهم تمكنوا من معرفة مكانه في المركز الأمني التابع للمحكمة التي مثل أمامها حوالى الساعة 11,00 بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتش.

وأثار اعتقال عثمان سونكو الأربعاء وهو في طريقه إلى المحكمة حيث كان يفترض أن يتم استجوابه بتهم اغتصاب ينكرها، غضب مؤيديه.

ويقول العديد من السنغاليين إن توقيف المرشح الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2019 ويعد من أهم المرشحين في الاقتراع المقبل في 2024، أدى أيضا إلى زيادة السخط المتراكم في هذا البلد الفقير في مواجهة قسوة الحياة منذ عام على الأقل وبداية وباء كوفيد-19.

وأسفرت الاحتجاجات عن سقوط قتيل واحد على الأقل الخميس في جنوب البلاد. وذكر مسؤول محلي في يومبيول إحدى ضواحي دكار أن شخصا ثانيا هو حسب وسائل التواصل الاجتماعي، فتى، توفي لكن لم يتم تأكيد ذلك رسميا.

وهاجم المتظاهرون مساء الخميس مقر صحيفة "لو سوليي" الحكومية وإذاعة "ار اف ام" التابعين لمجموعة إعلامية يملكها المغني والوزير السابق يوسو ندور ويعتبران مقربين من السلطة.

قال شهود عيان إن متظاهرين هاجموا ليلا من جسور سائقي السيارات على الطريق السريع في ضواحي دكار.

وتعرضت مباني العديد من العلامات التجارية الفرنسية بما فيها "أوشان" لهجمات منذ الأربعاء بينما أغلقت المدارس الفرنسية في البلاد.

ويسود توتر شديد الجمعة. فبالإضافة إلى الدعوة إلى التظاهر في جميع أنحاء البلاد، اقتاد دركيون عثمان سونكو ليمثل أمام قاضٍ مكلف التحقيق في جرائم اغتصاب مفترضة يُتهم بارتكابها، كما يقول محاموه.

وأوقف سونكو بتهمة لإخلاله بالنظام العام أثناء توجهه إلى المحكمة لاستجوابه بشأن جرائم الاغتصاب.

وقال أحد محاميه مي بامبا سيسي إنه يخشى أن يُسجن موكله في نهاية جلسة المحكمة وهو أمر سيؤدي على الأرجح إلى تفاقم الغضب.

ونشرت قوة كبيرة للشرطة حول مبنى المحكمة في حي بلاتو، مركز السلطة وعلى بعد مئات الأمتار تم تطويق محيط مقر الرئاسة بحواجز تمركزت خلفها آلية مصفحة.

وذكر صحافي من وكالة فرانس برس أن مبنى الجمعية الوطنية المجاور يخضع للمراقبة أيضا. ويواجه سونكو (46 عاما) منذ بداية فبراير شكوى بتهمة الاغتصاب والتهديد بالقتل، رفعها ضده موظف في صالون تجميل كان يرتاده من أجل تدليك، لتخفيف آلام ظهره على حد قوله.

وينفي سونكو المناهض للنظام والمتهور في خطابه، هذه الاتهامات. وهو يتحدث عن مؤامرة دبرها الرئيس ماكي سال لإستبعاده عن الانتخابات الرئاسية المقبلة.

نفى الرئيس في نهاية فبراير ذلك لكنه التزم الصمت بشأن هذه القضية منذ ذلك الحين. وحذرت الحكومة من أنها ستتخذ "جميع الإجراءات الضرورية للحفاظ على النظام العام". كما حذر "بعض وسائل الإعلام" من تغطيتها "المنحازة".

وأعلنت السلطات منذ مساء الخميس تعليق بث قناتين تلفزيونيتين خاصتين قالت أنهما عرضتا لقطات لأعمال العنف.

وتحدثت شبكات التواصل الاجتماعي عن اضطرابات للانترنت مثل تلك التي سجلت في عدد من البلدان بمبادرة من الحكومات في أوقات الأزمات.

وأكد "نيتبلوكس" المرصد الذي يراقب هذه الانقطاعات، وجود قيود على شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة ما أثر على تقاسم الصور وتسجيلات الفيديو على مواقع فيسبوك ويوتيوب وواتساب وتلغرام، حسب المصدر نفسه.

وعبر المدافعون عن حقوق الإنسان عن استيائهم من معالجة السلطات للأزمة. وقالت منظمة العفو الدولية في بيان إنه "يتعين على السلطات السنغالية أن توقف فورا الاعتقالات التعسفية للمعارضين والنشطاء وأن تحترم حرية التجمع السلمي وحرية التعبير وتكشف ملابسات وجود رجال مسلحين بهراوات إلى جانب قوات الأمن".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار