: آخر تحديث

مكسيكيون يروون حكايات الموت وخسارة الأحباء جراء كوفيد-19

47
56
53
مواضيع ذات صلة

مكسيكو: طاول كوفيد-19 المكسيكيين بطرق عديدة... من خسارة أحباء بشكل مفاجئ والوقوف وجها لوجه أمام الموت والكفاح لإنقاذ آخرين والقلق على المستقبل.

ومع ارتفاع العدد الرسمي للوفيات في البلاد جرّاء الفيروس إلى أكثر من 50 ألفا، في ثالث أعلى حصيلة في العالم، تحدّثت فرانس برس مع عدد من الأشخاص انقلبت حياتهم رأسا على عقب بفعل الأزمة.

في ما يأتي شهاداتهم: 

إلى حين مرضنا

انتقل الخبّاز خوسيه بيريز البالغ 40 عاما من عدم تصديق ما كان يسمعه عن كورونا المستجد إلى الحداد جرّاء استسلام شقيقتيه للفيروس.

ويقول "اعتقدنا أن لا وجود له (الفيروس) أو أنهم كانوا يبالغون إلى حين مرضنا وتوفيت شقيقتَي".

ويضيف بيريز الذي يعيش في حي إيزتابالابا في مكسيكو المتضرر بشدة بالوباء "كان الوضع صعبا للغاية. لا أعرف ماذا حصل لهما".

ويتابع "عانت اثنتان من بناتي أعراضا خفيفة بينما كانت الأعراض التي ظهرت على والدتي أشد، لكنها صمدت رغم أنها تبلغ من العمر 65 عاما".

وبعدما توفيت شقيقته غوادالوب البالغة 48 عاما في مستشفى حكومي في المنطقة التي تعد بين الأفقر في العاصمة، قررت العائلة مواجهة المرض في المنزل.

ويقول "هذا المستشفى رديء للغاية. حتى وإن لم تكن مصابا بالفيروس، تموت بمجرّد دخولك" المستشفى.

على حافة الموت 

امضى طبيب النساء البالغ 60 عاما ماريو لانديتا ثلاثة أسابيع في المستشفى بسبب الفيروس.

وعندما استعاد وعيه، لم يتمكّن في البداية من إدراك أين هو ووجد نفسه مستلقيا على بطنه وموصولا بأنبوب. وأصيب بالهذيان لمدة 48 ساعة.

ويستذكر "بدأت تنتابني مشاعر الرعب. اعتقدت أنني مخطوف. شعرت بالأنبوب في قصبتي الهوائية وأردت انتزاعه".

وبعد أسبوع من مغادرته المستشفى، لا يزال يواجه صعوبة في الحركة ويحتاج للأوكسيجين.

ويقول لانديتا "كنت قريبا جدا من الموت، لكنني هنا الآن".

رغم تجربته، لا يخشى العودة إلى عمله في المستشفى قائلا "الحياة تستمر. لا يمكنك دفن رأسك في الرمل كالنعامة". 

على أحد ما معاينتهم

يحتفظ الآن شقيقه ألبيرتو لانديتا، وهو طبيب يبلغ 53 عاما، على الدوام بكمامة ودرع واق للوجه وقفازات على مقربة.

ويوضح "يبلغونني عندما يكون هناك مريض يعاني أعراض كوفيد-19 ويرسلونه إلى مكان مخصص. أدخل وحدي وأكون مستعدا خلال ثوان".

ورغم أنه مدخّن ويعاني الوزن الزائد، إلا أنه قرر معاينة المرضى الذين تظهر عليهم أعراض الفيروس في عيادة عائلته الواقعة في حي متأثّر بشدة بالوباء في العاصمة.

ويشير إلى أن "هناك مراكز صحية في المنطقة تقول +يمنع استقبال المرضى الذين يعانون مشاكل تنفسية+. على أحد ما معاينتهم!".

ويقول "عمر هذه العيادة يتجاوز 50 عاما. الناس يثقون بك. علينا رد الجميل".

وتوفي ثلاثة من المرضى الذين كانوا يترددون إليه بشكل دائم. وبازاء احتمال إصابته هو بالفيروس كذلك، قرر تغيير أسلوب حياته.

ويؤكد "أقلعت عن التدخين وخسرت 12 كيلوغراما".

مستقبلي ضبابي

كان دانيال سانشيز يبيع التاكو مع والدته في الشارع إلى أن حظر الباعة الجوالون في حيّهم.

ومع انخفاض دخله، اضطر الشاب البالغ 22 عاما لترك الجامعة.

ويقول بدون أن يخفي تأثره "مستقبلي غامض. كنت أدرس لأحصل على وظيفة جيدة، أنا الآن فلا أرى كيف يمكنني تحقيق ذلك".

ويعاني 10,4 ملايين شخص البطالة في اقتصاد المكسيك غير الرسمي.

ويشير سانشيز "تركت الجامعة. رفضوا خفض الأقساط التي كانت مرتفعة بالنسبة لدروس على الإنترنت".

وبدلا من التاكو، يحاول حاليا بيع مكمّلات غذائية لمن يعرفهم من النادي الرياضي.

ويقول "بسبب الوباء، يشعر الأشخاص الذين يعانون زيادة الوزن بالقلق ويمارسون الرياضة في منازلهم".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار