: آخر تحديث

ماذا بقي من اتفاق عام 2015 حول النووي الإيراني؟

72
73
67
مواضيع ذات صلة

طهران: أعلنت ايران الخميس عن خفض جديد لالتزاماتها الواردة في الاتفاق الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الكبرى في فيينا عام 2015، مع استئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو تحت الأرض.

ماذا بقي من هذا الاتفاق؟

- نجاح دبلوماسي-

هذا الاتفاق أبرم في 14 يوليو 2015 في فيينا بين الجمهورية الاسلامية ومجموعة 5+1 (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا).

تمت المصادقة عليه بموجب القرار رقم 2231 الصادر من مجلس الامن الدولي في 20 يوليو 2015، وأغلق هذا النص 12 عاما من الأزمة المتعلقة بالنووي الإيراني.

تشير مقدمة النص الى أن ايران "تؤكد مجددا أنها لن تسعى أبدا وفي أي حال الى تطوير او امتلاك أسلحة نووية". وافقت ايران على تقديم ضمانات تهدف الى اثبات الطبيعة المحض سلمية لبرنامجها عبر خفض انشطتها في هذا المجال الى حد كبير.

ووافقت ايران ايضا على الخضوع لنظام تفتيش يعتبر من الاشد الذي تفرضه الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في المقابل، حصلت ايران على رفع قسم من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.

الانسحاب الاميركي

في 8 مايو 2018 اعلن الرئيس الاميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من اتفاق فيينا الذي أبرمه سلفه باراك اوباما.

وأعادت واشنطن اعتبارا من اغسطس 2018  فرض عقوبات كانت رفعتها بموجب الاتفاق. ويجري توسيع نطاق هذه العقوبات أو تشديدها بانتظام من أجل ارغام ايران على التفاوض على اتفاق جديد تريد واشنطن أن يتضمن "ضمانات أقوى".

اعادة فرض العقوبات تحرم طهران من المنافع الاقتصادية التي كانت تأملها، وقد دخل اقتصادها في مرحلة انكماش.

الرد الايراني

في 8 مايو 2019، أعلنت ايران أنها بدأت خفضا تدريجيا لالتزاماتها التي قطعتها في فيينا لارغام الاوروبيين والصينيين والروس على احترام وعودهم بمساعدة طهران على الالتفاف على العقوبات الاميركية.

وأعلنت الجمهورية الاسلامية انه في حال عدم تلبية مطالبها، فانها ستمتنع عن الالتزام ببنود جديدة في الاتفاق كل 60 يوما. والمرحلة الرابعة من خطة "خفض الالتزامات" بدأت الثلاثاء.

الالتزامات التي أوقفت ايران العمل بها
لم تعد ايران تحترم حاليا الحد الذي يفرضه الاتفاق على مخزونها من اليورانيوم المخصب (300 كلغ). فقد تجاوزت ايضا السقف الذي يحظر عليها تخصيب اليورانيوم بالنظائر المشعة 235 بنسبة تفوق 3,67%.

ومنذ سبتمبر، تنتج الجمهورية الاسلامية اليورانيوم المخصب في مفاعل نطنز بوسط البلاد مع أجهزة طرد مركزي يحظرها الاتفاق.

يسمح الاتفاق بعدد محدد من أجهزة الطرد المركزي من الجيل الاول (اي-ار-1) لكن ايران باتت تستخدم حاليا آلات أكثر تطورا.
في تنصل أيضا من بنود الاتفاق المتعلقة بالابحاث والتطوير، بدأت ايران أيضا صنع وتجربة اجهزة طرد مركزي متطورة.

والخميس استأنفت ايران انشطتها لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو تحت الارض (وسط) وهو ما يحظره الاتفاق. 

وقد أعلنت ايران أيضا في مايو انها لم تعد ملتزمة بالحد الوارد في الاتفاق لاحتياطها من المياه الثقيلة (1,3 طن) لكنها لم تعلن انها تجاوزت هذه العتبة.

هل تنتهك ايران الاتفاق؟
تؤكد الولايات المتحدة ان ايران تنتهك الاتفاق لكن طهران تنفي ذلك. تأخذ الجمهورية الاسلامية على شركائها الاخرين عدم بذل "كل الجهود الممكنة" (كما تنص عليه المادة 28) لافساح المجال امام تطبيق كامل للاتفاق.

تقول ايران انها تتصرف في اطار البندين 26 و36 اللذين يتيحان لها تعليق التزاماتها "كليا او جزئيا" في حال أخلت الاطراف الاخرى بالتزاماتها. واعتبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاربعاء ان ايران "قررت الخروج من اطار" الاتفاق.

ماذا بقي من الاتفاق؟
يبقى هناك عنصر مهم ساريا: نظام التفتيش الذي تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

كما لا تزال تطبق البنود المتعلقة بمفاعل اراك (240 كلم جنوب غرب طهران) الذي يفترض ان يتحول بمساعدة خبراء أجانب الى مفاعل أبحاث غير قادر على انتاج البلوتونيوم للاستخدام العسكري.

اضافة الى ذلك، تبدي الدول الخمس التي لا تزال موقعة على الاتفاق تمسكها به وتنوي انقاذه رغم ان الجميع يتفقون على ان هذا الامر يصبح أكثر صعوبة.

أخيرا، فان ايران لا تزال بعيدة عن العودة الى الوضع الذي كان سائدا قبل الاتفاق. فقد حدت نسبة تخصيب اليورانيوم بـ  4,5% وهي لا تزال دون نسبة الـ20% التي اعتمدتها في أحد الاوقات، وبعيدة جدا عن نسبة الـ90% اللازمة للاستخدام العسكري. والقدرة الكاملة لنشاط أجهزة الطرد المركزي الايرانية تبقى رسميا أقل مما كانت عليه قبل إبرام الاتفاق.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار