: آخر تحديث
المرشحون يحاولون كسب ودّ سكّانه

المهمّشون ناقمون في حي التضامن في تونس

49
31
41

التضامن: يعاني حي التضامن قرب العاصمة التونسية من الاهمال والسمعة السيئة في ظل نقمة سكانه على الاوضاع الاقتصادية، لكنه بات ممرا الزاميا للمرشحين "القريبين من الشعب" ممن يرغبون في التأكيد انهم يكافحون من أجل العدالة الاجتماعية وضد الفقر.

يبلغ عدد سكان الحي 80 الف نسمة ضمن مساحة تقل عن اربعة كيلومترات مربعة وعلى مسافة ستة كيلومترات من العاصمة، ويعكس "التضامن" الذي يكسوه الغبار معظم الأمراض الاقتصادية والاجتماعية التي تقوض الديموقراطية التونسية.

يقول رئيس بلدية الحي رضا الشيحي الذي تم انتخابه عام 2018 على قوائم حزب النهضة أن "البنى التحتية معدومة والبطالة مستشرية. ليس هناك اي مركز ثقافي، برامج موعودة لم تتحقق، نحتاج إلى اموال".

وكان الشيحي ينتظر في هذا اليوم المشمس وصول عبد الفتاح مورو مرشح الاسلاميين للانتخابات الرئاسية. ولجنة الاستقبال جاهزة، رجال ونساء وأطفال يلوحون بشعارات تحمل صورة مورو. ولدى وصوله، اندفع الجمع صعودا معه في الشارع.

لكن الحشد قليل العدد، عشرات على الأكثر، في حي طالما منح اصواته للإسلاميين منذ ثورة 2011.

يقول مورو "أنا ابن الناس، أنام مثلكم، وآكل مثلكم، كما عشت البؤس مثلكم". لكن المرشح لا يبقى طويلا.

عاطل عن العمل

بصق عصام متابعا الموكب الذي يختفي "انه تمثيل لا اكثر". ثم يقدم نفسه ضاحكا بتوتر "اسمي عصام (42 عاما) عازب وعاطل عن العمل منذ مدة".

وتبلغ نسبة البطالة 15 % في تونس، لكنها 18 % في حي التضامن.

وحذر مركز "انترناشونال كرايسيس غروب" مطلع العام الحالي من ان ارتفاع التضخم الى نسبة 7% وتكلفة المعيشة بنسبة تزيد على 30 % منذ 2016 سيؤدي الى "أزمة ثقة عامة تجاه النخب السياسية".

أما الأجوبة التي قدمها السياسيون فتبقى بعيدة كل البعد من إرضاء حي التضامن. وعندما يأتي احدهم على ذكر اسم المرشح نبيل القروي، القطب الإعلامي القابع في السجن، لا يبدي احد أي اهتمام سواء من الاسلاميين أو غيرهم.

تقول راضية الشابي المدرسة في المرحلة الثانوية ومن انصار حزب النهضة بغضب "نحن لا نعد الناس بتغيير حياتهم مع كيلوغرامين من المعكرونة"، كتعبير عن القلق من صعود القروي الذي يمكن أن ينال اصواتا من الاسلاميين.

وكان القروي كثف في السنوات الأخيرة توزيع المساعدات الغذائية في المناطق المحرومة، في مشاهد تنقلها قناة "نسمة" التلفزيونية التي أسسها.

طفح الكيل

من جهته، يقول الخبير في الشؤون السياسية حاتم مراد "يجب الا نخدع. لقد اشترى الناخبين في عام 2011، والقروي يفعل ذلك اليوم، ورغم أنه يسجل الكثير من النقاط، ولكن طفح الكيل وهناك رفض للطبقة السياسية بأكملها".

وأضاف "لم أسمع الكثير من الكلمات حول الفقر خلال هذه الحملة، كما لم أسمع ما يتعلق بكيفية الحد من انعدام المساواة بين المناطق ...والذي كان سبب الانفجار عام 2011".

يشغل الاقتصاد حيزا كبيرا في الحملة، مع نقاش حول سياسات التقشف أو الليبرالية، لكن هذا الخطاب لا ينطوي على اي معنى في الشوارع الفقيرة في التضامن.

تعيش مبروكة (62 عاما) وهي عاطلة عن العمل مع ابنتها البالغة 25 عاما وابنها (30 عاما) والعاطل عن العمل أيضا، في غرفة وحيدة في منزل غير صحي هيكله غير مكتمل وتعلوه قضبان معدنية.

قام صحافيون بتصوير ذلك، كما توقف عدد من المرشحين هناك ايضا. لكن هذه المرة، صرخت ابنة مبروكة معبرة عن غضبها مغلقة الباب، وقالت "لقد جاؤوا جميعا ولم يحدث أي شيء على الإطلاق".

على بعد شوارع قليلة، تسكن منية وعلي المغراوي في منزلهما الفارغ الذي تزينه صور لابنها الصغير. الزوج ( 42 عاما) عاطل عن العمل منذ عامين. اما منية (51  عاما) فهي تعمل في الإذاعة العامة في التنظيف مقابل 700 دينار شهريا (220 يورو)، وهو راتب أعلى من الحد الأدنى للأجور (450 دينارا) لكنه لا يسمح لها بتغطية نفقاتها.

تقول منية السمراء النحيلة والتي تعاني من الغدة الدرقية بتنهد "أنا في غاية التعب". فهي تستيقظ كل يوم في الخامسة صباحا ولديها الكثير من العمل خلال فترة الحملة هذه، وتضيف "يجب أن يكون المكان نظيفا لأن الاذاعة تستقبل المرشحين".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار