: آخر تحديث

الدعم الأميركي لحفتر يكشف مواقف الدول في ليبيا

63
46
48
مواضيع ذات صلة

واشنطن: يكشف الإعلان المتأخر للبيت الأبيض الجمعة عن اتصال الرئيس دونالد ترمب شخصيا مع المشير خليفة حفتر الذي تشن قواته هجوما للسيطرة على طرابلس، الخطوط العريضة للعبة الدولية التي تبدو فيها واشنطن وموسكو في صف واحد، مجازفتين بذلك بتهميش دور الأمم المتحدة في ليبيا.

وبينما كانت بريطانيا تقدم مشروع قرار لوقف لإطلاق النار ينتقد الهجوم على العاصمة، تحدث الرئيس ترمب في اليوم نفسه إلى المشير حفتر عن "رؤية مشتركة" لمستقبل ديموقراطي لليبيا، كما قال البيت الأبيض.

هذا الدعم الواضح لرجل الشرق الليبي القوي على حساب رئيس الحكومة المعترف بها دوليا فايز السراج رغم اعتراف الأسرة الدولية به كسلطة شرعية وحيدة في ليبيا، أرفق بإشادة "بالدور المهم للمشير حفتر في مكافحة الإرهاب وضمان أمن الموارد النفطية في ليبيا" حسب بيان الرئاسة الأميركية.

ويرى خبراء أن إشادة ترمب بالمشير حفتر دليل على دعم أميركي يفسر تصميم حفتر على مواصلة هجومه للسيطرة على طرابلس.

وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة طلب عدم كشف هويته إن الدعم الأميركي يسمح بفهم سبب اندفاع "حفتر في منطق الذهاب إلى النهاية" بشكل أفضل. وأشار دبلوماسيون آخرون إلى أنه رغم الصعوبات العسكرية وانزلاق الجبهة يواصل حفتر التأكيد أن "بإمكانه الانتصار" بعد مرور 15 يومًا على بدء حملته.

وقال دبلوماسي آخر إن الدعم الذي عبّرت عنه واشنطن الجمعة "يوضح الأمور" في الأمم المتحدة أيضا، حيث حاولت بريطانيا لخمسة أيام من دون جدوى التوصل إلى قرار يدعو لوقف الى إطلاق النار ودخول غير مشروط للمساعدات الإنسانية إلى مناطق القتال.

وفي موقف غريب، خلال المشاورات وقفت روسيا والولايات المتحدة في صف واحد للمطالبة "ببعض الوقت" أو التأكيد أنهما "ليستا مستعدين لقرار بدون إيضاح سبب ذلك لشركائهما. 

وفي الوقت نفسه على الأرض، كان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة يطلق تحذيرات من اتساع رقعة النزاع ويطالب برد عاجل.

انتكاسة لجهود الأمم المتحدة
أضافت الدول الأفريقية الثلاث الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (جنوب أفريقيا وساحل العاج وغينيا الاستوائية) الأربعاء أصواتها إلى التحفظات الأميركية والروسية عبر عرقلة عملية التفاوض.

قال خبير في الملف أنها تقدمت بطلبات "لا معنى لها"، مؤكدا أنه لا يستبعد أن تكون عرقلت ذلك "بتوجيه عن بعد" من قوى كبرى أو من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "المؤيد جدا لحفتر" والقريب من ترمب.

تتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي حاليا الذي يفرض وجهات نظره على الدول الأفريقية الأعضاء في مجلس الأمن في معظم الأحيان. وفي توازن القوى بين حفتر والسراج، يتمتع المشير بدعم مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة وروسيا والولايات المتحدة علنا منذ الجمعة.

أما رئيس حكومة الوفاق الذي لا يتمتع بهامش حركة كبير حيال المسلحين الذين يسيطرون على طرابلس كما يرى الغربيون الذين لا تثير قدراته القيادية إعجابهم، فمدعوم من قطر وتركيا.

وقال دبلوماسيون إن حفتر ما كان ليطلق هجومه من دون ضوء أخضر من داعميه، معتبرين أن الخروج من "المأزق" الحالي مرتبط إلى حد كبير بهم.

وفي الأمم المتحدة، وضعت بريطانيا مشروع قرارها جانبا، وإن كانت دول مثل ألمانيا التي عبّرت عن "خيبة أملها"، تأمل في أن يتم تبنيه في الأسبوع المقبل.

أيًا كان مستقبل هذا النص، تبدو كفة المناورات الدبلوماسية حول ليبيا لن ترجح لمصلحة الأمم المتحدة. وكان هجوم حفتر تزامن مع زيارة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى ليبيا للدفع نحو مؤتمر للمصالحة الوطنية، وشكل "انتكاسة" حقيقية له.

واضطر سلامة الذي وصفه العديد من الدبلوماسيين بأنه "شجاع" و"نزيه"، لإلغاء هذا المؤتمر. وقد انتقد بقسوة خلال الأسبوع الجاري المشير حفتر وذهب إلى حد وصف هجومه "بالانقلاب"، مجازفا بذلك بإضعاف موقفه في ليبيا إذا نجح حفتر في السيطرة على كل ليبيا.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار