: آخر تحديث
أكد وبوريطة أن برلين تدعم مسلسل التسوية الأممي

وزير خارجية ألمانيا يدعو إلى ضرورة تجاوز الجمود في نزاع الصحراء

65
74
60

دعا هايكو ماس، وزير خارجية ألمانيا، إلى ضرورة تجاوز حالة الجمود التي يعرفها ملف نزاع الصحراء، مشيرًا إلى أن"الإبقاء على الوضع الراهن في قضية الصحراء ليس مفيدا لأي طرف". وأكد ماس، خلال لقاء صحافي مشترك مع نظيره المغربي ناصر بوريطة عقب المحادثات التي أجرياها الخميس في برلين، أن "جميع الأطراف في قضية الصحراء مدعوة إلى تبنى موقف بناء خلال المائدة المستديرة التي ستنعقد خلال شهر ديسمبر في جنيف".

إيلاف من الرباط: أكد ماس على أن بلاده تدعم مسلسل الأمم المتحدة من أجل تسوية سياسية لنزاع الصحراء تحت إشراف المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، مشيرًا إلى ضرورة اغتنام جميع الفرص من أجل تحقيق الاندماج الإقليمي وتطوير فرص التنمية الإقليمية.

من جانب آخر، تحدث ماس عن مؤتمر المصادقة على الميثاق العالمي للهجرة، والذي سينظم قريبًا في مراكش تحت الرئاسة المشاركة للمغرب وألمانيا، معربًا عن أمله في أن يكون هناك نقاش جد منطقي حول الهجرة يخدم مصالح الدول المصدرة للمهاجرين ودول العبور ودول الاستقبال.

وشدد وزير الخارجية الألماني على أن المغرب يعتبر شريكًا مهمًا لبلاده، ليس فقط في مجال الهجرة، بل إن التعاون المكثف بين البلدين ينعكس أيضًا في مجال الطاقات المتجددة وبناء محطات الطاقة الشمسية، مضيفًا أن البلدين يزخران بإمكانات كبيرة لتعزيز هذا التعاون.

وفي معرض رده على سؤال حول عملية ترحيل مغاربة من ألمانيا، قال الوزير الألماني "لدينا تعاون وثيق مع المغرب والأرقام التي لدينا تعكس تقدمًا إيجابيًا، واتفقنا على الاستمرار في هذا التعاون، وإذا كانت هناك إجراءات أخرى لتقويم هذه العملية، فإنه يمكن القيام بها معًا".

من جانبه، أعرب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة خلال المؤتمر الصحافي المشترك عن ارتياحه لعقد مباحثات مثمرة مع نظيره الألماني، مضيفًا "إن العلاقات بين بلدينا تتطور بشكل جد إيجابي من خلال الاتصالات المنتظمة بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأيضًا من خلال مختلف آليات التعاون سواء اللجان المختلطة أو اللجان القنصلية أو آليات المباحثات السياسية".

وأشار بوريطة إلى أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب وألمانيا تنمو بشكل جيد ، حيث إن ألمانيا تعد اليوم شريكًا تجاريًا مهمًا للمغرب، إذ تحتل المرتبة الخامسة ضمن الشركاء التجاريين للمملكة، مضيفًا أن الاستثمارات الألمانية في المغرب تشهد نموًا وتتوافر على إمكانات كبيرة لتعزيزها.

واعتبر بوريطة أن التعاون بين البلدين نموذجي في ما يخص تقاطع وجهات نظر بينهما حول الأولويات والتركيز على مجالات مهمة بالنسبة إليهما مثل البيئة والماء والفلاحة.

أضاف بوريطة أن هذه الزيارة تأتي في توقيت مهم عشية استحقاقات ثنائية ولقاءات مهمة متعددة الأطراف على بعد بضعة أيام لانعقاد مؤتمر مراكش حول ميثاق الهجرة.

وأشار إلى أن الهجرة تعد اليوم موضوعًا مهيكلًا للعلاقات الدولية، موضحًا أنه على الصعيد الثنائي، عالجت ألمانيا والمغرب على الدوام قضية الهجرة بروح من التعاون والتبادل المبني على النتائج. وأضاف بوريطة أن هذا النموذج من التعاون الثنائي يجب أن يلهم المجتمع الدولي في معالجة هذه القضية على الصعيد العالمي والمتعدد الأطراف.

وقال بوريطة "نحن واعون بأن لقاء مراكش سيبعث إشارة في هذا الاتجاه، إلى أن قضية الهجرة لا يمكن حلها الا في إطار تقاسم المسؤولية وفي إطار متعدد الاطراف، وإن أي مقاربة أخرى لن تكون إلا قصيرة الأمد وغير مجدية".

وحول عملية ترحيل مغاربة من ألمانيا، قال بوريطة "في ما يتعلق بالهجرة، فإن المغرب تصرف دائما كبلد مسؤول، فبقدر ما هو ملتزم بالحفاظ على مصالح مواطنيه المقيمين بشكل قانوني في ألمانيا، وتسهيل اندماجهم، بقدر ما يتعاون عندما يتعلق الأمر بمكافحة الهجرة السرية".

وذكر في هذا الإطار أن المغرب وألمانيا، ومنذ الاتصال الهاتفي بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل سنة 2016، عملا على إنشاء آليات للتعاون في هذا المجال، مشيرا إلى أنه تم عقد لقاء في مراكش في الشهر الماضي، حيث أعرب الجميع عن ارتياحه للنتائج في ما يتعلق بعمل وتعاون القنصليات والسلطات المغربية.

من جهة أخرى، أشار بوريطة إلى أن مباحثاته مع نظيره الالماني، تناولت موضوعات إقليمية مختلفة خاصة في شمال أفريقيا، مبرزًا أن البلدين يتقاسمان الرؤية نفسها حول الوضع بخصوص هذا الملف وكيفية تحقيق تقدم.

أجرى بوريطة في سياق زيارته لألمانيا، مباحثات مع يان هيكر، مستشار أنجيلا ميركل في الشؤون الخارجية وقضايا الأمن.
وتناول اللقاء مشاركة ميركل في المؤتمر الدولي حول الهجرة الذي سينعقد في مراكش، وسعي ألمانيا إلى إنجاح هذا اللقاء، إضافة إلى مجهودات المغرب في معالجة قضايا الهجرة من خلال مقاربة شمولية متعددة الأبعاد تعالج مسألة التنمية وتعتمد بعدًا إنسانيًا.

وأكد بوريطة بهذا الخصوص على أهمية التركيز على تفكيك شبكات الهجرة السرية، وليس على ضحاياها فقط، وهو ما يقوم به المغرب بوازع من المسؤولية، حيث فكك ما يزيد على 130 شبكة للهجرة السرية. وقد شكل هذا التصور لقضايا الهجرة قاسمًا مشتركا بين وجهتي نظر الجانبين.

كما تناول اللقاء قضايا التعاون المشترك من أجل الرفع من الاستثمارات الألمانية بالمغرب، وجعله منصة نحو باقي الدول في العالم التي يرتبط معها المغرب باتفاقات التجارة الحرة.

أبرز بوريطة في هذا الصدد الإنجازات النموذجية للتعاون المغربي - الألماني من أجل التنمية في مجالات الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية وتدبير المياه وتنمية المجال القروي والبيئة، معتبرًا أنها ميادين يمكن أن تشكل مجالا للتعاون الثلاثي، بين المغرب وألمانيا والدول الأفريقية.

حضر هذه المباحثات من الجانب المغربي كل من رضوان الدغوغي، مدير الشؤون الأوروبية في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، وخالد لحسايني، القائم بالأعمال في سفارة المغرب ببرلين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار