: آخر تحديث
نقص الكفاءة والتأهيل سببان مباشران في استمرارها

سلسلة حرائق تجتاح منشآت حكومية وخاصة في مصر

74
83
65

ضربت مصر سلسلة حرائق طالت منشآت حكومية وخاصة في مناطق مختلفة من محافظاتها ادت إلى خسائر بشرية ومادية ضخمة في البلاد. وبحسب خبراء امنيين، فإن نقص الكفاءة والتأهيل وعدم وجود عناصر بشرية قادرة على التعامل مع الأزمات اسباب مباشرة لمثل هذه الحوادث.

إيلاف من القاهرة: شهد عدد من المحافظات المصرية خلال الفترة القليلة الماضية سلسلةً من الحرائق، في المصانع والمباني والمنشآت الحكومية والخاصة في القاهرة وغيرها من المحافظات، تصدرها حريق مستشفى الحسين، وحريق مستشفى ناصر، وفيلا بني سويف، ونيران مصانع البتروكيميائيات في مصر الجديدة، وحريق منطقة الرويعي التجارية في وسط القاهرة، وفقًا للتقارير الحكومية فإن حجم الخسائر المادية نتيجة تلك الحرائق وصل  إلى 6 مليارات جنيهٍ.

ويتخوف البعض من تعرض مصر لسيناريو كارثة الحرائق نفسها التي التهمت ساحل أثينا في اليونان، في ظل سلسلة الحرائق التي تغزو المحافظات خلال شهر يوليو الحالي.

حرائق دورية

ومنذ أول يوليو ، بدأت وتيرة الحرائق في الاشتعال في مشهد يتكرر بصفة دورية كل عام في مصر، فكان حريق مستشفى الحسين وحريق بمصنع أسمنت تحت الإنشاء بالظهير الصحراوي في سوهاج، الأمر الذي تسبب في حدوث إصابات بشرية بسبب تطاير شرر نتيجة أعمال اللحام في المصنع.

وشب حريق هائل في مخازن لقطع غيار البوتاغازات بمنطقة كلوت بيك في وسط القاهرة، وبعدها بساعات اندلع حريق هائل بشركة غزل ونسيج بالمنطقة الصناعية الثانية بدائرة مركز السادات بمحافظة المنوفية، حيث نشب الحريق جزئيًا بأطراف كمية من بالات عوادم القطن ٣٠ بالة مشونة بجوار سور الشركة من الداخل على مساحة ٥٠ مترًا تقريبًا من إجمالي مساحة الشركة التي تبلغ ١٤٠ ألف متر تقريبًا، مما أسفر عن احتراق ٣٠ بالة عوادم قطن، قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من السيطرة على الحريق.

وقائع أخرى

وفي ١٢ من يوليو، شهدت منطقة مصر الجديدة حالةً من الفزع بعدما سمع دوي انفجار ضخم اتضح فيما بعد أنه حريق بأحد مخازن شركة هليوبوليس للصناعات الكيماوية، وتسبب في إصابة ١٢ شخصًا، وتمكنت الحماية المدنية من السيطرة على الحريق، وبعدها بـ ٢٤ ساعةً فقط اندلع حريقان، أولهما بمصنع بلاستيك في قرية باسوس التابعة لمركز القناطر الخيرية بالقليوبية، وثانيهما في مصنع أدوية في المنطقة الصناعية  اﻷولى في مدينة ٦ أكتوبر، حيث كشفت التحقيقات أن الحريق اندلع بسبب ماس كهربائي.

المستشفيات تشتعل

وعادت الحرائق إلى المستشفيات من جديد عبر بوابة مستشفى ناصر المركزي ببنى سويف، حيث اندلعت نيران محدودة داخل قسم حضانات الأطفال بالمستشفى، ونجحت الحماية المدنية من  نجاة ١٢ طفلًا من الموت بسبب الدخان المتصاعد نتيجة الحريق، كما شب حريق في مخزن أقطان وغزل بمدينة ميت غمر بالدقهلية بسبب أعمال لحام بجوار المخزن.

حريق السوق التجارية

وتصدر حوادث الحرائق في مدينة القاهرة حريق  السوق التجارية بالموسكي، حيث اندلعت النيران داخل المنطقة التجارية الأضخم في قلب العاصمة، إذ شب حريق هائل في المركز التجاري بشارع جوهر الصقلي المتفرع من حارة اليهود، وأسفر الحادث عن تفحم المول التجاري بعد احتراق ٣ محال ومخزنين للخردوات والملابس، وكان السبب حاضرًا وهو"ماس كهربائي"، كما نشب حريق هائل في مبنى مول تجاري مكون من طبقة أرضية و5 طبقات علوية، مما أسفر عن أضرار مادية كثيرة في ما يتعلق بالبضائع التي تفحمت جراء الحريق.
 
نقابة التجاريين

ولم تكد تمر الساعات حتى يندلع حريق جديد بمبنى نقابة التجاريين في شارع رمسيس، حيث تسبب «ماس كهربائي» أيضًا داخل مطعم النقابة في اندلاع حريق هائل غطى سماء وسط البلد بالدخان، وأسفر عن احتراق الطبقة الرابع للنقابة بالكامل، قبل أن تسيطر الحماية المدنية على الحادث دون خسائر بشرية، بحسب بيانات وزارة الصحة وتقرير المعاينة الأولية للأجهزة الأمنية.

 حريق القطارات

الحرائق انتقلت من المصانع والمستشفيات إلى القطارات، حيث اشتعلت النيران في عربات قطار الصعيد المتجه من الأقصر إلى القاهرة في منتصف الشهر الجاري، مما أسفر عن إصابة ٣ سيدات بجروحٍ وكدماتٍ إثر سقوطهن بسبب تدافع الركاب، وكشفت التحقيقات الأولية أن السبب وراء اشتعال النيران بشكل محدود، في إحدى عربات قطار محطة سكة حديد نجع حمادي، كان ماسًا كهربائيًا في التكييف.

وفي منتصف يوليو الحالي، شهدت العاصمة حالة من الشلل والفزع بعدما تصاعدت ألسنة الدخان من محطة الشهداء بمترو الأنفاق، الأمر الذي أسفر عن شلل بحركة الخط الأول للمترو، وتكدس الركاب بمحطة الشهداء.

أسباب مباشرة

من جانبه، استبعد  اللواء عبد العظيم  سعد، مساعد وزير الداخلية لحماية المدينة سابقًا، وقوع حوادث الحرائق في المصالح الحكومية والخاصة عن قصد، مؤكدا أن هناك أسبابا عدة تقف وراء تكرار الحوادث في شهر يوليو وأغسطس في مدينة القاهرة وغيرها من المحافظات، منها ارتفاع درجات الحرارة، حيث تؤدي إلى حدوث الماس الكهربائي وهو العامل المشترك في عدد من اشتعال الحرائق، كما يدخل ضمن أسباب انتشار الحرائق غياب الأمن الصناعي والحماية المدنية الفعالة بشكل كبير داخل المصالح الحكومية والخاصة، فالكثير من المصانع والمحال التجارية تفتقد للحماية المدنية، وبالتالي تكون السيطرة على الحرائق في حال حدوثها صعبة .

وقال الخبير الأمني لـ"إيلاف": "إن الحرائق غالبًا ما تكون لها أسباب مباشرة، وتتمثل في نقص الكفاءة والتأهيل والتدريب للعناصر البشرية وعدم قدرتها على التعامل مع الأزمات"، لافتًا إلى أن كل هذا يؤدي إلى الإهمال في قطاع الأمن الصناعي.

وطالب بضرورة تشديد الحكومة في شروط الموافقة عند إعطاء تراخيص إنشاء مصانع أو محال تجارية، أهمها وجودها في مناطق غير آهلة بالسكان، وتوفير الحماية المدنية والسلام الصناعي، وأن تكون الراقبة هنا لوزارة الداخلية .
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار