باريس: رغم القيود الصحية المستمرة والضبابية السائدة، اختار المشاركون في أسبوع الموضة في باريس بصورة رئيسية تقديم عروضهم حضوريا، مع بثها مباشرة أو إرفاقها بعروض رقمية.
وقال باسكال موران من اتحاد الأزياء الراقية والموضة، ردا على سؤال لوكالة فرانس برس أن أسبوع الموضة الباريسي الذي ينطلق الثلاثاء "يندرج جيدا في السياق الحالي".
وتعتزم حوالى ثلاثين علامة تجارية بينها "كوريج" و"إيسي مياكي"، تقديم عروض "فعلية" لكن بنمط أقل رسمية من عروض الأزياء التقليدية التي يُدعى إليها الصحافيون والشراة.
ومن بين 76 دارا مسجلة في الجدول الرسمي لعروض الأزياء الجاهزة الرجالية، تنفذ 17 عروضا حضورية في مقابل 6 في يونيو الفائت رغم أن الوضع الوبائي كان أكثر ارتياحا حينها. ومن بين هذه الدور، "ديور" و"إيرميس" وريك أوينز و"واي/بروجكت"، إضافة إلى كنزو التي يقودها المدير الفني الجديد الياباني نيغو المعروف في أوساط مصممي بنمط أزياء الشارع (ستريت وير).
وتنظم دار "لوي فويتون" الخميس عرضي أزياء لأحدث مجموعات فيرجيل أبلوه، المصمم المحبب لدى جيل الألفية وأول أسود يترأس دار أزياء راقية حتى وفاته في نوفمبر الفائت عن 41 عاما جراء السرطان.
كذلك، حجزت علامة "إيغونلاب" الفرنسية التي أسسها قبل عامين فلورنتان غليماريك وكيفين نومبيكس والتي ذاع صيتها مع فيديوهات فنية، موعدا لها على الجدول الرسمي مع عرض أزياء ضمن أسبوع الموضة الباريسي.
وقال فلورنتان غليماريك "كل العلامات التجارية ترغب اليوم في إقامة عروض أزياء".
كذلك قال زميله كيفين نومبيكس إن "تقديم عروض أزياء إلى جانب دور كبرى تأثرنا بها كثيرا أمر غير عادي لنا"، مضيفا "نحن متحمسون لتقديم تجربة حقيقية للأشخاص الذين يتبعوننا".
مع ذلك، لم تتخل "إيغونلاب" بالكامل "عن الجانب الرقمي"، إذ تطوّر مشاريع لعروض بتكنولوجيا "ان اف تي" وعالم "ميتافيرس" (مستقبل العالم الرقمي الذي تعمل عليه مجموعات التكنولوجيا العملاقة) مع شركة ناشئة بالتعاون مع شركة "كروكس" المصنعة لأحذية البلاستيك، وفق كيفين نوميبيكس.
أما بالنسبة للأزياء الراقية، وهو حدث نصف سنوي يقام حصرياً في باريس وسيُنظم هذا العام من 24 إلى 27 يناير، فإن 18 من أصل 29 دارا تستعد لعروض الأزياء، رغم أن البعض منها يقر بأن تطور الوضع الصحي قد يدفعها لتغيير رأيها.
كذلك أرجئ عشاء حملة Sidaction لمكافحة الإيدز والذي يختتم تقليدياً أسبوع الأزياء الراقية، إلى يوليو.
وقد تسبب جورجو أرماني ببعض الارتباك الأسبوع الماضي مع إعلانه إلغاء عروض الأزياء الجاهزة في ميلانو والأزياء الراقية في باريس، بسبب الموجة الجديدة من كوفيد-19، في تكرار لخطوة سابقة قام بها المصمم الشهير البالغ 87 عاما حين كان أول من يتخلى عن تنظيم عروض الأزياء في بدايات الجائحة في فبراير 2020.
وقال باسكال موران "هذا خيارهم". ويلتزم اتحاد الأزياء الراقية والموضة بتوصيات السلطات المعنية، كما يوصي باعتماد كل علامة تجارية تدابير بينها وضع كمامة من نوع "اف اف بي 2".
وأوضح موران "تعلمنا كيف نتعايش مع كوفيد"، معتبرا أن "التطلع العميق" للتواصل الحضوري يتغلب على القيود الصحية.
وأضاف "الوسائط الرقمية تثري الجانب المادي، لكنها لا تحل محل الجانب العاطفي والحسي من العرض".
أما مدير دار الأزياء جوليان فورنييه جان بول كوفان فيرى أنه "عالق بين نارين".
وصرح لوكالة فرانس برس خلال تصوير فيلم مصاحب للعرض المزمع تنظيمه في 25 يناير "نشعر بالإحباط لعدم التمكن من تنظيم العروض، لكنني آمل ألا ننشئ +بؤرة الهوت كوتور+".
وقال "اضطررت إلى اختيار استوديو أكبر لأسباب صحية، يجب أن تكون هناك مسافة متر واحد بين الجالسين". ومع ثبوت إصابة عارضات بكوفيد-19 بعد اختبار الأداء، وإصابة عاملات في المحترف بفيروس كورونا بما "يؤخر المجموعات"، وتغيير القواعد باستمرار، "علينا أن نخطط لكثير من السيناريوهات"، وفق فورنييه.