: آخر تحديث

جهود لتشجيع الاستدامة في قطاع الأزياء

48
51
45
مواضيع ذات صلة

يشكل التلوث والتغير المناخي أكبر المخاطر التي تهدّد البيئة والبشرية بأكملها، ويُعتبر فرط الإنتاج والاستهلاك حالياً من أهم العوامل المستنزفة لمواردنا الطبيعية.

بقلم ماثو بنيامين: وفقاً لبيانات شبكة Global Footprint Network، وهي منظمة بحثية دولية تدعم مفهوم الاستدامة، استهلك البشر سنة 1961 حوالي 73% فقط من الموارد الطبيعية التي يمكن للأرض تجديدها في ذلك العام. أمّا في عام 2020، وصل استهلاك البشر إلى 160% من القدرة البيولوجية لكوكب الأرض، أي ما يزيد بنسبة 60% عن قدرة الطبيعة على تجديد مواردها. مما يستدعي إجراء تحوّلٍ جذري في السلوك البشري من خلال نشر الوعي البيئي وتعزيز المسؤولية الجماعية لإنقاذ الأرض.

وعلى الرغم من أنّ مفهوم الاستدامة كان موضع نقاشٍ لسنواتٍ عديدة، لكنّ الموضة السريعة والصيحات المؤقتة قد عزّزت ثقافة الاستعمال لمرة واحدة وتسبّبت بعواقب بيئية ضارّة. وينبغي التصدّي لمشكلة الاستهلاك المفرط، من خلال تثقيف الجيل الجديد وتمكينهم ليكونوا أكثر وعياً. ويمكننا الانطلاق من إعادة استخدام المنتجات أو تسليط الضوء على مفهوم الاستدامة بالنسبة للملابس والأزياء المدرسية مثلاً، حيث أظهرت دراسات حديثة أُجريت في المملكة المتحدة، أنّ زيادة دورة حياة الملابس بمقدار تسعة أشهر من شأنه أن يقلّل انبعاثات الكربون السنوية وهدر المياه والمخلّفات السنوية الناتجة عن صناعة الملابس بنسبة 20% إلى 30%، ويخفّض تكاليف الموارد بمقدار 23 مليار درهم إماراتي. 

وتجدر الإشارة إلى أنّ الأزياء المدرسية لا تعتبر جزءاً من قطاع التجزئة والأزياء المُستدامة، رغم تصدّرها لقائمة الألبسة الأكثر ارتداءً بين عمر 5 و18 عاماً. وذلك أمر لا يمكن إغفاله، نظراً إلى أن الأطفال يكبرون بسرعة ويستهلكون العديد من الأزياء المدرسية، مما يستدعي أخذ التأثيرات البيئية لهذا الجانب بعين الاعتبار. خصيصاً أن الأزياء المصنوعة من ألياف صناعية خام كالبوليستر ينتهي بها المطاف في مكبات النفايات لتستغرق مئات السنين كي تتحلل. 

ويتّجه المستهلكون الأكثر وعياً حالياً نحو تشجيع شراء السلع المستخدمة، والتي تُعدّ من أفضل الطرق لاستهلاك الألبسة، حيث لا تحتاج لاستهلاك الكثير من موارد الطاقة، كما تحظى الملابس بدورة حياة أطول بدلاً من التخلص منها بعد الاستخدام لمرة واحدة.

مفهوم الاستدامة في صناعة الأزياء المدرسية 

ومن شأن التنظيم الجيد والتركيز على رفع وعي المستهلكين الارتقاء بمشهد صناعة الأزياء والنسيج، فبالنسبة للأزياء المدرسية مثلاً يمكن تعزيز قدرة الطلاب على تحقيق التغيير المنشود من خلال تثقيفهم وتعزيز التعاون بين الأهل والكادر التدريسي. وانطلاقاً من هذا المبدأ تحرص Kapes على تمكين الأطفال ليسهموا مستقبلاً في صناعة التغيير، عبر تشجيعهم على الارتباط الوثيق بالمنتجات التي يشترونها وبجهات التصنيع وأماكنها. ويمكن أن تكون صناعة الأزياء المدرسية باستخدام المواد المُستدامة حجر أساسٍ في عملية تثقيف جيل الحاضر والمستقبل حول مفهوم الاستدامة.

وأظهر استبيانٌ حديث أجري في الإمارات العربية المتّحدة وشمل 250 من الأهالي، أنّ 64% ممّن تتراوح أعمار أطفالهن بين 6-16 عاماً ويرتادون مدارس خاصة قد قاموا بشراء أزياء مدرسية مُعاد استخدامها لأطفالهم. وبالمقابل فإنّ 22% من الأهالي لم يقوموا بشراء الأزياءٍ المدرسية المُعاد استخدامها لأنهم لم يعلموا من أين يحصلون عليها. كما أكّد أكثر من 86% من الأهالي إدراكهم لأهمية الاستدامة ودعمهم Kapes في المضيّ قدماً نحو تحقيق هدفها وتقليص الانبعاثات الضارّة والارتقاء بالمجتمع. مما يعكس تطور مفهوم الاستدامة في صناعة الأزياء المدرسية وازدياد الطلب على الألبسة المُعاد استخدامها. وهنا يبرز دور التثقيف الصحيح وإمداد الأهل بالمعلومات اللازمة عن توافر الأزياء وجودتها مما يشجّعهم أكثر على القيام بمبادرات صديقة للبيئة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل