: آخر تحديث

السياحة والنقل يقضمان من حق الكوبيين بالاستمتاع بشواطئ البلاد

66
57
58
مواضيع ذات صلة

للتخفيف من وطأة الحرّ الخانق صيفا، يتوافد الكوبيون إلى الشواطئ المفتوحة للجميع بموجب دستور البلاد، لكن الوضع يزداد تعقيدا بالنسبة إلى الفقراء نتيجة الضغوطات السياحية وصعوبات التنقّل.

ويقول ريي غونزاليس (43 عاما) الذي أتى مع عائلته إلى شاطئ غوانابو شرق هافانا "لا يأتي السياح إلى هنا كثيرا". الرمل أقل بياضا والمياه أقل نقاء مقارنة بشواطئ السياح الخلابة وأشهرها فاراديرو (شرق) الذي اختير هذه السنة ثاني أجمل شاطئ في العالم عبر بوابة "تريب أدفايزر" الأميركية.

ويؤكد غونزاليس "بالنسبة لي كل الشواطئ متشابهة، فلدينا الرمل والبحر ونحن لا نرى فرقا... ونستحم".

على مسافة قريبة يشاطره لاسارو بالومينو (34 عاما) الرأي نفسه بقوله "نحب الشاطئ أكان نظيفا أو وسخا". وقد انتشرت قربه على الرمال الكثير من عبوات البيرة.

هل يرغب بزيارة فاراديرو ؟ يقول "كل الكوبيين يرغبون بذلك. أنا ذهبت مرة واحدة وعدة مذهولا" أمام جمال المنظر.

 الشاطئ..بعد سياسي 

في الجزيرة حيث يقول الجميع إن كل شيء له بعد سياسي لا يفلت الشاطئ من هذه القاعدة. ويؤكد خوسيه لويس بيريو الأستاذ الجامعي المتخصص بالسياحة "في كوبا الشواطئ للكوبيين فهي جزء من تراث الأمة".

وهو يستشهد بالمادة 23 من الدستور التي تصف شواطئ البلاد بأنها "ملكية اشتراكية للشعب برمته" منذ ثورة فيدل كاسترو العام 1959.

قبل ذلك كانت البلاد تزخر بالنوادي الخاصة مع شواطئ مخصصة لأفرادها الذين يفضل أن يكونوا من البيض. فالديكتاتور فولخينسيو باتيستا (حكم من 1940 إلى 1944 ومن 1955 إلى 1959) لم يحصل يوما على بطاقة انتساب لأنه كان خلاسيا.

وقد عممت الثورة وصول الجميع إلى الشاطئ إلا أنه نظر إلى ذلك أحيانا على أنه تهديد  "لأنه كان مرتبطا بالنزوح غير القانوني ودخول مجموعات صغيرة بمصالح معينة إلى البلاد"، على ما يقول خوسيه لويس بيريو في إشارة خصوصا إلى هجوم خليج الخنازير الفاشل  في 1961 بمساعدة الولايات المتحدة.

وفي فترة من الفترات، ندد منشقون مثل الكاتب رينالدو أريناس (1943-1990)بعدم قدرتهم على ارتياد شواطئ مخصصة لعمال ينتمون إلى النقابات. وكان لا يسمح للكوبيين لفترة طويلة بالنزول في فنادق. ولا يسمح لهم حتى الآن  بالصعود إلى مركب.

ضغوط على الشواطئ الخاصة

وثمة تهديد جديد الآن يتمثل بإعطاء الحكومة الكوبية الأولوية للسياحة للحصول على عملات أجنبية مع 4,75 ملايين زائر وعائدات قدرها 3,3 مليارات دولار في 2018. ويشدد بيريو "لا شك في أن الفنادق قطاع عمل يحاول ممارسة الضغوط" لكن هذا الأمر لا يقتصر فقط على كوبا "فمنطقة الكاريبي هي رمز للضغوط على الشواطئ الخاصة".

بعض الفنادق تستند في إعلاناتها إلى هذا الأمر، مثل فندق في فاراديرو يروج في موقعه الإلكتروني ل "شاطئ خاص لاستخدام الزبائن الحصري ويمتد على كيلومتر" وهو أمر غير مشروع.

وبانتظام يشتكي كوبيون عبر الانترنت من طردهم من شاطئ فندق من قبل حراس. وغالبا ما يتعذر عليهم الوصول إلى هذه الشواطئ، فغالبيتهم لا يمكلون سيارة أو المال لدفع أجرة الحافلة وصولا إلى الشواطئ الخلابة.

على شاطئ باكوراناو على بعد 30 كيلومترا من هافانا، تؤكد لورا يانيس (21 عاما) أن "كل الكوبيين يمكنهم الوصول إلى كل الشواطئ، فهي ليست شواطئ خاصة أو مخصصة لأشخاص معينين. وهذا أمر مهم لأننا الشعب ونحن من يدفع البلاد إلى الأمام".

رغم ذلك لم تذهب سوى مرة واحدة إلى فاراديرو موضحة "المكان جميل جدا والمياه زرقاء جدا والرمل رائع لكن الشاطئ بعيد عني وليس لدي وسيلة نقل". استقلت كاريداد فيدانخيل (48 عاما) حافلة ثم عربة يجرها حصان للوصول إلى باكوراناو.

وتوضح "هذا الشاطئ هو الأقرب إلي لكن لو تسنت لنا الفرصة لذهبنا إلى مكان آخر. لم يسبق لي أن زرت فاراديرو. أرغب في ذلك... لكن الأمر مستحيل".
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في لايف ستايل