: آخر تحديث

مسلسلات رمضان: جدل في مصر حول حجب مواقع العرض المجانية والتطبيق الإلكتروني الجديد

65
74
70
مواضيع ذات صلة

إعلان ترويجي لتطبيق
Getty Images
أطلقت الشركة المصرية المنتجة لأغلب المسلسلات الرمضانية هذا العام تطبيقا إلكترونيا لمشاهدة تلك الأعمال الفنية

حجبت السلطات المصرية بعض مواقع الإنترنت التي كانت تعرض مسلسلات رمضان الجديدة هذا العام، وتنتهك حقوق الملكية الخاصة بالمنتجين، وذلك بعد أيام من إطلاق تطبيق إلكتروني لمشاهدة الأعمال الدرامية الرمضانية بمقابل مادي يتحدد حسب باقة الاشتراك التي تصل إلى ألف جنيه مصري.

وكان موقع "إيجي بست"، الذي يحتوي على مكتبة كبيرة من الأفلام الأجنبية المترجمة إلى العربية ومسلسلات من عدة دول بعضها ناطق بالعربية والبعض الآخر "مدبلج"، من أبرز تلك المواقع التي حجبت في مصر لانتهاك حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالشركات المنتجة لأعمال رمضان التلفزيونية.

وأثار حجب هذا الموقع حالة من الجدل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين يرى بعضهم أن في الحجب "حرمان" لهم من مشاهدة الأعمال الدرامية في رمضان في الأوقات التي يفضلونها، بينما يرى البعض الآخر أن تلك خطوة في الاتجاه الصحيح لحماية حقوق الملكية الفكرية للشركات المنتجة لهذه الأعمال.

"الفن لا يمكن حصاره"

يقول محمود عزت، ممثل ومخرج مصري، لبي بي سي: "حجب المواقع التي تعرض المسلسلات الدرامية عن المستخدمين وعرضها حصريا مقابل مبالغ من المال هي فكرة تجارية ليس لها علاقة بالفن".

ويرى عزت أن "فكرة الحجب سوف تكون سببا لظهور المزيد من القراصنة الإلكترونيين كل يوم، الذين بإمكانهم أن يتجاوزوا الحقوق الحصرية. كما أن الاتجاه إلى شراء منتج إعلامي أو فني بمقابل مادي لا يزال ضعيفا في مصر والمنطقة العربية".

وفي المقابل، كان لطارق الجنايني، منتج مصري، رأي مختلف، إذ يعتقد أن عرض المنتج الفني سواء كان عملا سينمائيا أو دراما، أو غير ذلك دون امتلاك حقوق الملكية الفكرية يعد "سرقة وإضرار بمصالح المنتجين"، حسبما قال لبي بي سي.

ويصب قرار حجب تلك المواقع في صالح شركات الإنتاج الفني التي من خلاله تضمن عرضا حصريا للمسلسلات يقتصر على من يشترون حقوق البث من قنوات فضائية، أو مستخدمي التطبيقات إلكترونية التي بدأت في الظهور بالفعل لتوفر مشاهدة مدفوعة الأجر للجمهور.

ويرى عزت أن هذا الإجراء يحرم قطاعا كبيرا من مشاهدة دراما رمضان، يتمثل في فئة الشباب الذين ينشغلون بأعمالهم أو أنشطة حياتهم المختلفة، ويفضلون مشاهدة تلك الأعمال على الإنترنت في الأوقات التي تناسبهم، مشددا على أن "الفن لا يمكن حصاره".

وأطلقت الشركة المتحدة المملوكة لمجموعة "إعلام المصريين" تطبيق "وتش إت" لمشاهدة المسلسلات الرمضانية مقابل سداد مبالغ مالية تختلف حسب باقة الاشتراك، والذي استهدف التصدي لسرقة حقوق الملكية الفكرية، كما تقول الشركة.

ورغم هذا الحرص على التصدي لسرقة حقوق الملكية الفكرية من جانب الشركة صاحبة التطبيق، تعرض ذلك التطبيق لاختراق من قبل قراصنة إلكترونيين في الأيام الأولى من إطلاقه على متجر تطبيقات "غوغل بلاي" ومتجر تطبيقات أبل.

"سرقة"

ويقول طارق الجنايني: "أعتبر خبر حجب تلك المواقع خبرا سعيدا لأنها مواقع تسرق أعمالنا وتعرضها لصالحها دون أن تشتري حقوق البث أو حقوق الملكية الفكرية. وأصابتني الدهشة عندما رأيت البعض يعربون عن استيائهم من القرار الذي يحمي مصالحنا كمنتجين".

وأضاف: "لابد أن تتغير ثقافة المشاهدة المجانية في الوقت الذي يتناسب مع المشاهد لأن هذه سرقة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. فمن لا يستطيع شراء حقوق البث أو المشاهدة عليه أن يبحث عما هو متوافر وفقا لإمكاناته المالية، ولديه البث التلفزيوني المجاني بما يتضمنه من إعلانات هي التي توفر لنا الاحتياجات التمويلية اللازمة لإنتاج المزيد من الأعمال".

وأضاف: "هناك خسائر كبيرة تترتب على السماح بتشغيل هذه المواقع، إذ توفر الأعمال الفنية مجانا عبر الإنترنت، وهي الأعمال التي تكلفت كثيرا حتى تخرج إلى النور. وأرى أن قرار الحجب جاء تصحيحا لمسار خاطئ".

ودعا الجنايني إلى ما هو أبعد من ذلك، وهو إغلاق القنوات الفضائية التي تعرض محتوى فنيا دون الحصول على حقوق البث من الشركات المنتجة أو الموزعة المالكة لحقوق الملكية الفكرية، وذلك حفاظا على صناعة السينما والدراما في مصر.

وأشار إلى أن توافر إمكانية المشاهدة المجانية غير المصرح بها للأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت قد يؤدي إلى انهيار قطاع الإنتاج الفني؛ نظرا للخسائر التي تلحقها هذه المواقع بالشركات.

وانطلق سباق الدراما الرمضانية في 2019 بشكل يختلف عن الأعوام السابقة، إذ تقلص عدد المسلسلات إلى 24 مقابل 40 مسلسلا أنتجتها الشركات المصرية في رمضان 2018.

وأنتجت شركة سينرجي وحدها 15 مسلسلا من إجمال 24 تُعرض على شاشات التلفزيون في رمضان الجاري.

وسينرجي هي واحدة من عدة شركات تعمل في مجال الإعلام في مصر وتخضع لسيطرة مجموعة "إعلام المصريين" التي تمتلك أغلب شبكات القنوات الفضائية المصرية، مثل "سي بي سي" و"الحياة"، و"أون إي"، إضافة إلى مواقع إلكترونية وصحف ومحطات إذاعية.

وتتبع مجموعة "إعلام المصريين" لشركة إيغل كابيتال للاستثمارات المالية، وهي شركة مساهمة مصرية تأسست عام 2016. وتشير تقارير صحفية محلية إلى أنها تتبع جهة حكومية سيادية.

ونقل موقع مصراوي عن رئيس مجلس إدارة "إعلام المصريين" ومؤسس شركة سينرجي، تامر مرسي، قوله "إنه بدأ العمل الآن على إعادة هيكلة القنوات الفضائية في المجموعة من أجل النهوض بالرسالة الإعلامية ورسم مستقبل أفضل في ظل ما طالب به رئيس الجمهورية من حتمية قيام الإعلام بدوره المطلوب في تنمية الدولة".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه