: آخر تحديث
تغيّر الملصقات لتحدّد مصادر مختلفة لانتاجه

شركة إنتاج كافيار بولندية تسعى إلى تبديل فكرة ربط هذا المنتج بروسيا

28
33
27

روس (بولندا): تسعى إحدى شركات إنتاج الكافيار الأبرز في أوروبا إلى أن تضع حداً نهائياً للفكرة السائدة منذ القدم بأنّ الكافيار مرتبط بروسيا، إذ لبولندا حصّتها في إنتاج هذه المادة المُستخرجة من الأسماك.

وتقول أغاتا لاكومياك وينيكا، وهي مسؤولة في شركة "أنتونيوس كافيار" الواقعة شمال شرق بولندا، لوكالة فرانس برس "إنّ معظم الأشخاص يربطون إنتاج الكافيار بروسيا، إلا أنّ هذه الفكرة خاطئة منذ زمن بعيد".

مزارع

وأصبحت أسماك الحفش موجودة بصورة شبه حصرية داخل المزارع التي يكثر انتشارها في الصين، بعدما جرى اصطيادها لدرجة انقراضها وتحديداً من البحور الروسية والإيرانية وصولاً إلى بحر قزوين.

وفي العام الفائت، أنتجت "أنتونيوس كافيار" الواقعة في روس قرب أولشتين، 42 طناً من الكافيار الأسود، وهو رقم أقل مما أنتجته مزارع صينية وأكثر من الكميات المُنتجة من إيطاليين وفرنسيين.

وتقول أغاتا وهي تضع ملعقة من الكافيار الطازج على يدها لرفع حرارته "قبل ثماني سنوات، كان عدد من زبائننا يجهلون موقع بولندا على الخريطة".

وتضيف قبل أن تتذوّق حبات الكافيار الرمادية والسوداء "أصبحنا اليوم في مرحلة مختلفة تماماً".

وتصدّر الشركة منتجها بصورة أساسية إلى الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا والدنمارك. ويباع البرطمان الواحد من كافيار سمك الحفش في أسعار متعددة في الدول تتراوح بين 1275 إلى 2550 دولاراً، بينما يصل سعر كافيار الألبينو إلى 8500 دولار.

وتقوم الشركة بإمداد عشرات المطاعم الحائزة نجوم ميشلان في مختلف أنحاء العالم، بينها مطعمان حائزان تصنيف نجمتين.

وأصبحت أغاتا لاكومياك وينيكا على غرار الكثير من مسؤولي الشركات المنافسة، تكافح "الفكرة المغلوطة عن الكافيار الروسي"، وتقول "إذا نظرنا إلى أي برطمان من الكافيار مكتوب عليه مُصنّع على الطريقة الروسية أو استناداً إلى التقليد الروسي، فسنلاحظ أنّ 99% من المنتجات ليست مصنّعة في روسيا".

ومنذ بداية الحرب في أوكرانيا، يرفض بعض الزبائن شراء الكافيار الروسي، بحسب لاكومياك وينيكا، التي تعتبر أنّ هذا يشكل فرصة للتوضيح بأنّ الكافيار منتج لم يعد يُصنّع في روسيا"، وأن الكافيار الروسي البري لم يعد منذ سنوات عدة متوفّراً في الأسواق العالمية.

سمك الحفش البري

وفي الواقع، تم القضاء على سمك الحفش البري الذي كان ينتج بيضاً ثميناً في بحر قزوين ونهر فولغا، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.

وأصبح الاتجار العالمي بهذه الأسماك يخضع لقواعد صارمة منذ نهاية تسعينات القرن العشرين، بينها إقرار اتفاقيات دولية في هذا الشأن.

ويؤكد مدير الإنتاج في "أنتونيوس كافيار" ماريك سزكوفسكي أنّ "بحر قزوين لم يعد مهماً لعملية إنتاج الكافيار، إذ إن معظم الكافيار المُباع في العالم يجري إنتاجه عن طريق الزراعة المائية".

وداخل أحد المتاجر الصغيرة لتسويق المنتجات الروسية في ضواحي وارسو، تُعرض برطمانات من الكافيار الأخضر والأسود على واجهة المحل.

وتشتري فيكتوريا منتجات الكافيار لمتجرها من ألمانيا.

وتقول "يسأل الزبائن عن مصدر الكافيار، فهم يرغبون في تناول منتج جيّد لكنّهم يرفضون شراء الكافيار الروسي".

وقد تُضطر بسبب مقاطعة المنتجات الروسية لإغلاق متجرها في كانون الثاني/يناير.

وتقول إنّ "العمل في المتجر لم يعد مربحاً، إذ خسرت 80% من الإيردات التي كنت عادة أحققها".

وداخل أحواض الأسماك الموجودة في روس، تسبح آلاف من أسماك الحفش التي يتخطى طول بعضها المتر الواحد، في مياه نقية صافية مصدرها نهر يعبر الغابات المحمية المحيطة بالمكان.

وتقول لاكومياك-وينيكا "لكي لا نترك مجالاً لأي شك وبناءً على طلب صريح من الزبائن، نغيّر حالياً الملصقات ونحذف كلمة (روسيا) من المنتج".

وأصبح مكتوب عليه "كافيار سمك الحفش" فقط.

أما في أعلى المنتج، فستبقى عبارة "صُنع بفخر في بولندا" المُعتمدة منذ إطلاق العلامة التجارية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد