: آخر تحديث
على خلفية الهجوم على مبنى الكابيتول

فيسبوك يعلق حساب ترامب لعامين والرئيس السابق يندد ب"إهانة" لناخبيه

43
37
37

سان فرانسيسكو: أعلن موقع فيسبوك الجمعة تعليق حساب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لعامين، لافتا إلى أنه تلقى العقوبة القصوى لانتهاكه قواعد المنصة على خلفية الهجوم الدامي الذي شنه داعمون له على مبنى الكابيتول.

سيكون التعليق لمدة عامين ساريا اعتبارا من 7 كانون الثاني/يناير عندما حظر حساب ترامب في المنصة، وهو يأتي بعد أن قال مجلس الرقابة المستقل في فيسبوك إنه يجب مراجعة الحظر الذي فرض حينها إلى أجل غير مسمى.

وقال نائب رئيس الشؤون العالمية على فيسبوك نك كليغ "نظرا لخطورة الملابسات التي أدت إلى تعليق (حساب) السيد ترامب، نعتقد أن أفعاله تشكل انتهاكا صارخا لقواعدنا وتستحق أقصى عقوبة متاحة بموجب بروتوكولات الإنفاذ الجديدة".

كما أوضح الموقع أن الشخصيات السياسية ستعاقب أسوة بالمستخدمين الآخرين إذا انتهكت قواعد المنصة الاجتماعية، وخصوصا في حال التضليل الاعلامي.

ومع انتهاء تعليق حساب ترامب لمدة عامين، سيكلف فيسبوك خبراء لتقييم ما إذا كان نشاطه على الشبكة الاجتماعية لا يزال يهدد السلامة العامة، وفق كليغ.

وقال المسؤول "إذا قدرنا أنه لا يزال هناك خطر جسيم على السلامة العامة، فسنمدد التقييد لفترة محددة وسنواصل إعادة التقييم حتى يتراجع هذا الخطر".

عندما يتم رفع تعليق ترامب، سيواجه عقوبات صارمة يمكن أن تتصاعد بسرعة وصولا إلى الشطب الدائم من الشبكة الاجتماعية لخرق القواعد، وفق كليغ.

وأضاف "نعلم أن قرار اليوم سيتعرض لانتقادات من قبل العديد من الأشخاص من الجانبين المتعارضين للطيف السياسي".

وتدارك "لكن مهمتنا هي اتخاذ القرار بطريقة متناسبة وعادلة وشفافة قدر الإمكان، بما يتماشى مع التعليمات التي قدمها لنا مجلس الرقابة".

وكان مجلس الرقابة المستقل قد قال الشهر الماضي إن فيسبوك كان محقا في حظر ترامب بسبب تعليقاته بشأن الهجوم الدامي في 6 كانون الثاني/يناير على مبنى الكابيتول، لكن ينبغي للمنصة ألا تطبق "عقوبة غير محددة وبلا قواعد للتعليق إلى أجل غير مسمى".

من جهته، رأى ترامب الجمعة إن تعليق حسابه لمدة عامين على موقع فيسبوك "إهانة" للناخبين، مجددا التأكيد أن الانتخابات الرئاسية لعام 2020 سُرقت منه.

وقال الرئيس السابق في بيان إن "قرار فيسبوك إهانة لـ75 مليون شخص (...) صوتوا لنا في الانتخابات الرئاسية المزورة لعام 2020". وأضاف "ينبغي عدم السماح لهم بالإفلات بهذه الرقابة وكم الأفواه، وفي النهاية سنفوز. لا يمكن لبلدنا تحمل هذه الانتهاكات بعد الآن!".

لكن أنجيلو كاروسون من مجموعة "ميديا ماترز فور أميركا" ذات الميول اليسارية، وصف قرار فيسبوك بأنه خطير، قائلا إنه إذا تمت إعادة ترامب "ستبقى المنصة قدرا يغلي بالتطرف والتضليل والعنف".

وشجب نشطاء في مجموعة تطلق على نفسها اسم "مجلس الرقابة الحقيقي على فيسبوك"، الخطوات الأخيرة للشبكة الاجتماعية باعتبارها متأخرة وغير كافية.

وقالت المجموعة في بيان "لم يحتج فيسبوك إلى مجلس رقابة بتكلفة 130 مليون دولار وفريق من أساتذة القانون ليخبروهم أن الديكتاتوريين والمتسلطين كانوا يعيثون فسادا في منصاتهم".

تم تعليق حسابي ترامب على فيسبوك وانستغرام بعد نشره مقطع فيديو أثناء هجوم مؤيدين له على مبنى الكابيتول رافضين لخسارته في الانتخابات، توجه فيه لهم بالقول "نحبكم، أنتم مميزون جدا".

ومنح المجلس ستة أشهر لتبرير سبب وجوب أن يكون حظره دائما، ليلقي بذلك الكرة في ملعب رئيس الشركة مارك زاكربرغ ويسلط الضوء على نقاط الضعف في خطة التنظيم الذاتي للمنصة.

وشدد زاكربرغ على إيمانه بأن الشركات الخاصة ينبغي الا تتحول جهة قضائية عندما يتعلق الأمر بما يقوله الناس.

ومجلس الرقابة الذي تم إنشاؤه كجزء من رؤية زاكربرغ لانشاء "محكمة عليا" لاتخاذ قرارات المحتوى الصعبة، قال إنه بدأ مراجعة القرار الأخير بشأن ترامب "وسيقدم مزيدا من التعليقات بمجرد اكتمال هذه المراجعة".

كان هناك ثغرة في قواعد فيسبوك سمحت لترامب بمواصلة نشر مزاعم ثبت زيفها.

وأعلن فيسبوك أنه لن يتعامل مستقبلا مع منشورات السياسيين بشكل مختلف عن بقية المنشورات.

ورحب نائب مدير "مركز ستيرن" في جامعة نيويورك بول باريت بالخطوة التي أعلنها موقع فيسبوك.

وقال باريت "أظهر دونالد ترامب كيف يمكن لزعيم سياسي استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتقويض المؤسسات الديموقراطية مثل الانتخابات والتداول السلمي للسلطة".

وأضاف أن "فيسبوك كان له ما يبرر حظر ترامب من منصاته، والآن قررت الشركة بشكل صائب فرض قواعدها بقوة أكبر ضد الشخصيات السياسية الأخرى أيضا".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار