: آخر تحديث
نظرًا إلى تواصل الضبابية في قطاع الطيران

قطاع النفط يواجه احتمال تراجع الطلب نهائيًا

67
67
63
مواضيع ذات صلة

باريس: انتعشت أسعار الخام بعد المستويات المنخفضة التي تم تسجيلها في بدايات أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد، إلا أن المسؤولين التنفيذيين وخبراء النفط يتساءلون ما إذا كان الطلب تجاوز نقطة اللاعودة في تراجعه.

تراجعت أسعار الخام في أول موجة إغلاق ناجمة عن فيروس كورونا المستجد والتي شهدت تهاوي أسعار العقود الآجلة إلى ما دون الصفر، نتيجة انخفاض الطلب العالمي مع توقّف حركة الطيران وحتى التنقّل برا بالسيارات جرّاء الإغلاق.

توقّعت الوكالة الدولية للطاقة بأن يتراجع المعدل اليومي للطلب على النفط بنحو ثمانية ملايين برميل في اليوم، وهو تراجع بنحو ثمانية في المئة عن العام السابق.

وبينما تتوقّع الوكالة انتعاشا بـ5,7 ملايين برميل في اليوم في العام المقبل، إلا أنها تتوقع بأن الطلب الإجمالي سيكون أقل من ذاك الذي تم تسجيله في 2019 نظرا الى تواصل الضبابية في قطاع الطيران. في الأثناء، يتساءل البعض بشأن إن كان الطلب سيعود إلى مستويات 2019.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "بريتيش بتروليوم (بي بي)" برنارد لوني في مايو "لا أعتقد أننا نعرف كيف ستكون الأمور. لا أعرف بكل تأكيد".

وكان وباء كوفيد-19 في ذروة انتشاره حينها وسط تعليق معظم رحلات الطيران في العالم بينما توقفت حركة السير مع إغلاق المتاجر غير الأساسية والمطاعم في حين عمل القسم الأكبر من الموظفين من منازلهم. وقال لوني لصحيفة "فاينانشال تايمز" "هل (وصل العالم) إلى ذروة النفط؟ لا يمكنني استبعاد ذلك".

ذروة؟
لطالما أثار مبدأ "ذروة النفط" تكهّنات عدة. وتركّز في الغالب على ذروة الإنتاج مع توقّع الخبراء بأن تصل الأسعار إلى مستويات قصوى مع نفاذ النفط القابل للاستخراج.

لكن في الأشهر الأخيرة، راج مبدأ ذروة الطلب بعدما شكّل تفشي فيروس كورونا المستجد ضربة للطلب على الوقود في قطاع النقل تلته ضربة قاضية أخرى ناجمة عن الانتقال إلى مصادر الوقود الصديقة للبيئة.

وأفاد الاستاذ في كلية إدارة الأعمال في جامعة ووريك مايكل برادشو إن المجموعات المدافعة عن البيئة كانت في الأساس تضغط لمنع تحوّل اتفاقيات باريس إلى ضحية أخرى للوباء، مشددين على الحاجة لاتفاق جديد صديق للبيئة.

وقال في تصريحات للصحافيين "إذا نجحوا، فقد لا يعود الطلب على النفط قط إلى الذروة التي شهدناها قبل كوفيد-19". وأضاف أن قطاع النقل قد لا يتعافى بشكل كامل إطلاقا. وأفاد "بعد الوباء، قد يكون لدينا موقف مختلف تجاه السفر جوّا أو الذهاب بأنفسنا إلى العمل".

خيال علمي
يشير خبراء آخرون إلى أن نقطة التحوّل لم تصل بعد وقد لا تصل قبل فترة طويلة. وصرّح مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول مؤخرا "قال كثيرون، بمن في ذلك رؤساء بعض الشركات الكبرى التنفيذيين أنه نظرا الى التغيّرات في نمط الحياة الآن كالعمل عن بعد وغير ذلك، فقد نشهد ذروة الطلب على النفط و(بالتالي) تراجعه".

تابع أثناء كشفه عن تقرير صدر عن الوكالة مؤخرا "لا أتفق مع ذلك. لن يساعدنا عقد المؤتمرات عن بعد وحده في بلوغ أهدافنا المرتبطة بالطاقة والمناخ، يمكن لذلك ترك أثر ضئيل فقط".

بدوره، اعتبر معز عجمي من شركة الاستشارات وتدقيق الحسابات "إرنست ويونغ" أن فكرة تراجع مفاجئ ونهائي للطلب على النفط هي مجرّد "خيال علمي". ويتوقّع تعافي الطلب بشكل بطيء إذا تسبب فيروس كورونا المستجد بإضعاف الاقتصاد العالمي.
ويرجّح أن يتسبب هذا الضعف بإبطاء عملية الانتقال إلى مصادر الوقود الصديقة للبيئة.

قال إن "مواجهة الوقود الأحفوري، الذي لا يزال يشكّل اليوم نحو 80 في المئة من الاستهلاك العالمي الأساسي، لمنافسة حقيقية (من مصادر أخرى للطاقة) ستستغرق وقتا". في الأثناء، قد تواجه صناعة النفط تحديات تتعلّق بالتمويل.

وتشير المحللة لدى منظمة "أويل تشينج انترناشونال" برونوين تاكر إلى أن القطاع يواجه حاليا ضغوطا من المستثمرين. ورأت أنه بعد "موجة كبيرة من القيود على الفحم وبعض القيود على النفط والغاز، تبدو مخاطر الاستثمار في النفط والغاز حاليا ملحوظة أكثر".

يدوّن القطاع من الآن قيمة الأصول لمواجهة الواقع الراهن في السوق القائم على طلب وأسعار أكثر انخفاضا. وأفادت شركة "رويال داتش شل" الأسبوع الفائت أنها ستشطب أصولا بقيمة تصل إلى 22 مليار دولار في إطار إعادة تقييمها لقيمة نشاطها التجاري في ضوء أزمة كوفيد-19.

وفي الشهر الماضي، خفضت منافستها "بريتيش بتروليوم" قيمة أصولها بـ17,5 مليار دولار. وأفاد أنغس رودجر من شركة "وود ماكنزي" الاستشارية المتخصصة في مجال الطاقة أن "هذه العملية ستتواصل ونتوقع حصول المزيد من أوجه الضعف الكبيرة في أنحاء القطاع".
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد