: آخر تحديث
أمام منتخبات تنتهج اللعب بأسلوب دفاعي

في مونديال روسيا .. الاستحواذ على الكرة لا يعني الانتصار

97
74
83

كشف العديد من المباريات التي اقيمت خلال بطولة كأس العالم المقامة حالياً في روسيا أن الاعتماد على سلاح الاستحواذ على الكرة لم يعد مجدياً لأصحابه لتحقيق نتائج جيدة بعدما أقصيت منتخبات كبيرة من البطولة مبكراً رغم أنها سيطرت على مجريات مبارياتها وامتلكت الكرة في اغلب أطوارها.

وظهر عقم سلاح الاستحواذ على الكرة لدى ثلاثة منتخبات كانت مرشحة للمنافسة على لقب كأس العالم، لتجد نفسها تودع البطولة من دور المجموعات أو من دور الستة عشر، و يتعلق الأمر بمنتخبات ألمانيا (حامل اللقب) و إسبانيا والأرجنتين (وصيفة حامل اللقب).
 
وأوضحت صحيفة "أولية" الأرجنتينية أن نسبة إمتلاك الكرة لم تساعد المنتخبات على التأهل، بل على العكس تماماً فإنها تسببت في إقصائهم المبكر مما يوحي بأن هذا السلاح أصبح نهجا تكتيكيا قديما .
 
فالمنتخب الألماني بلغت نسبة امتلاكه للكرة 67% ، ولكنه على الرغم من ذلك وجد نفسه يخسر مباراته الأولى ضد المكسيك بهدف قاتل قبل أن يفوز بشق الأنفس على السويد بهدفين لهدف، ثم يسقط أمام كوريا الجنوبية ويخرج من البطولة.
 
أما المنتخب الأرجنتيني فقد بلغت نسبة استحواذه على الكرة ما نسبته 62% ، إلا انه بالرغم من ذلك سجل نتائج متواضعة جداً، حيث خسر من كرواتيا وتعادل إيجابياً مع آيسلندا ثم فاز بصعوبة على نيجيريا في دور المجموعات ، ثم خسر من فرنسا في دور الستة عشر، ليودع أجواء المونديال.
 
أما المنتخب الإسباني الذي يعتبر مرجعية لهذا النهج التكتيكي، إذ بلغت نسبة امتلاكه للكرة ما نسبته 71% ، ولكنه بالرغم من ذلك فقد فرض عليه البرتغال والمغرب تعادلاً بطعم الخسارة ، ثم فاز على إيران بصعوبة بعد مساعدة من "تقنية الفيديو"، قبل أن يخرجه المنتخب الروسي من دور الستة عشر بواسطة ركلات الترجيح بعد التعادل في الأشواط الأصلية والإضافية بهدف لمثله.
 
تكتيك غير مجدٍ
 
وكشفت مباريات المنتخبات الثلاثة في هذه البطولة، بأن السيطرة على المباراة ومساحات الملعب وإمتلاك الكرة لأطول فترة ممكنة من المباراة ليسا كافيين، ولا يمنحان صاحبها أي فرصة للفوز بالمباراة طالما أن المنافس يلجأ إلى التكتل الدفاعي لتحصين مرماه وإبعاد الخطر عن حارسه .
 
كما كشف المونديال الروسي أن الاستحواذ على الكرة أصبح تكتيكاً غير مجدٍ، خاصة في ظل غياب قلب هجوم أو رأس حربة صريح قادر على زعزعة دفاعات المنافس حتى التحرك بدون كرة من خلال خلق  مساحات أمام زملائه للاقتراب من حارس المرمى.
 
وأظهرت مباريات ألمانيا وإسبانيا والأرجنتين أن المنافس لجأ إلى تحصين منطقته بما لا يقل عن سبعة مدافعين ، ليجد كل لاعب في قدمه الكرة أمام أكثر من مدافع، مما يجبره على العودة إلى الوراء ومع كل عودة تزداد مهمة المنتخبات الثلاثة صعوبة في التسجيل ، ويصاب لاعبوها بالإرهاق و التوتر، في وقت يراهن المنافس على المرتدات لخطف هدف قاتل أو إيصال المباراة لركلات الترجيح مثلما حدث لألمانيا مع المكسيك و كوريا أو للأرجنتين ضد فرنسا .
 
ففي المباراة التي جمعت الأرجنتين بفرنسا ، وعندما تقدم "التانغو" بهدفين لهدف ، لم يجد "الديوك" صعوبة في إدراك التعادل بسبب عدم اعتماد الأرجنتينيين على اسلوب التكتل الدفاعي وتفضيلهم اللعب المفتوح ، في حين تعذر ذلك عليهم عندما تأخروا في النتيجة بسبب تكتل الفرنسيين أمام حارسهم هوغو لوريس  .
 
وفي ظل التكتل الدفاعي الكبير ، فإن رأس الحربة يجد نفسه أمام كثافة من اللاعبين، مما يجعله غير قادر على تجاوزهم مهما كانت مهاراته الفنية ولياقته البدنية، وهو ما يجعله يقع في فخ التسلل مرة وفي فخ الاحتكاك السلبي مع المنافس مرة دون جدوى.
 
و اكدت مباريات المنتخبات الثلاثة في البطولة أن أسلوب الاستحواذ على الكرة قد يجدي نفعاً في مباريات الدوريات المحلية التي تلعب على مدار الموسم ذهاباً و إياباً، حيث تكون فرص التدارك والتعويض كبيرة مثلما حدث مع أندية مانشستر سيتي الإنكليزي و بايرن ميونيخ الألماني و برشلونة الإسباني التي توجت بألقاب دورياتها الموسم المنقضي بفضل هذا الأسلوب، إلا انه لا يكون مجدياً في البطولات المجمعة كبطولة كأس العالم ، حيث فرص التدارك ضئيلة خاصة في حال تخلف في النتيجة في دور المجموعات أو في الأدوار الإقصائية ، لتتم الاستعانة بركلات الترجيح لفك الارتباط بين المنتخبين.
 
هذا وبدا واضحا في مونديال روسيا حضور النهج الدفاعي ، حيث عمدت منتخبات آيسلندا و روسيا و المكسيك و السويد و إيران والمغرب إلى الدفاع المستميت في مواجهة المنتخبات التي عرفت بتطبيقها لأسلوب "التيكي تاكا"على غرار ألمانيا والأرجنتين وإسبانيا ، لإيمانها بأن إمكانياتهم الفنية لا تضاهي المنتخبات الثلاثة، فتركوا لهم السيطرة على الكرة، مفضلين خلق جدار صلب يمنع هذه المنتخبات من الاقتراب من المرمى بتكتل دفاعي صارم يطبقه لاعبو وسط جاهزون بدنياً وذهنياً تحت مراقبة مدافعين وحارس على أهبة الاستعداد لأي هفوة.
 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في رياضة