: آخر تحديث

خاشقجي الحاضر الغائب

80
95
80
مواضيع ذات صلة

يزال مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" في قنصلية بلاده في مدينة اسطنبول التركية عنوانا رئيسيا في الصحف ومحطات التلفزة العالمية ، ولن يهدأ العالم ما لم يعرف الحقيقة، ماذا حدث للرجل الذي دخل القنصلية السعودية في إسطنبول يوم الثاني من اكتوبر الجاري لانجاز معاملة تتعلق بزواجه من خطيبته التركية "خديجة جينكيز" ، ولم يخرج على رجليه ، لم يدر بخلد خاشقجي البالغ من العمر 59 عاما والذي كان يستعد للزواج ودخول دنيا أنه دخل لييخرج من الدنيا إلى الآخرة بهذا الشكل.

بعد نحو عشرين يوما أوضحت السعودية أن مقتل "خاشقجي" داخل قنصليتها في إسطنبول كان في شجار، وشكلت لجنة تحقيق في الحادث ، وأقال العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبد العزيز" مسؤولين كبار بينهم "سعود القحطاني" المستشار في  الديوان الملكي" و"أحمد عسيري" نائب رئيس الاستخبارات، وكان الاثنان ضمن فريق عمل وصل جواً منه ١٥ إلى إسطنبول على متن طائرة خاصة يوم 2 أكتوبر الماضى، كما طالت الإقالة مسؤولين كبار في جهاز الاستخبارات السعودية

واشنطن راقبت الموقف بحذر فالرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أعلن أن موت خاشقجي بات مؤكدا، كما أعلن النائب العام السعودي "سعود بن عبد الله المعجب" فتح تحقيق في القضية مع 18 سعوديا، وهو ما يؤكد رغبة الحكومة السعودية فى كشف غموض الحادث وتقديم المتورطين للعدالة، وبصرف النظر عن الروايات المختلفة التي سربها المسئولون الأتراك عن قصة قتل "خاشقجى"ومن بينها امتلاكهم أدلة ، نفي وزير الخارجية التركى "مولود أوغلو" أن تكون بلاده سلمت أدلة  لوزير الخارجية الأمريكى "مايك بومبيو" فى زيارته الأخيرة للمنطقة والتي شملت الرياض وأنقرة ، مشيرا الى أن الوثائق لا تزال بحوزة لجنة التحقيق التركية ، معلنا أنه في حال انتهاء التحقيق سيعلنوا نتائج ما توصلوا إليه للعالم ، وهو ما يعني أن المعلومات التي تذيعها وسائل الإعلام خاصة القطرية تستهدف القيادة والدولة السعودية، فيما يحاول آخرون ابتزاز السعودية ضاربين بعرض الحائط المباديء الأخلاقية وتعظيم المصالح على المباديء.

ويثير مقتل خاشقجي تساؤلات بشأن حرية التعبير في العالم العربي التي هي واحدة من حقوق الإنسان ومن الصعب تجاهلها ، فحرية الرأي مكفولة طالما الهدف البناء لا الهدم ، والإصلاح لا التخريب، وحرية الرأي والتعبير ضمانة لاستقرار النظم العربية بدلا من لجوء كثيرين إلى الهجرة الطوعية او القسرية إلى الغرب ليجدوا متنفسا للحرية ، وقد يقعوا فريسة للاستغلال من جانب جهات بعينها تستغلهم لتوجيههم وجهات معينة تضر بلدانهم،كما أن قبول الحكومات للرأي الآخر يحد من الغضب الذى قد يتحول إلى العنف، وحمل السلاح، وهذا بطبيعة الحال لا ينطبق على الجماعات الدينية التي تتخذ الدين ستارا لتحقيق مآرب خاصة .

خاشقجى في نهاية المطاف صحفى سعودى ، ولم يكن يوما على عداء مع الحكومة السعودية ،فقد سبق وتبوأ مناصب مرموقة داخل الحكومة السعودية، ومن بينها مستشار لرئيس الاستخبارات السعودية السابق ترك الفيصل فضلا عن رئاسة تحرير عدة صحف ومن بينها الوطن السعودية ، وهو مثقف يتحدث الإنجليزية بطلاقة ، بحكم دراسته للصحافة بجامعة ولاية إنديانا الأمريكية ، ومع بروز نجمه في بلاط صاحبة الجلالة ، اختلف الناس في تصنيفه هل هو ليبرالي أم اخواني أم سلفي؟. ربما  يحمل شيئا من كل ذلك، خرج منها برؤية فيما يحدث،حاول أن يطرحها في مقالاته فى «الواشنطن بوست» ، وشرع في عمل مؤسسة تعني بالديمقراطية في العالم العربي لكن القدر لم يمهله لطرح رؤاه وأفكاره فماتت معه ودفنت في قبره.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في