فهوم العلمانية مفهوم مشوه عند عامة الناس
و ارتبط بالكفر و اللادينية .. و استسهال تعريفها
و حصره في التعريف (فصل الدين عن الدولة ) .
العلمانية الغربية (من وجهة نظري) هي حياد الدولة تجاه الدين .. و هي أقرب لمفهوم ( من شاء فليؤمن) و اشبه بالمجمل ببنود صحيفة المدينة التي جعلت العبادة حرة .. فلا معني لايمان يقوم على الإكراه و الا يصبح نوع من النفاق.
لقد حمت العلمانية الغربية في أوربا و أمريكا الإسلام و المسلمين و انتشر الإسلام بحماية الدولة التي لا تتدخل في شؤون العقيدة و الايمان و تراها مسألة شخصية.
بل و حمت اوربا رموز لقيادات اسلامية سياسية عاشت في ارضها و بين مجتمعها المختلف دينيا عنها ؛ من الخميني في فرنسا الي الغنوشي و الترابي في بريطانيا و غيرهم كثيرون.. بيننا تمارس الدول اللاعلمانية القتل و العنف ضد المسلمين مثل ما يحصل في ميانمار و افريقيا حاليا.
لقد كان النظام الاسلامي في الأندلس علمانيا و حمي المسيحين و اليهود و لكن عندما سقطت دولة الاسلام قام الاسبان بتنصير المسلمين ما سمي لاحقا باسم المرسكيوون .. اليوم لا تمارس اسبانيا هذا الفعل بل و تستهجنه و تعتبره جزء من تاريخ مشين لها .
اذا فالعلمانية الاوربية اليوم نظام ساعد الجميع على الحفاظ على ديناتهم و لم يحرمهم منها و هي عكس المعني الشعبي الشائع الذي نشره الاسلام السياسي و شوهه خدمة لمصالحه السياسية و ليس له علاقة بالدين في شيء.
سوي تلبيس الدين على السياسة و ذلك أخطر بكثير من العلمانية نفسها.