لو تجسد الکذب يوما في هيئة کائن ما، وتم منحه خيار محاسبة کل الذين إستغلوه من أجل تحقيق أهدافهم وغاياتهم مع تحديد من سيکون في المقدمة، فلاشك بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية سيکون لها موقعا ومکانة قد لاتنافسها فيها حتى إذاعة صوت العرب أيام أحمد سعيد!
"إيران لو تعرضت لعدوان لن تكتفي بالرد خارج الحدود برا وجواوبحرا، بل ستنفذ هجمات ما وراء البحار"، هذا التهديد الساخن جدا، صرح به یحیی رحيم صفوي، المستشار العسكري الأعلى للمرشد الإيراني علي خامنئي، وهو يشبه من حيث حجم التضخيم والتهويل والمبالغـة تصريحات المرشد الاعلى خامنئي بخصوص عدم تأثير العقوبات الامريکية على النظام ومن إن النظام بمستوى الوقوف بوجهها.
لانود العودة لموضوع القرد الذي أرسله آية الله خامنئي للفضاء ولا للطائرة المقاتلة"کوثر"التي صنعتها بجهاز الکذب مصانع الحرس الثوري الايراني ورکبها الرئيس روحاني منتشيا، ولانريد أن نذکر بالکذبة التي أطلقها قادة الجمهورية الاسلامية الايرانية وفي مقدمتهم الولي الفقيه من إن"الربيع العربي"من تأثيرات الافکار الثورية لهذه الجمهورية، ولکنها عندما وصلت لسوريا، صارت"مٶامرة أمريکية ـ إسرائيلية"، لکننا نذکر بهذا من باب معرفة عراقة الکذب في تأ‌ريخ هذه الجمهورية.
الحرب الناعمة، المشتقة أساسا من مصطلح القوة الناعمة(Soft power)، وهو مفهوم صاغه جوزيف ناي من جامعة هارفارد لوصف القدرة على الجذب والضم دون الاکراه أو إستخدام القوة کوسيلة للإقناع، لکن من الواضح إن الذي تقوم به الجمهورية الاسلامية الايرانية هو فتح جديد ذلك إن إنها قد أسست لمفهوم"الکذب الناعم"، ولها باع إستثنائي بهذا الصدد بحيث إنها لاتتأثر أبدا من إنکشاف کذبها الناعم خصوصا وإن الکذبات التي تطلقها من الخشونة بحيث لايصح أبدا إستخدام النعومة معها.
الکذب الناعم الايراني، الذي يبدو إنه مباح للقادة والمسٶولين فقط ومحرم على غيرهم، يقف اليوم أمام مفترق غير إعتيادي بحيث إنه وإضافة الى عدم تمکنه من تحقيق الاهداف التي أطلقت من أجلها، فإنه صار يثير السخرية والضحك والاستهزاء، خصوصا وإن مجرد إسترجاع نماذج منه"إضافة الى ماقد ذکرناه آنفا"، ستکشف الى أي حد بائس وصل هذا الکذب"المسيس"، وعلى سبيل المثال فإن کذبة عدم علاقة السکرتير الثالث للسفارة الايرانية في النمسا في قيادة العملية الارهابية التي کانت تستهدف الاجتماع السنوي العام للمقاومة الايرانية أو إن ال52 فردا من سکان أشرف الذين تم قتلهم في مجزرة الاول من أيلول 2013 على يد قوة القدس وقوات عراقية خاصة تحت أمرتها، قد قتلوا بعضهم بسبب خلاف نشب بينهم، أن أن الجمهورية الاسلامية الايرانية لاتتدخل أبدا في العراق وبلدان المنطقة، ولکن أکبر کذبة تم إطلاقها من جانب هذه الجمهورية والتي لوحدها کافية لفضح"کذابيتها"المفرطة، هو إنها ضحية للإرهاب..أي إرهاب؟ وأنتم أساس الارهاب کله!