: آخر تحديث

إدلب.. صراع الديكة

97
116
94
مواضيع ذات صلة

إدلب هي المخرج الأخير لاستعادة كامل الأراضي السورية، وإذا فشل الجيش العربي السوري في القضاء على الإرهابيين هناك في أسرع وقت ممكن، فإن العالم ودول الجوار سيدفعون الثمن وليس الشعب السوري فحسب، واشنطن تريد خروجا أمنا للإرهابيين من جبهة النصرة ، الغرب يصف المعركة بأنها ستكون دامية تختلط فيها دماء الإرهابيين بالمدنيين ليضعف من عزم دمشق وموسكو، وأنقرة ترغب في كسب الوقت لتكثيف وجودها العسكري ، وعمل حائط صد أمام قوات الحكومة السورية، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يريد انهاء الحرب في سوريا إلا بما يخدم مصالحه أولا، ويرغب في الحفاظ على نحو 15 الف إرهابي من جبهة النصرة فضلا عن خشيته من نزوح موجة جديدة من اللاجئين إلى بلاده .

إسرائيل يقلقها الوجود الإيراني في سوريا ، فقد نفذ سلاح الجو الإسرائيلي قبل نحو أربعة أشهر ما سماه عملية "بيت الأوراق"  وقصف في 10 مايو الماضي أكثر من 50 هدفا إيرانيا بين عمليات قيادة ومخازن وصواريخ أرض أرض ، ومنظومة دفاعات جوية ايرانية منتشرة في مناطق عدة من سوريا بما في ذلك تلك الواقعة قرب القواعد العسكرية الروسية.         

أما ما يهم دول الجوار خاصة لبنان والأردن هو إعلان تحرير كامل الأراضي السورية، والانتهاء من الأعمال العسكرية  لتخفيف العبء عن كاهلها، وإعادة اللاجئين الموجودين على أراضيها إلى بلادهم.

بوتين يلاعب الغرب ويستغل التناقضات بين اهتمامات الدول الغربية، ودول الجوار السوري لتحقيق مكاسب سياسية، الأمر الذي يجعل المعارك السابقة التي خاضتها الحكومة السورية مع الإرهابيين في كفة ومعركة إستعادة إدلب في كفة أخرى،  وترفض روسيا وإيران الداعمين الرئيسيين للرئيس السوري بشار للأسد مراوغات إردوغان للوساطة، ووقف الهجوم السوري المرتقب على إدلب، ومن غير المستبعد إمكانية  نشوب توتر في العلاقات الروسية التركية إذا بدأت عملية عسكرية واسعة في إدلب.

يعزز من التوتر بين الدولتين فشل قمة ثلاثية روسية تركية إيرانية حول إدلب جمعت أردوغان مع بوتين وروحاني في طهران، يوم الجمعة الماضي، بشأن مصير المحافظة الواقعة شمال غرب سوريا ، وخرج البيان الختامي بـأثني عشر بندًا ، تركز الحديث عن ضرورة فصل المعارضة المسلحة عن المجموعات الإرهابية، والرفض التام لمحاولات إيجاد ذرائع جديدة على الأرض بدعوى محاربة الإرهاب.

وخرج خلاف أردوغان وبوتين إلى العلن ، فقد دعا أردوغان إلى تطبيق وقف إطلاق نار في إدلب ، في حين رفض بوتين ذلك وقال إنه لاتفاوض مع إرهابي جبهة النصرة.

وبات من الواضح أن فشل القمة الثلاثية يعزز من احتمالات نشوب حرب شاملة فى محافظة إدلب تغذيها الأطراف المعنية  خاصة وأن المعارضة السورية تنشط هذه الأيام في استهدف مواقع عسكرية  للجيش السورى بريف اللاذقية وحمص وحماة ، وحذرت وزارة الدفاع الروسية من تعاون المسلحين فى إدلب مع الاستخبارات البريطانية والأمريكية من أجل تلفيق تهمة جديدة للحكومة السورية بشن هجوم كيماوى فى إدلب، واستغلاله كزريعة لوقف هجوم الجيش السورى لاستعادة المحافظة. 

إن الإجهاز على إدلب التي يعيش فيها نحو ثلاثة ملايين الآن سيكون الفصل الأخير في الحرب الأهلية التي استمرت سبع  سنوات، بما يعني بداية  جديدة لكبح جماح الفوضى والتفكير في بناء سوريا من جديد. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في