: آخر تحديث

نهاية الحرب السورية قد تفتح طاقة المواجهه بين إيران وإسرائيل

90
88
78
مواضيع ذات صلة

تنبأت صحيفة الإندبندنت اللندنية في تقرير لها نشر بعدد السبت 25 الجاري.. ان الحرب في سورية علي شك أن تصل إلي نهايتها لصالح القوات السورية الرسمية!!.. ورغم أن حيثيات التنبؤ مُقنعة غلي حد كبير ، إلا ان الخلاصة كما توصلت إليها المطبوعة الإعلامية الشهيرة قابلة للنقد من أكثر من زاوية.. لكن الأهم من ذلك انها – أي الحيثيات - ترتب علي هذا النصر سؤال هام تقول انه مثار علي العديد من الساحات الإقليمية والعالمية.. سؤال، يستفهم عن مصير الخطوة التى ستقدم عليها كل من إيران واسرائيل عقب اعلان هذا النصر؟؟.. 

دعونا نناقشأاولاً معاير النهاية التى تنبأت بها الصحيفة.. 

يقال ان معركة إدلب سوف تضع النهاية المرتقبة.. لأن الحشد العسكري السوري والمساعدات التى تقدمها الميليشيات الإيرانية بلغ اقصي مدي له.. ولأن الدعم الحربي الروسي ممثلاً في سلاح الطيران والحصار الذي فرضه مستشاروا موسكو علي حركة القوي المعارضة لدمشق ، يؤتي أكله كل يوم في شكل استسلام متتابع للقوى المناوئة لدمشق سواء عن طريق الرحيل من الشمال او تسليم الأسلحة الثقيلة والخفيفة والشخصية.. 

ويقال أن الإنذار الذي وجهته كل من واشنطن ولندن وباريس للنظام السوري الحاكم بعدم اللجوء إلي استعمال الغازات القاتلة حتى لا يتلقي ضربات موجعة سياسياً وعسكرياً ، قابله من الناحية الأخري وقف لما كانت تقدمه هذه العواصم الثلاث من دعم مادي ومعنوي لمنظمات المقاومة وغيرها التى تحارب دمشق .. 

ويقال أيضاً ان الخلافات التى نشبت منذ بضعة أشهر بين المنظمات والجماعات التي تسعي لإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد ، تفاقمت إلي درجة التخوين والإتهام بالعمالة وبيع الآخرين لدمشق وموسكو مقابل ضمان الحياة والخروج الآمن من الساحة ولو مؤقتاً..

هذا بالاضافة إلي توقف العديد من مصادر التمويل والمساندة التى كانت تقدمها بعض العواصم المناهضة لدمشق سواء اقليميا او عالميا، لميليشيات المقاومة.. 

لكن هناك من المحللين الأوربيين من يتوقع ان تتغير هذه المعايير في أي لحظة قادمة لأسباب يرونها واقعية للغاية.. كأن تختلف موسكو وواشنطن حول مستقبل النظام بعد اعلانه الانتصار.. او ان تُعاود بعض القوي الإقليمية ضخ الدعم العسكري والمالي مرة أخري للقوي التى كانت تحارب بإسمها.. او ان تستيقظ حمية المنظمات المتشاحنة اليوم فيما بينها ، وتعود إلي توافقها الذي كانت ترفع رايته حتى الأمس القريب  .. هنا لا بد أن تتحول النهاية التى تتنبأ بها الصحيفة إلي غير مسارها لصالح دمشق، وتعاود الصورة التى تكاد ان تختفي ، فرض نفسها علي جميع الأطراف الداخلية والخارجية.. 

هذا الخلاف بين وجهات النظر، ليس جديداً فيما يتعلق بما يجري في سورية و الساحة العربية برمتها، وتشهد يوميات السنوات التالية لعام 2010 تسجيلاً حيا للواقع وضدياته والحقيقة وعكسها يتجاوران فوق الأرض جبنا إلي جنب.. لكن ما نحن بصدده هو مصير الميليشات الإيرانية ومستشاري طهران في داخل سوريا من ناحية!! وعلاقات إسرائيل بالملف السوري وفي مقدمته التواجد الإيراني علي بعد ذراع منها من ناحية أخري، سواء انتهت الحرب ام تواصلت.. 

يقولون ان التهدئة التى تشهدها الخطوط الفاصلة بين الطرف الإيراني و الطرف الإسرائيلي بالقرب من حدود هذه الأخيرة مع سورية، لن يصمد خاصة اذا سكتت أصوات الحرب وتلاشي دخانها الكثيف .. لأن ميليشيات إيران لن تخرج من سوريه بسهولة.. ولن تسكت إسرائيل حيال تواجد طهران المادي والمعنوي تحت اي ضغط من الضغوط!! كما لن ترضي باي تسوية تعقد مع طهران لإقناعها بالخروج الأمن ، لأنها تري أن هذا الخروج يجب ان يكون مُذلاً !!.. 

في نفس الوقت لن ترضي طهران بالخروج المفروض عليها.. وهي تري أن من حقها أن تجني العديد من المكاسب مقابل سحب ميليشياتها من هناك وغض النظر عن اتفاقها الإستراتيجي مع دمشق لضمان تحصيل ما انقته من مليارات الدولارات لدعمه منذ أربع سنوات علي الأقل.. ولا بد من توثيق مستقبل علاقاتها مع دمشق بحيث يبقي الطرفان حليفان متعاونان علي كافة المستويات.. 

إسرائيل لن ترضي بان تحظي طهران باي مكسب بعد إنتهاء الحرب.. ولن ترضي بان تقيم تواجد لها ولو رمزي داخل سوريا خاصة اذا فكرت طهران ان يكون عند اطراف هضبة الجولان البعيدة عنها.. 

هنا مكمن المعضلة.. ماذا ستفعل موسكو؟؟ وماذا ستفعل واشنطن التى ناقش مستشارها للأمن القومي كافة هذه الأمور مع رئيس وزراء اسرائيل في تل ابيب منذ ايام قليلة؟؟.. لن يضحي الطرفان بأي مطلب اسرائيلي لضمان امنها.. ولن يرضوا بان يكون لإيران تواجد لو رمزي في سورية.. 

يتوازي مع هذا التوجس أن تقدم تل ابيب او طهران علي فعل ارعن.. كأن تطلق الآولي سيل من قنابل طائرتها الحربية تجاه معسكرات الميليشات الإيرانية او العاملة لحسابها، فترد طهران بارسال طائرة بدون طيار او تطلق عدة صواريخ باتجاه هضبة الجولان المحتلة ، كما فعلت من عدة أسابيع .. 

نتائج انتهاء الحرب في سورية ليست هي حساب مكاسب دمشق اوخسارة القوي التى كانت تناوئها!! وانما هي حسابات ما سيترتب علي ذلك من نزاعات اقليمية.. اعنفها الصراع بين طهران وتل ابيب.. 

[email protected]


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي