: آخر تحديث

اردوغان يستغيث

81
83
63
مواضيع ذات صلة

على اردوغان إلا يلوم إلا نفسه على ما وصلت إليه الليرة التركية، فهو جزء من الأزمة ولن تجدي أموال حاكم قطر الشيخ تميم بن حمد نفعا للاقتصاد التركي المتداعي ،  اردوغان أشبه بالملك لير يقف على أرض بور في حالة من الفرع ، ويهاجم الرئيس الامريكي دونالد ترمب ، تركيا تواجه أزمة ليرة من النوع الذي شاهده العالم أكثر من مرة في الاقتصاديات الناشئة ، بلد يقترض كثيرا لدفع النمو ، والاقتراض بالدولار الأميركي ، نصف الدين المستحق على تركيا بالعملات الصعبة ، ويصبح من الصعب تمويل الدين عندما ينخفض سعر الليره أمام الدولار ، توقف المستثمرون عن استخدام الليرة وتصاعد مستوى التضخم ، فهرب الاستثمار وباتت البلد على شفا انكماش اقتصادي.

المشكلة سنوات من سوء الإدارة ، والاقتراض المفرط، اراد اردوغان الفوز في الانتخابات ، غير الدستور، وحول النظام البرلماني الى رئاسي ليمسك بلك السلطات في يده ، اعتمد على المصرف المركزي للحفاظ على سعر الفائدة منخفضا ، فاز في الانتخابات ، مثله مثل بقية الحكام الديكتاتوريين يعتقد أنه يستطيع السيطرة على السوق مثلما سيطر على الجيش وإن بشكل مؤقت.

اردوغان يتخبط باحثا عن حل ، يأتي اليه حاكم قطر ويمنحه 15 مليار دولار استثمار مباشر في بلاده ، طلب من مواطنيه شراء الليره مقابل الدولار ، كيف ذلك والليرة متراجعة ، بمعنى ان المواطن سيتعرض للخسارة في حال شراء الليرة ، واشنطن طلبت من المؤسسات الدولية عدم منحه أي قروض مالم يفرج عن القس الأميركي أندرو برنسون ، اردوغان سبب كارثة بلاده، والخروج من الأزمة مرهون بمدى القدرة على إنشاء نظام اقتصادى ومالى وسياسى لا يخضع لحكم حاكم  يعتقد أن الحياة ستسير على هواه.

مشكلة أردوغان أنه وضع كل السلطات فى يده ، نظام رئاسي لا كلمة لرئيس الوزراء فيه ، ولا سلطان للبرلمان عليه ، حتى المصرف المركزى بات يستجيب لأهواء الحاكم الفرد العاجز على كبح جماح التضخم.

إصرار اردوغان على الإبقاء على سعر الفائدة منخفضا لا يأت من فراغ، بل من الحرص على البيزنس الخاص به ومصالح أسرته المسيطرين على قطاع التشييد والمقاولات وحققوا ثروات هائلة، ومن الحكمة في رأيه الإبقاء على تكلفة الديون منخفضة لكي تزيد أرباحهم على حساب المصلحة العامة .

قضية القس الأمريكى "أندرو برنسون" فاقمت الأزمة ، اردوغان يرفض الإفراج عنه رغم طلب ترامب، ويقول انه متهم بالتواطؤ مع الانقلاب العسكرى في صيف 2016 ، اعتقد اردوغان أن ترامب لن يفقد حليفه الإستراتيجى لـ60 عاما من أجل قس أمريكى، هذا الامر رفع شعبية ترامب لأنه وقف فى وجه أردوغان الديكتاتور من أجل قس أمريكى.

الآن اردوغان يهدد بأنه سيبحث عن حلفاء جدد!، وقد يغادر حلف الأطلنطى، ويقيم تحالفات جديدة مع روسيا والصين وإيران ، ايا كان الأمر أردوغان يعلم أنه جزء من الأزمة فهو لا يحطى بأى تأييد عالمى أو إقليمى لسجله الأسود في دعم الإرهاب وحبس صحفيين وسياسيين وكُتاب، واعتقد أن تركيا لن تتمكن من الخروج من حفرة أردوغان إلا بمراجعة شاملة لكل سياسات أردوغان وقد يتدخل طرف ثالث من الداخل لاقناع اردوغان بمراجعة سياساته أوالرحيل. 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي